فوضى وكلاء اللاعبين!

عماد النمر

في مثل هذه الأيام من كل عام تزدهر سوق الانتقالات بين اللاعبين وتسعى كل الأندية للظفر بالمميزين لتدعم صفوفها، ومن المألوف أن تنقل الصحف أخبار تلك الانتقالات بشكل مهني، سواء في بداية المفاوضات أو بعد التعاقد، وهذا امر متعارف عليه في العالم ومقبول لدينا، لكن الغريب هو تلك الظاهرة التي طفت على سطح الأحداث لدينا بعد الموسم الأول للمحترفين، فقد ظهرت على السطح الإعلامي وفي الشارع الرياضي بشكل غير مسبوق فوضى غير مسبوقة في سوق الانتقالات، تسبب فيها وكلاء اللاعبين الذين تزايدوا بشكل كبير هذا الموسم، وبدأت التسريبات من خلال هؤلاء السماسرة إلى الصحف، وساهم رجال الإعلام بقصد أو من دون قصد في خلق حالة جديدة في سوق الانتقالات، بطلها الأول هو السمسار الذي لا هم له إلا اختلاق المشكلات بين اللاعب الذي أصبح وكيل أعماله وناديه، وذلك حتى تزدهر تجارته، ولم يحافظ الكثير من السماسرة على أسرار اللاعبين كما تقتضي أعراف المهنة، بل سعوا إلى نشر كل كبيرة وصغيرة، مهمة أو تافهة، عن علاقة اللاعب بناديه، من أجل الضغط على النادي إعلامياً ومن ثم يتقوى مركزه عند التفاوض داخل غرف الاجتماعات.

وشهدت الأيام الماضية بعضاً من هذه المهاترات التي سربها وكلاء اللاعبين للصحافيين، فهذا ينوي الرحيل، وذاك مهدد في أسرته ونفسه إن لم يستمر مع ناديه، وثالث تنهال عليه العروض من الأندية الغنية، ورابع يتصارع عليه أكثر من ناد، وآخر متمرد على وضعه وساخط على ناديه! إلى آخر هذه الأخبار التي تصب في مصلحة وكيل اللاعب فقط، من دون النظر إلى المصلحة العامة، ومن دون أدنى إحساس بالمسؤولية، ما تسبب في خلق بلبلة لدى الجميع، أندية ولاعبين وجماهير.

المهنية الصحافية تقتضي ألا نجري خلف هذه الأخبار، وألا نضلل الشارع الرياضي بما يسربه سماسرة لا يتورعون عن فعل أي شيء يصب في مصلحتهم فقط، وأرجو أن يتوخى الزملاء في كل وسائل الإعلام الحذر في نشر أخبار تأتيهم عن طريق سمسار، تلك المهنة التي أصبحت مهنة من لا مهنة له، في ظل غياب قوانين تنظم عمل هؤلاء السماسرة.

وإذا كنت أتناول الشق الإعلامي في التعامل مع وكلاء اللاعبين والسماسرة فإن هناك جانبا آخر لا يقل خطورة وهو الجانب المادي، الذي يحركه السماسرة من دون أية ضوابط، فهمه الأول رفع السعر إلى أعلى حد، لأن عمولته تتحدد وفقا للمبلغ النهائي، وبالتالي فهو يسعى للوصول إلى القيمة الأعلى بغض النظر عن القيمة الفنية للاعب. المشكلة لا تكمن في وكلاء اللاعبين أو السماسرة وحدهم، فهناك عناصر أخرى مستفيدة من ورائهم، وينالهم من الحب جانب، وهنا تكون المصيبة الكبرى، خصوصاً إذا كان الشريك إعلامياً أو مسؤولاً بيده سلطة أو قرار.

الورقة الأخيرة

ما دور اتحاد الكرة ورابطة المحترفين في تنظيم سوق الانتقالات؟ وما دور مسؤولي وسائل الإعلام كافة في وقف مهازل الأخبار التي مصدرها السماسرة؟! أرجو أن ينتظم العمل وأن يسود القانون هذه السوق الكبيرة والخطيرة، فمازلنا في أولى درجات الاحتراف، والقادم أخطر بكثير مما نحن فيه إن لم نتدارك الأمر.

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر