الانتخابات الكويتية

حمدان الشاعر

للشأن الكويتي حضوره الطاغي على الساحة الخليجية بصفة دائمة، ليس بسبب الجغرافيا والتاريخ فحسب، بل لأشياء عديدة ارتبطت في وجداننا مذ كنا صغاراً، فتشكلت في وجداننا علاقة خاصة للكويت وأهلها، هي مزيج من الحب والصلة، وهي كذلك محل إعجاب وتقدير. ولعل الشأن السياسي في الكويت يكون دوماً محل جدل ونقاش، فالأزمة التي حدثت بين الحكومة والبرلمان وعطلت الحياة بكل تفاصيلها، وأعاقت تنفيذ البرامج والمشروعات الكفيلة بالنهوض بالأداء العام للدولة، كانت نتيجتها حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة علّها تحدث التغيير المطلوب.

ليست المرأة وحدها من استفاد من هذه الانتخابات، بل التجربة الديمقراطية برمتها، حين جعلت التغيير ضرورة ملحة لإنقاذ البلاد من تبعات الشلل الذي أصاب مفاصلها، فنسبة التغيير في أعضاء البرلمان الكويتي الجديد والتي تجاوزت 40٪، أطاحت دعائم راسخة من النواب السابقين، وهي ببساطة تعبير جاد عن رغبة الشارع الكويتي في إيصال من يراه مناسباً وفقاً لإرادة حرة تحكمها ممارسة حرة في جو من الحرية الناضجة التي أخذت وقتها في الوصول إلى هذه المرحلة من الإرادة المستقلة، والتي جعلت الناخب يقبل على صناديق الاقتراع ليختار من يشاء ويغير من يشاء.

ولعل وصول أربع سيدات للمرة الأولى في تاريخ الحياة النيابية في الكويت إلى سدة البرلمان أكبر دليل على الرغبة في التغيير والبحث عن أسماء ووجوه لها بعدها المؤثر وقوتها المأمولة، خصوصاً أن لهؤلاء السيدات دورهن في الحياة العامة، ويتمتعن بكفاءة مشهودة تشفع لهن في هذا الاختيار ولسن مجرد أسماء أو أشكال جاءت من دون هدف أو غاية.

نضج التجربة أفرز هذا الاختيار وعمل أيضاً على الاتجاه نحو تغيير نوعي سيكون له تأثيره بالضرورة، والمحك هنا يكمن تحت قبة البرلمان في الاضطلاع بأمانة النيابة والتي تقتضي تحقيق مصلحة الوطن والشعب، بعيداً عن التأزيم والشد والجذب.

حتمية التغيير في الوجوه والتوجهات مرت عبر أزمة قاسية، ستكون بلا شك فرصة للبحث عن حلول قطعية لقضايا مؤجلة كثيرة ينادي بها الشارع الكويتي، وهذا التغيير الذي تأتّى بالديمقراطية هو نسق الحياة الفعلي الباعث على التفاؤل والأمل بأن الغد سيكون أفضل على الدوام.

 

hkshaer@dm.gov.ae

تويتر