الأصايل والقلايص

عارف العواني

انتهى الدور الأول من سباق الدوري الأول للمحترفين وظهرت ملامح الدور الثاني مبكراً ان لم تحدث أي مفاجآت على صعيد فرق المقدمة أما فرق المؤخرة فلا أعتقد أنها قادرة أو حتى مؤهلة للمفاجآت التي من الممكن أن تحقق لها التقدم المطلوب في ظل السلبية الواضحة في التعامل مع تدني مستواها.

وانقسم جدول الترتيب كعادته الى ثلاث فئات أتمنى أن أكون مخطئاً في تصنيفها ولتثبت لي الاندية عكس ذلك في الدور الثاني.

الفئة الاولى: فئة «الأصايل» والتي برزت في قوة المنافسة على ناموس الدوري واستطاعت أن تغرد خارج السرب بوضوح وان تعثرت في بعض الاحيان ولكن ما يحسب لها أن تعثرها لم يقلل من همتها وقوتها لنجدها وبوضوح المسيطرة على مجريات السباق نحو اللقب وبفارق لا يزيد على مباراة واحدة في ما بينها، لذا فمن الطبيعي أن تتجه كل عدسات التصوير للاندية صاحبة الحظوة، الجزيرة والأهلي والعين.

الفئة الثانية: وهي فئة «من يرغب من القبائل» والتي ستخوض سباقاً خاصاً في ما بينها يتصدره بكل جدارة البرتقالي القادم من الخلف والذي يتمتع بقوة دفع ذاتية جعلت الجماهير بكل أطيافها تتعاطف معه في أي مباراة يخوضها والخوف كل الخوف أن يعطل هذا الفريق الطموح تغير الهدف المفاجئ الذي ظهر فجأة بعد التعادل مع المتصدر، فالفريق يمتع في ظل عدم وجود أي ضغوط تحمل لاعبين ما لا طاقة لهم به.

وتحاول الاندية الاخرى كالوحدة والشباب والوصل أن تعود فرقاً رسمت ملامح المنافسة في المواسم الماضية لسابق عهدها ولكن الطريق يبدو صعباً جداً وان تفاوتت الفرص في امكانية اللحاق بالمركز الرابع المؤهل للدوري الآسيوي بنصف مقعد كآخر جوائز الترضية في السباق.

ومن المآسي أن نرى في الفئة نفسها فريقاً يحمل من الألقاب ما لا يحمله أي من الفرق المجاورة له فالملك الشرقاوي يعيش مأساة لم تستطع ادارته الشابة اخراجه منها ولا أرى أي غضاضة في العودة للاستعانة بأهل الخبرة في بيت الملك وهم كثر لانتشال الفريق من حالته التي يعلم الجميع أنها ليست وليدة الساعة بل هي نتاج طبيعي لما آلت إليه حال الفريق في المواسم القريبة الماضية.

الفئة الاخيرة في السباق هي «فئة القلايص» والتي تبين لنا بقوة عدم امكانية تقديمها لأفضل مما كان وجعلها مجرد تكملة عدد في ظل عدم استيعابها لمفهوم الاحتراف بصورة واضحة فها هي تتخبط في اختياراتها للاعبين أو المدربين ولا تملك أن تكون عنصراً قوياً في سوق الانتقالات الشتوي، بل بقيت متفرجة تنتظر فقط ما تجود به أندية المقدمة من لاعبين لم يستطيعوا أن يلعبوا في فرق الرديف في أنديتهم ليجدوا الفرصة لمزيد من الاحتكاك لانطلاقة جديدة لهم كأفراد فقط ولا أعتقد أن بامكانهم أن يكونوا عناصر فاعلة في انطلاقة الفريق بأي حال من الاحوال.

وما يشفع للدوري وسباقه أن فئة «القلايص» بدت واضحة في عدد النقاط التي جمعتها الفرق ولم تزد عن عدد أصابع اليدين العشرة، وكم أتمنى أن أخطئ بتقديري وأرى تلك الفرق تزيد من حرارة السباق لاجدها في فئة اخرى غير الفئة التي رضيت بها اداراتها ولم يرض عنها بطبيعة الحال جمهورها الذي كعادته يتحمل عثرات فريقه ويبقى معه وفياً مخلصاً لا يغير من جلده.

وأخيراً السباق مازال طويلاً والمنافسة بين الاصايل على أشدها وأتمنى أن تستمر كذلك دون التعذر بأسباب واهية لن يقبلها أي من الجماهير التي انتظرت طويلاً وبدأت تحلم من الآن بالعالمي.

 

arefalawani@hotmail.com

تويتر