أقول لكم

اعتقد بعض القراء أنني أفهم في الطب، وبعثوا إلي برسائل تتضمن استفسارات قد تكون مضحكة بعض الشيء، ولكنها في الحقيقة ليست إلا تعبيراً عن الخوف والقلق الذي ينتاب الناس مع ورود كل هذه الأخبار حول سرعة انتشار أنفلونزا «أي» التي كانت تسمى حتى أول من أمس أنفلونزا الخنازير، ولأنني كتبت حولها أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس، ساد ذلك الاعتقاد لدى البعض، وكأنهم يتعلقون بقشة، وأية قشة، بعد أن غابت الجهات المسؤولة!

أحدهم لم يهتم بالأعراض أو طرق الوقاية، ولكنه توقف عند نقطة أرى أنها جديرة بالاهتمام، ورجاء حاراً ألا تضحكوا عليه كما فعلت عندما قرأت رسالته، ولا تضربوا كفاً بكف، ولا تقولوا «ما عنده سالفة»، لأننا قد نجد مفتياً متطوعاً في قنوات الإفتاء يجعل منها قضية تجلب مئات الألوف من الدراهم عبر الرسائل المدفوعة، ونعود إلى السؤال الذي يقول «إن الخنازير نجسة، فما حكم من يصاب بأنفلونزا الخنازير»؟ وتوقفت طويلاً عند السؤال، لم أستطع إكمال الرسالة، وبحثت في كتب الفقه، فما أعرفه أن الخنازير لا تؤكل لحومها بنص القرآن الكريم، والمسلمون منهيون عن تربيتها، أما نجاستها، فهذا شيء لا أدعي العلم به، وتذكرت من كان قبله عندما سألني إن كان احمرار العينين مع الرشح والكحة من أعراض هذه الأنفلونزا، واتصلت بأطباء عديدين يعملون في مستشفياتنا فاكتشفت أنهم جميعاً لم يتعبوا أنفسهم بالبحث عن الأعراض، لأن الوزارة والهيئات لم تصدر إليهم تعليمات بذلك، وكتمت انفعالاتي، وأوقفت كل ردود فعلي على ذلك السؤال، وعدت لأكمل الرسالة، يقول صاحبنا «هل تجوز الصلاة للمصاب بهذه الأنفلونزا؟ وهل يبطل العطاس الوضوء؟ وهل تجوز صلاة الجماعة للمصاب أم عليه أن يلزم بيته من باب درء الأخطار عن الناس؟»، وبعدها دخل في غسل الميت وأمور أخرى، فما كان مني إلا أن ضغطت على زر الإلغاء تجنباً لأية هلوسات أخرى، ولكنني انشغلت بكل تلك الأسئلة بعد ذلك، فقلت أنقلها عبر هذه الزاوية فقد يقرأها من يفقه جيداً، فيجيبني ويجيب الأخ الذي اكتشف العلاقة بين الأنفلونزا والطهارة، ولم يسمع مسؤولينا وهم يطمئنون الجميع بأننا محصنون ضد أنفلونزا الخنازير، وأن خططنا جاهزة حتى من قبل أن نسمع بها!

myousef_1@yahoo.com

الأكثر مشاركة