الصفحات المطوية.. في الخيبة الآسيوية!

عماد النمر

إذا أراد طبيب أن يغلق جرحا عميقا فلابد له من أن يعالجه بكل دقة وبطريقة مهنية صحيحة قائمة على العلم، وأن ينظف الجرح تماماً ثم يغلقه انتظاراً للشفاء، ولا يمكن لطبيب بارع في مهنته أن يغلق جرحاً لم يعالج وإلا فالمضاعفات ستكون كارثية.

ويقولون «خبطتين في الراس توجع» فما بالك بأربع، وليست خبطات، بل جروح، وجروح مؤلمة وقاسية جدا، فكيف تمت معالجة الأمر، ببساطة اغلق الجرح وأكمل طريقك، هكذا نعالج الأمور، أخسارة مباراة ليست نهاية المطاف، طوينا صفحة الخسارة، ألقينا الماضي خلفنا، وننظر للمستقبل، قادرون على النهوض من جديد.

إنها طريقتنا في معالجة الأمور، طي الصفحة والبدء من جديد، في كل مرة نتعرض لانتكاسات، يتكرر العلاج بالطريقة نفسها، وبالتالي فالخسائر تتوالى، والتراجع مستمر، ولا تلوح في الأفق بوادر نهوض أو إصلاح والسبب أننا نغلق الجرح من دون علاج.

 إنني ألتمس كل العذر للفريق الشرقاوي في خسارته أمام بيروزي، فوضع الفريق سيء والجهاز الفني يعرف إمكاناته وأعلنها قبل بدء المسابقة، والتمس بعض العذر لفريق الشباب بخسارته أمام ضيفه سبهان، ولكني لا ألتمس أية أعذار لفريق الأهلي في خسارته أمام باختاكور، فهو الفريق المنتشي بفوز عريض على المتصدر الجزراوي، والدارس لفريقه المنافس وعيونه سجلت كل كبيرة وصغيرة قبل اللقاء، لكنه بدا داخل المعلب لا حول له ولا قوة، وانطبقت عليه الحكمة «أسد في الدوري وفي الآسيوية نعامة».

 كما لا التمس العذر للعملاق الجزراوي الذي شغلنا طولا وعرضا بنتائجه الرائعة ونجومه اللامعين، لكن هذه النتائج تبخرت، ونجومه استهتروا بالخصم.. فكان العقاب خسارة موجعة في بداية الطريق ومن أضعف فرق مجموعته.

 إنني اتوقع استمرار مسلسل الخسائر لفرقنا في الجولات المقبلة خصوصاً أمام الفرق الإيرانية المتوحشة على أرضها وبين جماهيرها، وأتوقع أن نخرج من الدور الأول للمسابقة، فكل المؤشرات تقول ذلك في رأيي الشخصي، فنحن لم نعالج الأخطاء التي حدثت من قبل، ومازالت فرقنا محلية حتى النخاع، ومازلنا نفتقد فكر المشاركات الخارجية، ومازلنا نفتقد ثقافة اللعب المضغوط في أكثر من بطولة.

 ورغم كل ذلك فإن الأمر يمكن معالجته، ولا شك أننا سنستفيد من هذه المشاركات حتى وإن كانت موجعة، بشرط أن نعيد تصحيح المفاهيم الخطأ لدينا، وأن نعيد ترتيب أوضاعنا على أسس سليمة، وأن نفتح نوافذنا نحو العالم الخارجي، وأن ننفض عنا غبار الماضي.

الورقة الأخيرة 

أرجو ألا تتحول رياضتنا إلى صفحات مطوية يعلوها التراب ولا يقرأها أحد من المعنيين بإصلاح أحوالنا، وأرجو أن نقرأ بعناية أسباب اخفاقاتنا في المحافل الخارجية ونستخلص منها أوجه القصور ومن ثم نعالج الأخطاء بشكل صحيح وبأسلوب واضح قائم على العمل المؤسسي الجماعيأ بدلاً من سياسة الترقيع والقرارات الفردية التي أدت إلى تأخرنا كثيراً.

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر