«معلش يا بوتريكة»..

عماد النمر

وضع الاتحاد الإفريقي نفسه في مأزق أمام الجماهير المصرية والعربية حينما منح جائزة أفضل لاعب إفريقي إلى التوغولي اديبايور، متخطياً النجم المصري ومحبوب الجماهير العربية كافة محمد أبو تريكة، وتأكد للجميع أن الاتحاد الإفريقي فقد الصدقية والعدالة في منح الجائزة إلى اديبايور، وحتى لا يخسر كثيراً فقد استحدث جائزة ترضية منحها إلى أبو تركية، وشكّك المراقبون في عملية التصويت التي تمت على الجائزة، حيث تم استبعاد 16 صوتاً بعدما تم اعتماد 37 صوتاً فقط من أصل 53 مدرباً هم أصحاب الأصوات التي تمنح الجائزة، ولم يعرف ماهو مصير العدد المستبعد ولمصلحة من تم الاستبعاد؟

ويأتي اختيار اديبايور كأفضل لاعب ليؤكد أن هناك شكوكاً حول عملية الاختيار لمصالح انتخابية، فقد تم ترضية الجميع بغض النظر عن العدالة لدرجة أنه منح جائزة أفضل جمهور إلى نيجيريا، حيث مقرّ المكتب التنفيذي للاتحاد، ولا شك في أن هناك ظلماً وقع على محمد أبو تريكة بعدم اختياره كأفضل لاعب إفريقي، وتخيلوا لاعب حقق 19 بطولة خلال خمس سنوات مع منتخب بلاده وناديه في مواجهة لاعب لم يحقق أي إنجاز خلال الفترة نفسها! فقد أسهم أبو تركة في تحقيق ثلاث بطولات للمنتخب المصري هي كأس الأمم الافريقية (مرتان متتاليان)، وذهبية البطولة العربية، وحقق مع ناديه الأهلي 16 بطولة أهمها السوبر الإفريقي (ثلاث مرات)، ودوري ابطال إفريقيا (ثلاث مرات متتالية)، والسوبر المصري (أربع مرات متتالية)، والدوري المصري (أربع مرات) والكأس (مرتان).

إن عدم اختيار أبو تريكة كأفضل لاعب إفريقي لن يقلل من قيمته وشعبيته الطاغية لدى الجماهير العربية، وهناك من الجوائز التي حصدتها مصر ما يخفف من مرارة عدم اختيار أبو تريكة، فقد حصدت مصر جائزة (أفضل منتخب) في القارة الافريقية عقب حصوله على لقب كأس الامم الافريقية ،2008 كما حصل المدير الفني لمنتخب مصر، حسن شحاتة، على لقب (أفضل مدرب) في القارة، وفاز النادي الاهلي للمرة الثانية على التوالي بلقب (أفضل نادي) على حساب الصفاقسي التونسي والقطن الكاميروني، كما نال جمهور النادي الأهلي جائزة (أفضل جمهور) في إفريقيا.

إن الجوائز التي حصدتها مصر جاءت نتيجة النهضة الكروية الكبيرة التي تشهدها الملاعب المصرية خلال السنوات الخمس الماضية، والتطور الكبير الذي حدث داخل المنظومة الكروية، ونجاح اللاعبين المحترفين في أوروبا، ما أعطى للكرة المصرية ثقلاً كبيراً في الأوساط الكروية، تمثلت أيضا في صعود المنتخب إلى المركز الخامس عشر عالمياً في تصنيف «الفيفا» الشهر الماضي، ونأمل أن تعود هذه النهضة على الكرة العربية عموما، وأن يسهم اللاعبون المصريون المحترفون في الأندية العربية في إحداث نهضة مماثلة لفرقهم.

الورقة الأخيرة:

ومسك الختام كان نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، فوز هاني أبو ريدة، بمقعد شمال إفريقيا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» بعد اكتساحه للانتخابات التي أجريت خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي للعبة «الكاف»، ويعد أبو ريدة إحدى الكفاءات الإدارية المتميزة على الساحة العربية، حيث ترأس اللجنة المنظمة لبطولة كأس الأمم الإفريقية التي استضافتها مصر عام ،2006 كما يترأس حالياً اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم للشباب التي تستضيفها مصر في الصيف المقبل.

 

Emad_alnimr@hotmail.com

تويتر