تجارة المنتخب

عماد النمر

لا أشك لحظة في صدق نيات القائمين على اتحاد الكرة كونهم من أهل الخبرة والباع الطويل في العمل الرياضي، لا سيما أن لديهم من الحنكة ما يجعلهم يستحقون قيادة الهرم الكروي، ولكن في نهاية الموسم الكروي الحافل علينا أن ننظر إلى عمل اتحاد الكرة من منظور النتائج التي حققها خلال الفترة الماضية.

وسيكون دوري المحترفين على رأس التقييم كونه المسابقة الأكثر اهتماما وشعبية، ولا يمكن أن نقيم دوري المحترفين من دون أن نتطرق إلى دور الرابطة في تنظيم المسابقة، وهي التي سحبت البساط من اتحاد الكرة وبسطت سلطتها المطلقة على المسابقة.

وحسب قول رئيس الاتحاد السابق يوسف السركال، فإن وجود رابطة المحترفين بصورتها الحالية يعد أكبر غلطة ارتكبت بحق كرة القدم الإماراتية، فالرابطة في نظره سلطة موازية للاتحاد صاحب الحق في تنظيم المسابقة، وبالتالي فقد تنازل لها عن أهم حقوقه، وطالب السركال أن تكون الرابطة مسؤولة فقط عن حماية حقوق الأندية وليس تنظيم المسابقة.

ولعل التنظيم الجديد للرابطة، وإعادة تبعيتها للاتحاد من خلال التشكيل الجديد، يعيدان الأمور إلى نصابها في المواسم المقبلة وإنا لمنتظرون سنة ثانية احتراف.

ولأن اتحاد الكرة هو المسؤول الأوحد عن المنتخبات الوطنية فلابد من النظر إلى ما حققته هذه المنتخبات حتى ندرك مدى نجاح الاتحاد من عدمه، وبداية سنجد تأهل منتخبي الشباب والناشئين إلى نهائيات كأس العالم في مصر ونيجيريا، وهو إنجاز جيد ويبشر بمستقبل واعد لهذه المجموعة من الشباب الصاعد.

وفي المقابل نجد المنتخب الأول في حالة يرثى لها، فبعد فوزه ببطولة «خليجي 18» تراجع الأداء والعطاء وتلقينا الخسائر الواحدة تلو الأخرى وتوالت الإخفاقات، فخرجنا من كأس آسيا ثم فقدنا لقب بطولة الخليج، وأخيراً خرجنا من تصفيات كأس العالم بالمركز الأخير في مجموعتنا، وتوالى التراجع في الترتيب العالمي، ففي يناير 2007 كان ترتيب المنتخب رقم ،100 ووصل بنا الترتيب الأخير إلى ،122 وسيتراجع أكثر بعد خسارة مباراة المانيا الودية.

وبمناسبة مباراة ألمانيا الودية فقد كسب اتحاد الكرة نصف مليون دولار مقابل إقامة اللقاء الذي كان ضربة موجعة للمنتخب في هذه المرحلة، وأرى أن الاتحاد قد كسب ماليا وإعلاميا كونه لقاء تجاريا بحتا، ولم يستفد منتخبنا الوطني فنيا من هذا اللقاء الذي جاء قبل أيام من لقاء كوريا الجنوبية في تصفيات كأس العالم التي أقيمت مساء أمس.

وحسب قول هلال سعيد لاعب المنتخب الوطني «نحن لم نستفد من لقاء ألمانيا وهي تجربة غير مجدية على الإطلاق، وبشكل عام لا أرى التجربة ناجحة لنا، بل العكس فالفائدة كانت للألمان أكثر منا».

الورقة الأخيرة

أطالب بتشكيل لجنة فنية وإدارية لبحث أحوال المنتخب والوقوف على المشكلات الحقيقية التي تعيق تقدمه ووقف التراجع الكبير الذي حدث قبل أن نصل إلى المركز الأخير في التصنيف العالمي.
تويتر