رياضة بالجنس والمخدرات!

عماد النمر

عرف العالم الرياضة ومارسها من اجل بناء جسر من المحبة بين البشر والتسامي بالأخلاق الإنسانية حتى اصبحت مقولة «الروح الرياضية» تعبيراً عن حسن الخلق والتسامح بين المتنافسين، ولأن الرياضة لم تعد مجرد هواية لإشباع الرغبات في الترفيه واللعب حيث إنها تحولت إلى تجارة وصناعة مزدهرة واستقطبت الملايين الذين ينهلون من منابعها المالية.

إلا أن البعض استغل هذه الروح الجميلة والمعاني السامية للرياضة فوقع في مستنقع خطير لا يخرج منه أحد سليماً أو معافى، وهناك العديد من النماذج التي استغلت الرياضة أسوأ استغلال، خصوصاً من بعض اللاعبين الذين أغراهم المال الوفير والشهرة العريضة في الاستمتاع بملذات الحياة بغض النظر عن الجرم الأخلاقي الذي يرتكبه في حق نفسه وفي حق الرياضة والرياضيين عموماً.

وآخر الأخبار تفيد بأن الشرطة الإسبانية ألقت القبض على 11 شخصاً بينهم لاعبو كرة قدم محترفون ووكلاء لاعبين بالاتحاد الدولي بتهمة التورط في تجارة المخدرات، ومن بين الموقوفين لاعبيون حاليون وسابقون وزعيمهم مدرب سابق لنادٍ فرنسي في الدرجة الأولى، هذه العصابة اتخذت ستار التعاقد مع لاعبين في أميركا الجنوبية لإجراء عملية تهريب 600 كيلوغرام من الكوكايين.

وفي سابقة خطيرة اعتمدت شركة راعية لفريق «إف سي كوبنهاغن» الدنماركي طريقة جديدة لتشجيع الفريق على الفوز بالمباريات حيث منحت كل لاعبي الفريق أحدث الأفلام الجنسية بعد الفوز في كل مباراة، حيث إن نشاط الشركة انتاج الأفلام الإباحية وأحدثت هذه المكافأة تأثيراً كبيراً في الفريق الذي قدم مستويات جيدة بسبب تأثير هذه الأفلام في تحفيزهم على الفوز، علماً بأن الفريق يتصدر مسابقة الدوري، حيث خاض 18 مباراة فاز في 12 وتعادل في أربع وخسر في اثنتين فقط.

وقبل فترة رفض حراس أحد الفنادق المغربية صعود اللاعب البرازيلي المعروف رونالدو إلى غرفته بمصاحبة ست فتيات بعد عودته مخموراً من سهرة عقب المباراة الخيرية التي اشترك فيها أمام فريق زيدان، التي نظمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مدينة فاس المغربية، بهدف الترويج لحملة محاربة الفقر، والغريب ان اللاعب الشهير أثار مشكلة كبيرة لرفضه تصرف حراس الفندق أدت إلى استدعاء قوات الأمن التي حاولت معالجة الأمر بالحكمة قبل أن يستسلم اللاعب للنوم من تأثير ما شربه وسلبه عقله.

وفي دورة برلين الأخيرة قامت شركات تصميم الملابس الرياضية باستغلال مشاركة النساء لتصميم ملابس فاضحة ومثيرة لجذب المزيد من المتابعين والمشجعين، خصوصاً في رياضة كرة القدم الشاطئية للنساء والجمباز والسباحة وحدثت فضائح عديدة أشارت إليها المجلات المتخصصة.

الورقة الأخيرة:
إن طريق الرياضة طريق الأخلاق والاستقامة، ومن ابتغى غير ذلك فلا وجود له في الوسط الرياضي، ولا يحق له أن يطلق عليه لقب رياضي، وليس بعيداً عنا وقوع بعض اللاعبين في مستنقع الجنس والمخدرات وتحدث بها الشارع الرياضي ويعرفها العديد عن قرب، ونأمل أن يحافظ شبابنا على أخلاقهم أولاً وعلى صحتهم ثانياً وأن يكونوا خير سفراء للرياضة، ولا يغتر أحدهم بما يملك من صحة ومال وشهرة، فما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع. والله من وراء القصد.

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر