«كان حلم وراح»!

عماد النمر

--كثيرة هي الأحلام في حياتنا، وكثيرة هي الأمنيات، والأكثر منها هي الإحباطات، التي نفيق عليها في نهاية مشوار طويل نعيش فيه مع الأمل والأحلام، وفي نهاية موسمنا الرياضي هناك الكثير ممن ينطبق على أحوالهم «كان حلم وراح»، فتعالوا معنا نَعِش لحظات الحلم الجميل والواقع المرير.

--في بداية كل موسم يمنّي الجزراوية أنفسهم بالوصول إلى منصات التتويج وهذا الموسم كانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقب بطولة أول دوري محترفين، بعدما ظلت المنافسة على اللقب حتى آخر مباراة، لكن فريق الجزيرة مارس هوايته المعروفة وظل بالمركز الثاني، وفقد الحصول على اللقب، لأنه «كان حلم وراح».

--وهبط فريق الشعب إلى الدرجة الأولى، بعدما قدم موسماً سيئاً، في أول دوري للمحترفين، ولم تشفع له نجاحاته في المواسم السابقة، واحتلاله مراكز متقدمة في البقاء ضمن المحترفين، وأصبح دوري الأضواء والشهرة بالنسبة للكوماندوز الشعباوي «كان حلم وراح».

--ولم يكن شقيقه فريق الخليج أفضل حالاً منه، حيث رافقه في رحلة الهبوط، بعدما كانت أمانيه وهو الصاعد حديثاً البقاء ضمن الكبار، ولكن أمانيه وطموحاته انطبق عليها القول المأثور «كان حلم وراح كله جراح».

--وفي دوري أبطال آسيا لعب الأربعة الكبار «الأهلي والجزيرة والشباب والشارقة»، وتفاءلنا خيراً بوجد هذا الرباعي، لكننا وكالعادة في المشاركات الخارجية نحلم كثيراً جداً في بداية المشوار وفي النهاية نكتشف أنه «كان حلم وراح.. انساه وارتاح».

--وبعد وصول منتخبنا الوطني إلى التصفيات النهائية لكأس العالم ،2010 ودخوله ضمن العشرة الكبار في القارة الصفراء - حتى وإن كان الدخول من ثقب إبرة - إلا أننا رحنا نحلم بالتأهل للنهائيات في جنوب إفريقيا، وكبر الحلم معنا حتى أفقنا على عدة صفعات متتالية أخرجتنا تماماً إلى الواقع الذي قال لنا إننا في المركز الأخير ضمن العشرة الكبار، وإن رغبتنا في التأهل «كانت حلم وراح».

--وعلى نفس الدرب تسير بعض المنتخبات العربية، فها هو منتخب السعودية يفشل في التأهل مباشرة ويدخل الملحق مع شقيقه البحريني، وخرج المنتخب القطري صفر اليدين، مؤكداً أن طموحه في الوصل إلى نهائيات كأس العالم «كان حلم وراح».

--وفي كأس القارات دخل الشقيقان مصر والعراق بلا طموحات تقريباً إلا الأداء المشرف، نظراً لقوة الفرق المشاركة وسوء حالة مصر والعراق، إلا أن المنتخب المصري فاجأ الجميع بأداء ولا أروع أمام البرازيل، وخسر بركلة جزاء في الوقت بدل الضائع، وهنا عاش العقل الباطن والظاهر في الحلم الجميل الذي رأيناه مع الفراعنة أمام السامبا، وجاءت مباراة إيطاليا ليحلق بنا المنتخب المصري في سماء الأحلام، بفوزه المستحق على بطل كأس العالم في أكبر مفاجآت الساحرة المستديرة، وانتظرنا أن يكتمل الحلم الجميل ويقضي الفراعنة على الأمريكان والوصول إلى نصف النهائي، لكننا تأكدنا وبالثلاثة أنه «كان حلم وراح».

الكلمة الأخيرة:
ولأن الأحلام لا تموت إلا بموت أصحابها، ومادمنا أحياء قادرين على العطاء، فمن حقنا أن نحلم وأن نسعى لتحقيق هذه الأحلام، وسيأتي اليوم الذي تتحقق فيه الأحلام على أرض الواقع.

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر