إنا إلى المحلية عائدون

عماد النمر

انفض سامر كأس العالم 2010 بالنسبة إلى منتخبنا الوطني، وخرجنا بخفي حنين، وبالعامية «طلعنا من المولد بلا حمص»، وسنطوي الصفحة الحزينة بعد إشادة بما قدمه الأبطال من جهد وعرق أوصلنا إلى المركز الأخير ضمن التصفيات الآسيوية! وهي عملية تعودنا عليها من المسؤولين عقب كل إخفاق وفشل، وهي أسطوانة مشروخة مللنا منها وليتنا نكسرها مرة واحدة في حياتنا.

الفشل الذريع الذي مني به المنتخب الوطني ليس وليد اليوم أو الأمس، ولكنه ممتد عبر السنوات العشر الأخيرة، وتحديدا منذ عام 1998 حينما احتل المنتخب المركز رقم «42» على مستوى العالم، ومنذ ذلك التاريخ ونحن نسقط شهريا وسنويا، وفي كل وقت حتى وصلنا إلى المركز 122 خلال الربع الأول من هذا العام، وهو أسوأ مركز لنا على الإطلاق، وسيظل المنتخب يتراجع، لأننا وببساطة لا نعالج المرض الذي يعاني منه المنتخب، بل نعطيه بعض المسكنات البسيطة التي تخفف الآلام.

ولم نر خلال السنوات العشر فرداً واحداً أعلن تحمله المسؤولية عما يحدث للمنتخب، وإن حدث فلا محاسبة ولا عقوبة، بل كلام للاستهلاك المحلي وتسكين الجماهير، أتعرفون لماذا؟ لأنه لا يوجد لدينا قانون يحاسب المقصرين سواء كانوا مسؤولين أو لاعبين، والحساب الوحيد يخرج من وسائل الإعلام بحسب وصف زميلنا القدير ضياء الدين علي، لكنها محاسبة بلا أنياب للأسف.

ولأننا تعودنا على خسائر المنتخب في أغاب أحواله إلا في «خليجي 18» ـ وهي حالة استثنائية وفريدة ـ فإننا أصبنا بحالة لا مبالاة تجاه النتائج وأصبح الشارع الرياضي يعلق عليها بمقولة «متعودة دايما»، ولا تظهر في الأفق أية بوادر لإصلاح حال المنتخب، فالفكر نفس الفكر، والأسلوب لم يتغير، و«عليه العوض ومنه العوض!».

ولأننا دخلنا عالم المحترفين من أوسع أبوابه دخلنا بالأربعة في دوري أبطال آسيا بشكله الاحترافي الجديد، وليتنا لم ندخل، فلم نحقق أية نتيجة تفتح الشهية، ولم نستطع أن نواكب ركب المحترفين، فهم في واد ونحن في واد آخر، وظهرنا أقزاما وسط العمالقة أو من تعملقوا علينا، لأننا مازلنا نعيش في «جلباب الهواية» رغم أننا علقنا عليها لافتة ورقية جميلة «نحن محترفون»، إلا أن هذه اللافتة لم تشفع لنا ولن تشفع لنا إلا إذا عملنا بها «بجد مش هزار».

ولأننا محليون حتى النخاع، فلن تكون لنا قائمة وسط عمالقة آسيا، ولن نستطيع الفوز عليهم والحفاظ على مستوى واحد خلال أية بطولة خارجية، لأننا لا نقدر إلا على بعضنا البعض، ونستأسد على أنفسنا، وتشتد معاركنا الداخلية، حتى نتصور أننا نخوض أم المعارك، إلا أننا وعند أول مواجهة خارجية نعرف قدرنا وقيمتنا، فنعود نجر أذيال الخيبة والخسارة.

الورقة الأخيرة

اليوم تعود عجلة الدوري إلى الدوران، بإقامة ثلاث مباريات مؤجلة لفرقنا المشاركة في دوري أبطال آسيا «الجزيرة والأهلي والشارقة» وسوف تشتد المنافسات، وسننسى ما فات، وسنرفع شعار «إلى الدوري متشوقون، وإنا إلى المحلية عائدون».

 

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر