زمالك يا مدرسة !

عماد النمر

أخيراً افتتحت مدرسة نادي الزمالك من جديد بعد مشكلات عاصفة استمرت أربع سنوات حولتها من مدرسة عليا وعريقة إلى مجرد فناء للهو، وتفرغت مدرسة الزمالك العريقة إلى الهرولة في ساحات المحاكم خلال السنوات الأربع العجاف، لكن عهداً جديداً بدأ أمس الأول في تلك المدرسة العريقة.

فقد حضر أكثر من 25 ألف عضو بالنادي لانتخاب مجلس إدارة جديد يضع حدا للصراع الطويل بين مرتضى منصور الرئيس السابق وبين الجميع بلا استثناء، وكان لهذا العدد غير المسبوق في تاريخ أي نادٍ مصري الكلمة العليا في اختيار مجلس يعيد الاستقرار إلى القلعة البيضاء.

وفاز رجل الأعمال ممدوح عباس بمنصب الرئاسة وبفارق 2000 صوت تقريباً عن منافسه اللدود مرتضى منصور الذي حلّ ثانياً، كما فازت قائمة ممدوح عباس باستثناء فرد واحد من قائمة مرتضى منصور، ما يعني أن هناك تجانساً كبيراً بين جميع الأعضاء والرئيس، وهذا لمصلحة نادي الزمالك.

وخسر مرتضى منصور منصب الرئاسة بشرف، فهو صاحب شعبية كبيرة داخل النادي، لكن صوت العقل والحكمة كان لهم القول الفصل نحو الاستقرار، فقد تعب الأعضاء من مشكلات مرتضى منصور الخبير في القانون والقضايا، و«جرجرة» خصومه في دهاليز المحاكم.

وكان ممدوح عباس رئيساً معيناً للنادي خلال السنوات الثلاث الماضية، وهو ملياردير وصاحب مشروعات استثمارية ضخمة في مجال البترول، وقدم عباس نفسه للناخب الزملكاوي بصفته صاحب فكر استثماري متطور للنادي وقدم مشروعات عدة ضخمة جداً لتطوير النادي منها إقامة مقر ثانٍ للزمالك بمدينة السادس من أكتوبر بتكلفة ضخمة، سيبدأ تنفيذه اعتباراً من العام المقبل، إضافة إلى تطوير مقر النادي الحالي وإعادة الأوضاع لنصابها في الفريق الأول لكرة القدم الذي شهد انتكاسات متعددة خلال سنوات الصراع السابقة.

وباختيار ممدوح عباس يكون أعضاء نادي الزمالك قد اختاروا المستقبل المشرق لناديهم، وتغليبا للصوت الهادئ والفكر الإداري المستقر والمتزن، إضافة إلى وجود مجموعة من خيرة رجال الزمالك كأعضاء مجلس الإدارة ليقودوا العمل في ظل تعاون وثيق كونهم من قائمة واحدة ولديهم عناصر التفاهم التي تمكنهم من النجاح في مسيرتهم لقيادة نادي الزمالك للسنوات المقبلة.

وأرجو أن تغلق الصفحات السُود التي لطخت وجه الزمالك، وألا تعود سيرة المحاكم والقضايا مرة أخرى وأن يقر مرتضى منصور بخسارته انتخابات نزيهة أقيمت تحت إشراف قضائي كامل، وإن كان مرتضى منصور يحب الزمالك فعلاً فليعمل لمصلحة النادي وهو بعيد عن كرسي الرئاسة معتمداً على شعبيته الكبيرة التي اكتسبها خلال الفترة الماضية.



الورقة الأخيرة

بنظرة اقتصادية إلى انتخابات نادي الزمالك، نرى ملايين عدة صرفت على الدعاية الانتخابية لكل مرشح، وهذا أمر أصبح عاديا ومألوفا في انتخابات الأندية، لكن اللافت للنظر أن الجمعية العمومية انتخبت عباس كونه مليارديراً والنادي في أمسّ الحاجة إلى أمواله حتى تسطع شمس البطولات وتعود الأمجاد المفقودة، وهذا يعني أن «الرياضة الحالية أصبحت تجارة وفلوس، والفلوس تجيب فلوس».. وصلت الرسالة؟

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر