الرشوة.. في دوري الأطهار

عماد النمر

كعادة دوريّنا في كل عام لابد أن تحفل الجولات الأخيرة بكل ما لذّ وطاب من أقاويل وشائعات واتهامات يصل البعض منها إلى تهمة التهاون أو التواطؤ أو الخيانة، وذلك عبر تلقّي رشاً لبعض اللاعبين المؤثرين للعب لمصلحة فريق آخر غير فريقه بالطبع، وفي الجولات الأخيرة طفت على السطح تهم الرشوة ضد بعض اللاعبين، من دون تسميتهم، كون الأمر سرياً ومن الصعب التثبّت منه.

ولا أعرف لماذا نصاب بحساسية زائدة حينما تظهر هذه الاتهامات على السطح ويسارع البعض إلى نفيها واتهام من يتحدث عنها بأنه يشوّه الصورة الجميلة لدورينا، رغم أننا لا نلعب في دوري الأطهار، والعكس فهو ليس دوري الفجّار، بل هو دوري طبيعي، بشري في المقام الأول ومن القائم أن يحدث فيه ما يحدث في الطبيعة، وما يحدث بين البشر العاديين.

فقد يرى مسؤول أن مصلحة ناديه تتطلب شراء ذمة حارس مرمى أو مدافع، وقد يتهاون لاعب عمداً أو يتواطأ مع فريق منافس مقابل مبالغ مالية، ولا يوجد دوري في العالم لم تحدث فيه هذه المظاهر، لكن الأمر لايعدو أن يكون انحرافاً عن الأخلاق والقيم الصحيحة، وكذلك تكون حالات فردية قليلة، لكن المؤكد أن أغلبها يتم في السر والخفاء، ومن هنا تنتشر الأقاويل دون أدلة قاطعة أو وقائع ملموسة وبالتالي يصعب الإمساك به.

وما حدث من قصص وحكايات خلال الأسابيع الماضية حول تلقي بعض لاعبي فرق من الدرجة الأولى رشاً لتفويت مباريات حتى أن رئيس مجلس إدارة نادي الفجيرة اعترف بأن فريقه كان يضطر لأن يلعب ضد فريقين في وقت واحد عندما يقوم شخص ما بتحفيز لاعبي الفريق الذي يلاقي فريقه حتى يتغلب عليه ويتم عرقلته لصالح فريق منافس وحينها يجد اللاعبون أنفسهم أمام منافس مدعم بسلاح المال المغري، فيما اعترف آخر بتلقي لاعبه رشوة لتفويت مباراة لكنه أبلغ إدارته التي لم تفعل شيئاً للأسف للإبلاغ الرسمي عن الواقعة.

واتهم حارس مرمى فريق الفجيرة محمد بن ضبعون بالتهاون مع فريقه ما أدى إلى خسائر مؤلمة أبعدته عن الصعود لدوري المحترفين، لكن الكلام الذي قيل لم يرتق إلى اتهام مباشر وصريح، رغم الاستغناء عن خدمات اللاعب، وهكذا الحال في كثير من الكلام حول موضوع الرشا. مجرد كلام لا يصل إلى تهمة ثابتة بالأدلة، وطالما ظل الأمر في السر وسكتت الأطراف المشاركة في العملية، فلن يستطيع أحد الإمساك بخيوط الدخان التي تخرج من تحت الرماد الساكن بجمر الرشوة.

ولأننا في دوري طبيعي يلعب فيه بشر ليسوا أطهاراً أو فجاراً، فإن هذه الأمور سوف تطفو على السطح من وقت لآخر، ومن الممكن أن تمسك قضية بحالة تلبّس كما حدث من قبل، وقد تفلت الكثير من القضايا لعدم كفاية الأدلة حسب التعبير القانوني المعروف.

الورقة الأخيرة

أما عن تحفيز فريق للفوز على فريق آخر فأراه أمراً طبيعياً إن تم في العلن وعلى الملأ، كأن يقرر شخص ما مكافأة مالية كبيرة للاعبي فريق يلعب أمام منافس له ويود عرقلته، فيرصد مبلغاً مالياً لكل لاعب إن فازوا على منافسه دون أن يكون الأمر في صفقة مشبوهة تتم في الخفاء.

 

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر