وعُدنا.. حفاةً عراة!

عماد النمر

كشفتنا التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2010 ،وأظهرت عيوبنا أمام الخلق، فبعد أن دخل منتخبنا الوطني ضمن الـ10 الكبار في القارة وبدأنا التصفيات النهائية بآمال وطموحات كبيرة، إلا أننا سقطنا في الاختبار وخسرنا كثيرا طوال المشوار، وعدنا إلى أرضنا حفاة عراة.

حفاة إلا من نقطة واحدة لم تستطع أن تحمينا من أشواك الطريق ولا أن تقينا جمر الحصى الذي مشينا عليه.. وعراة من جماهيرنا التي تخلت عن المنتخب طوال الطريق، وتركتنا نداري سوءاتنا خجلاً من جماهير المنافسين الذين ملأوا المدرجات وتفوقوا كماً وكيفاً.

وللأسف وبعد كل إخفاق كروي نعود منه بخفي حنين أو من دونهما، لا نرى ولا نسمع إلا صدى أصواتنا وهي تتردد في وسائل الإعلام فقط، وتنام العيون ملء جفونها انتظاراً لمشاركة جديدة، وكفى المؤمنين شر القتال، لذلك تتكرر الأخطاء بالسيناريو نفسه، دون أن نتعلم من أخطائنا أو نصلح من أحوالنا، وسنظل ندور في حلقة مفرغة بين الطموح والواقع، ونصاب في نهاية كل مشاركة بالحزن والقهر على حالنا.

وسبق أن كتبت كثيرا في حال منتخبنا الوطني ومسيرته المتراجعة وإخفاقاته المتكررة، وطالبت بتشكيل لجنة متخصصة لدراسة أسباب انهيار منتخبنا خلال السنوات الـ10 الماضية تحديداً، وكتابة تقرير فني وإداري بكل السلبيات التي واجهت المنتخب، بداية من سوء اختيار المدربين ومروراً بدلع اللاعبين وفقدان العناصر المهمة لنهضة المنتخب ونهاية بالدعم المالي والجماهيري.

صدقوني لن تقوم للمنتخب قائمة دون معرفة الأسباب الحقيقية للإخفاقات، ثم العمل بصدق وإخلاص على علاجها بشكل صحيح مدروس وحسب خطة واضحة المعالم ومتابعة دقيقة، وغير ذلك سنستمر في وضعنا الحالي نتأخر وغيرنا يتقدم وبسرعة تفوق تأخرنا، وبالتالي نتراجع بشكل مخيف، ولكم أن تعرفوا أن ترتيبنا قبل 10 سنوات كان رقم 42 على مستوى العالم والآن وصل بنا الحال إلى الترتيب 122 وسيزيد الرقم في التصنيف المقبل بعد خسارتنا من ألمانيا وإيران أخيراً.

- إننا لا نريد عملا قائماً على ردة الفعل، لكني أتمنى عملا مؤسسياً يسير على المنهج العلمي لاستقراء مشوار المنتخب خلال الـ10 سنوات ولا مانع من الاستعانة بمكاتب متخصصة تضع لنا دراسة بالأسباب والعوامل التي ساهمت في الإخفاق، وكيفية العلاج الصحيح والمدة الزمنية الدقيقة لإعادة المنتخب إلى الطريق الصحيح.

الورقة الأخيرة

قضية اللاعب طارق أحمد هي قضية الموسم الكروي الاحترافي الأول بلا شك، وأعتقد أنها أخذت أكبر من حجمها كثيراً، وطالت حتى أوصلتنا للملل، وكل يوم تتكشف حقائق كانت خافية، وكل يوم تتداخل أطراف تعقّد القضية أكثر مما هي، ولعل التضارب الذي حدث بين رجال الاتحاد أخيراً يكون هو الحلقة الأخيرة في هذا المسلسل، وأن يدرك الاتحاد أن سمعته على المحك في هذه القضية المتشابكة.

 

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر