أقول لكم
«إن الناس الذين يقتنون حيوانات أليفة يكونون أكثر سعادة وصحة وأطول عمراً»، لحظة واحدة لو سمحتم لي، هذا ليس كلامي، وقد وضعته بين قوسين حتى تعرفوا أنه مقتبس، فإن كان لديكم مخزون من الشتائم والسباب فعليكم بذلك الأسترالي المدعو تيم روجرز، وهو كما يدّعي باحث، ونحن يجب أن نحترم الباحثين والدارسين لأنهم يقدمون لنا خلاصة علمهم وجهدهم، حتى لو كانت تلك الخلاصة بطعم العلقم لبعضنا، فالدواء عادة ما يكون طعمه كريهاً ومراً ولكنه يشفي، وكذلك الحقيقة، يقال إنها ضرورية، ولكن هناك من لا يتحمل مرارتها، ولا يستسيغها، فيعمد إلى تكبيلها بكلام «معسول» تتضمنه أجهزة مرئية وخفية، وقوانين «هلامية»، ومطاردات شبه علنية، في كل العالم هناك رعب من الحقيقة، ومع ذلك يقال إن الأبواب مفتوحة لها، وإن الكل يقف معها، فإذا جاءت الساعة، وهي ساعة بلا عقارب أو «منبه» انفتحت أبواب نحو المجهول!!
يبدو أنني ذهبت بعيداً، كنا نتحدث عن بحث علمي فذهبنا إلى همس شخصي، وشططنا مع القلم نحو «هلوسة» خلفتها سنون طويلة من البحث عن نهاية لهذا «الماراثون» الذي لا يراد له أن ينتهي، ودعونا نعود إلى موضوعنا، حيث تقول الدكتورة سيمون ماهر في السياق السابق نفسه، وهي طبيبة بيطرية إن لديها دليلاً على أن الكلاب حقاً يمكن أن تكون أفضل أصدقائنا، طبعاً هي لا تعرف أننا نتجنب الكلاب لنجاستها، وهي تتكلم هنا بصفة الجمع من منظورها الخاص، ولكن ذلك لا يمنع من أن نستمع إلى رأيها ورأي الآخرين في ما يخص الحيوانات الأليفة، فقد جاء في بحث صدر عندهم هناك في أستراليا أن ثلث الناس يمكن أن يتخلوا بسرعة عن رفيق حياتهم أكثر من التخلي عن حيواناتهم الأليفة، بينما قال 86٪ من الذين أجريت عليهم الدراسة إنهم سوف يختارون حيواناتهم الأليفة دون أصدقائهم أو رفيق سكنهم، وتمنى ربع الناس أن يكون صديقهم مثل حيواناتهم الأليفة، وختم روجرز بحثه مفسراً كلامه الذي بدأنا به، فأصحاب الحيوانات الأليفة كما يقول يخرجون كثيراً، وهم أكثر لياقة لأنهم يمارسون التدريبات عند اصطحاب حيواناتهم في نزهة ترويضية، وأن معظم الباحثين يتفقون على أن فكرة الإحساس بالقرب العاطفي والعون الذي توفره الحيوانات الأليفة هو سرّ قوتهم الخاصة بطرد التوتر!