إرينا

حمدان الشاعر

كان لابد من فوز الإمارات بمقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إرينا)، ليس بفضل ما لديها من قوة مالية داعمة لمثل هذا المقر، بقدر ما هو إيمان وقناعة بحقيقة التزام دولة الإمارات بمبادئ وقيم وأهداف هذه الوكالة، والأغراض التي أنشئت من أجلها.

هو بالتأكيد شرف وإنجاز كبيران، ولكنه أيضاً محك لتجربة مهمة وماسة على الصعيد العالمي، الهادف إلى تنسيق الجهود الدولية لأجل مستقبل آمنٍ للطاقة، تتوافر فيه مبادرات فعالة لاستخدامات الطاقة المتجددة، ويُحفّز نقل التكنولوجيا بين دول الشمال والجنوب، ويشجع التعاون الفني بين الدول المتقدمة والنامية.

هذا الاهتمام بتبنّي مثل هذا المقر يؤكد أن دولة الإمارات قد وصلت إلى مرحلة من النضج الاقتصادي، والمكانة السياسية على الصعيد الدولي، بحيث بات لها فكرها الخاص الهادف إلى إيجاد قواعد جديدة تستطيع من خلالها أن تلعب دوراً ريادياً عالمياً، ومن شأن هذا المقر للوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن يعطي الدولة زخماً غير تقليدي، يعكس التزام الدولة بمقتضيات حماية البيئة ومكافحة التلوث.

هذه المنظمة الوليدة لها أهدافها وسياساتها المتمثلة في دعم المبادرات الكفيلة بتطوير صناعات وتقنيات الطاقة المتجددة، وتقليل البصمة الكربونية الناتجة عن استخدامات الوقود الأحفوري، ولأن دولة الإمارات قد التزمت منذ مدى بعيد بسياسات تهدف إلى تطوير واستثمار حلول الطاقة النظيفة، متمثلاً ذلك في مبادرة «مصدر»، والتي تمثل في حد ذاتها إنشاء أول مدينة عالمية خالية من الكربون والنفايات، والتي ستعتمد بصورة كبيرة على تقنيات الطاقة المتجددة، علاوة على احتضانها مركزاً للأبحاث والتطوير في مجالات الطاقة غير التقليدية، باستثمارات تفوق 15 مليار دولار خلال الخمس سنوات المقبلة.

هذا الفوز هو أول الغيث الذي يؤكد انتصار الدبلوماسية الناجحة، وتضافر الجهود التي انصبّت بشكل متوحّد لرفع اسم الإمارات عالياً.

فأبوظبي جديرة باحتضان وكالة دولية متميزة.. والإمارات كعهدها دوماً جديرة بأن تنال ثقة العالم أجمع لهدف سامٍ وغاية نبيلة.

hkshaer@dm.gov.ae

تويتر