باريس هيلتون

حمدان الشاعر

تصل اليوم، فتاة الحفلات، سليلة عائلة هيلتون الشهيرة، الفنانة والعارضة والممثلة والكاتبة، باريس هيلتون. تصل النجمة العالمية في زيارة لدبي تستمر ثلاثة أسابيع من أجل تصوير حلقة من برنامج أميركي يسمى «صديقتي الجديدة المفضلة»، هذه النجمة المزعومة والشهيرة بسلوكيات غير منضبطة روّجت لها عمداً يراد لنا أن نقرّ بأنها ستجلب للبلد شهرة لا نظير لها، وهل تحتاج دبي لأن تكون محطة يروّج لها عبر أسماء ذات تاريخ مشوّه أو من دون تاريخ بالأساس ليصير تسويق عادات البلد وتراثه من خلالها، والحقيقة أن الترويج للبلاد لا يأتي عبر شخصيات هلامية تافهة، فحتى على مستوى التسويق الفعلي فليست هيلتون من بإمكانه أن يفعل ذلك لأنها حتى في بلادها هي مجرد شخصية هامشية ومن دون تأثير اجتماعي يذكر في الوقت الذي يكنّ فيه الجمهور الأميركي لها الكثير من الاستياء للترف والاستهتار الذي تغرق فيه هذه الثرية. فلا هي صاحبة أوسكار أو مقدمة برامج متميزة أو حتى شخصية لها باعها في العمل الإعلامي أو لها أي فعل مؤثر يعزز وجودها بيننا أو الاحتفاء بها، وكل ما في الأمر أن الآلة الإعلامية الأميركية روّجت لـ«صورة» بإيعاز شخصي منها وبضخ أموال طائلة كي تكون بطلة أخبار يومية ومادة دسمة لفضائح وأهداف تنشرها وسائل الإعلام المختلفة.

وجودها لا يستدعي هذه الاحتفالية بقدر ما هو مؤسف أن نحتفي بشخصيات من هذا النوع وأن يُروج من خلالنا لبرامج لا تصنع إلا الفراغ ولا تنتج إلا الفشل، على أن الكثير منا يحلو له الالتفاف حول أصالة البلد وعاداته بالادعاء أن وجود فنان أو فنانة ذات صبغة عالمية - وإن كانت العالمية هنا تخضع لكثير من المعايير - سيكون ترويجاً للبلد وعاداته وفرصة لإبراز حضارتنا وتاريخنا، فكم هو معيب وصف الأشياء بنقيضها والاختباء خلف خطيئة والادّعاء بما يخالفها، فترويج هذا الإسفاف يعكس أن هناك ضيق أفق في فهم وتفسير واقعنا الذي لم ينسلخ يوماً عن هوية المكان وثقافة أهله واعتباراته في الاحتفاء بضيوف يستحقون الاحتفاء ويستدعون الفرح بوجودهم.

بأي جديد ستأتي هيلتون، سوى كونها صورة لباربي الدمية الأميركية التي رُوج لها لتسليع المرأة وتحويلها إلى مجرد شكل يباع من خلاله كثير من الأوهام والأمثلة السيئة.



hkshaer@dm.gov.ae

تويتر