«الانتقالات عندنا.. وعندهم!»

عارف العواني

غالياني يتوجه إلى مدريد للتفاوض مع النادي الملكي الإسباني حول صفقة انتقال كاكا على الرغم من كل ما دار من أخبار قبل ذلك بعام حول استحالة تخلي الميلان عنه. موراتي على مائدة العشاء مع لابورتا في إسبانيا والصحافة الإسبانية تنتظر ما يسفر عنه هذا العشاء وتأثيره في بقاء زلاتان ابراهيموفيتش في الإنتر وإيتو في البارشا. زيدان المستشار الجديد في الريال يوصي بالتعاقد مع مواطنه ريبيري والرئيس الجديد للبيت الأبيض الملكي يأخذ بالتوصية، ويعلن أنه وضع اللاعب على لائحة تعاقداته في الموسم المقبل. وفد بلاكبيرن في القاهرة للتفاوض حول انتقال عمرو زكي.

كل تلك الأخبار تصل إلينا من بعيد ولحظة بلحظة لنتابع أبرز الانتقالات في أوروبا المتحضرة كروياً في جميع الوسائل الإعلامية المتاحة وقبل الصحف أحياناً، وفي المقابل نجد أنفسنا بعيدين جداً عن أي خبر لانتقال لاعب من نادٍ إلى آخر في الدولة.

وذلك بالتأكيد ليس لعدم ركود سوق الانتقالات، بل لحالة انعدام الاتصال الواضحة والجلية على جميع الأصعدة بين الأندية نفسها وتحاشيها التصريح أو التلميح بأي اتصال قد يتم أو قد ينم عن رغبة النادي في لاعب معين، وبين الأندية ووسائل الإعلام من جهة أخرى والجماهير المغلوبة على أمرها من جهة أخرى.

غالبية الأندية تعيش في حالة من العزلة إلا في ما ندر وتنتظر أن يبادر الآخر بالاتصال وإبداء الرغبة، بدلاً من التقدم بشجاعة ودخول سوق الانتقالات بكل قوة تعبر عن قوة النادي ووضوح رؤيته لدى جماهيره.

لا أعتبر ذلك عيباً بأي حال من الأحوال، لكنه بالتأكيد ضعف في الشخصية الاعتبارية للأندية نفسها وعدم ثقتها أو فهمها «للميركاتو» كما يسميه الأوروبيون، والذي يتم انتظاره واستغلاله بأفضل ما يكون فعندهم نرى الأجهزة الفنية تبدي وبوضوح احتياجاتها استعداداً لاستحقاقاتها للموسم المقبل، بينما عندنا نعتبرها فترة لإعادة النظر في لاعبينا فقط ومن منهم سنبقيه ومن سنسرحه بعد أن أصبح عبئاً علينا.

ومن أعرافنا أو ثقافتنا التي لا أتمنى تعميمها أننا نخشى أن نبدي حاجتنا للاعب معين في مركز معين حتى لا يوصف فريقنا بأن لديه ضعفاً في مركز ما، على الرغم من أنك لو ذهبت للغالبية من الجماهير واستمعت إليها للاحظت وبوضوح أن النقص في فرقنا معروف لديهم وبإمكانهم أن يمدوننا بأدق التفاصيل الفنية التي تتورع الإدارات في الوقت نفسه بالتصريح بها.

وحتى على صعيد اللاعبين الأجانب فمازالت الصورة غير واضحة سواء من قبل الرابطة التي تركت القرار في يد الاتحاد، بعد الأخبار غير الرسمية التي تم تناقلها حول تخفيض عدد الأجانب من خمسة إلى أربعة باعتماد توجه الاتحاد الآسيوي بأن يكون الرابع آسيوياً! وهو في اعتقادي، سيهضم حق ثمانية أندية لن تشارك في البطولات الآسيوية.

ولكن حتى الآن في الوقت الذي من المفترض أن تكون الأندية قد أنهت تعاقداتها أو على الأقل حددت احتياجاتها، إلا أنها مازالت لا تعلم أياً من اللاعبين ستختار، وكل ذلك بسبب صاحب القرار في الاختيار إلا في ما ندر.

في السابق كان اللاعبون ينتظرون معسكر الفريق الداخلي الذي يسبق السفر للخارج ليعلموا مصيرهم، بعد أن يعلن إداري الفريق من سيسافر ومن سيصيف هنا. هذا كان في زمن الهواية! والآن في زمن الاحتراف مازال الوضع على ما هو عليه، واللاعبون في الانتظار! فمن يحتاج الاحتراف أكثر الإدارات أم اللاعبون؟!

تويتر