لقد أسمعت لو ناديت حياً!

عارف العواني

فعلاً «شر البلية ما يضحك».. أصبحنا نخسر ونتندر على منتخبنا بكل سهولة لما آل إليه الحال من سوء، أدى الى توقعنا الخسارة قبل التعادل ونترك التفاؤل للفوز فقط، حيث لا نملك غيره.

صديق خبير في أحوال الكرة افضل من الخبراء الحاليين لخص لي مباراة منتخبنا الأبيض مع المنتخب الكوري الشمالي بأنها جعلته يعتقد أن المباراة بين البرازيل والهند، وأترك لكم تفسير ذلك لوضوحه دون إحراج لرجال منتخبنا الذين حاولوا رغماً عنهم.

واعترف لكم بأنني لاول مرة أشاهد مباراة للمنتخب دون أي ضغوط أو تعصب ليس لخروجنا المبكر من التصفيات، كما تبين لنا بعد الحقبة الفرنسية المعطرة بأزهى العطور فقط، ولكن لإيماني بأن ما نادى به الجميع منذ بداية هذه التصفيات وحتى الآن ذهب أدراج الرياح وكأنك تسمع من يكرر على مسامعك «لقد أسمعت إذ ناديت حياً أولكن لا حياة لمن تنادي»، فتكتفي بالمشاهدة وكأنك على حياد، حتى وإن تغلبت عليك بعض مشاعر القهر في بعض الأحيان.

وإن كنا قد نادينا بضرورة الاستعجال في التعاقد مع مدرب جديد على مستوى عال من الكفاءة بديلاً للمدرب الحالي الذي تشرف بإضافة جزء جديد للسيرة الذاتية النادرة التي يتمتع بها!

فإنني أعتذر هنا عن كل ما قلته، وأدعو رجال الاتحاد لتأكيد ثقتهم بالمدرب العالمي الذي لا مثيل له في الميادين الكروية، وتجديد التعاقد معه سريعً لما لا يقل عن خمس سنوات، فهو الأمل في تأهلنا مرة اخرى لكأس العالم ،2014 بعد أن أثبت لنا أن باستطاعته أن يخرج سريعاً من جلباب أبيه ويجعل منتخبنا أسداً تخشاه جميع المنتخبات الآسيوية قبل الخليجية.

وللعلم فإن هذا التمني لم ابنه على مباراة السبت فقط بل على المواقف السابقة التي عايشناها مع واقع ادارتنا لكرة القدم في ما يتعلق بالمنتخب الوطني، فنحن أفضل من يعطي الفرص وينتظر ويصبر صبر أيوب على بلواه، ولا نريد ان نقبل تعليلاً بعدم الاستقرار الفني على حساب الاداء الفني للأسف!

وان اقتضى الحال واضطررنا الى التغيير فإننا سننتظر الاستقالة لنبدأ مرحلة جديدة ننشغل فيها بالتكريم والتوديع والتصوير، بدلا من البحث عن البديل الذي من الممكن أن ينهض بنا مما نحن فيه من مآس.

فنحن نتعب كثيرا عندما نبدأ بالبحث، وخير دليل اننا مازلنا منذ أكثر من ستة أشهر نبحث عن مدير فني للاتحاد، والاسماء تتناثر هنا وهناك، وأخشى ان طال بنا الانتظار أن يتقدم لنا أحد بأوراقه أو ننشر إعلاناً لمن يرغب في العمل معنا، وفي هذه الحال أعتقد أنه لابد أن نضع وظائف وشواغر عدة في الاعلان فالوضع يحتاج الى الكثير من الخبرات، بعد أن تبين لنا ان إعادة الهيكلة لم تأت بأي جديد غير توزيع المسميات التي بدأت ولن تنتهي.

ولا تنتظروا كلمة «هاردلك» التي تعني ان حظنا كان سيئا في المباريات التي قدمناها، فهو أبعد ما يمكن التعذر به، بل نقول نتمنى لكم أكبر قدر ممكن من الحظ في المباريات المقبلة، والله يسترنا من التصنيف الدولي (بعد المئة طبعا) الذي باعتقادي هو أقصى ما ننافس عليه حاليا.

أخيرا اشتقنا للدوري الذي تسبب المنتخب في إيقافه مرات عدة دون فائدة تذكر عله ينسينا حال الابيض الذي كان بالفعل ناصع البياض.

 

arefalawani@hotmail.com

تويتر