حُمّص الفنان.. يقهر الطليان!

عماد النمر

خلال الأسبوع الماضي رسم المنتخب المصري خارطة جديدة لكرة القدم في العالم، وغير كثيراً من المفاهيم والقوانين المتعلقة باللعبة الشعبية الأولى في العالم، بعدما بسط سيطرته على الزمان والمكان في بطولة العالم للقارات واحتل المكانة الأعلى متفوقاً على ملوك الكرة من راقصي السامبا «المنتخب البرازيلي» وآكلي البيتزا «المنتخب الإيطالي» الملقب بالآزوري.

وجاءت مشاركة المنتخب المصري الملقب بالفراعنة بعد خسارة موجعة من الجزائر 1/3 ضمن التصفيات الإفريقية الأخيرة المؤهلة لكأس العالم ،2010 ما حدا بالبعض إلى التشكيك في قدرات المنتخب المصري خلال مشاركته أمام القوى الكبرى، ووصفت حالته بأنه يرتعش خوفاً ورعباً قبل مواجهة البرازيل، إلا أن الفراعنة ردوا على الجميع بأداء أبهر العالم أجمع، وجعله يقف تحية لعبقرية هذا الأداء أمام ملوك الكرة، وعلى الرغم من الخسارة 3/4 فإن المصريين كسبوا التقدير والاحترام، حيث فرضوا أسلوبهم الفرعوني على السامبا، ولعبوا أروع مباراة لهم في التاريخ بشهادة خبراء كرة القدم.

وجاءت مباراتهم الثانية أمام الآزوري بطل كأس العالم ،2006 لتؤكد تفوق المنتخب المصري وبجدارة، حيث استطاع هزّ برج بيزا وإسقاط إيطاليا من على عرشها، بهدف الفنان محمد حمص لاعب الإسماعيلي الذي أحرزه برأسية عبقرية وهو تحت حراسة ستة من لاعبي إيطاليا في مرمى بوفون أفضل حارس في العالم، ويتلاعب المنتخب المصري بأبطال العالم ويفرض سيطرته على مجريات اللعب، ولا يجد الطليان بداً من الانكماش لعدم دخول هدف ثانٍ في مرماهم، وفي الوقت نفسه يتعملق الدفاع المصري ويصحح جميع أخطاءه الماضية ولا يترك ثغرة واحدة ينفذ منها الهجوم الإيطالي، كما وقف الحارس العملاق عصام الحضري سداً منيعاً أمام الهجوم الأزرق، وكان أحد أهم الأسباب في الحفاظ على التقدم المصري، بحفاظه على شباكه نظيفة طوال المباراة.

إن الأداء العبقري المصري في كأس القارات أمام أبطال العالم، يؤكد أن الفراعنة قد استوعبوا درس الخسارة من الجزائر جيداً، وأنهم عازمون على الوصول إلى كأس العالم، وأن تركيزهم منصبّ على مباراتهم المقبلة أمام رواندا ضمن التصفيات، وهذا ما يجب أن تفهمه الجماهير جيداً، فالوصول إلى كأس العالم أهم كثيراً من الفوز على أبطال العالم، ولابد أن تصبح مباراتا مصر مع البرازيل وإيطاليا في صفحات التاريخ خصوصاً وهم يقابلون اليوم المنتخب الأميركي، ويجب ألا نقف كثيراً أمام عبقرية الأداء المصري، فالمقبل هو الأهم والابتعاد عن الغرور سبيل الوصول إلى هدف المنتخب المصري.

وفي البطولة نفسها قدم أسود الرافدين أداءً رائعاً يحسب لبطل آسيا، حيث تعادلوا مع جنوب إفريقيا صاحبة الأرض والجمهور وخسروا من المصنف الأول على العالم الماتادور الإسباني صفر/،1 ومساء الأمس كانت مباراتهم أمام نيوزيلندا، وأياً كانت النتيجة فإن أسود الرافدين كانوا خير سفراء للكرة العربية وقدموا وجهاً جميلاً يستحقون عليه التقدير والاحترام.

الورقة الأخيرة
فتح باب الاحتراف الخارجي للاعبي الإمارات هو أول خطوات النهضة الكروية الغائبة عنا منذ عشرات السنين، ولكم في لاعبي مصر والعراق أسوة حسنة، وأرجو من اتحادنا اتخاذ خطوات فعالة تجاه هذه الخطوة حتى نواكب التطور الكبير في الكرة العربية من حولنا.

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر