عدنا والعود أحمد

عارف العواني

عاد بنا كأس رئيس الدولة إلى الإثارة التي طالما انتظرناها بعيداً عن الإحباطات الدولية للمنتخب، والتي تعودنا عليها في السنوات الأخيرة. فها هو نادي بني ياس يثبت لنا أن فوزه على حامل اللقب وثاني الترتيب في دوري المحترفين لم يأت بمحض المصادفة، وانما جاء عن استحقاق وجدارة، تبينت للجميع في لقائه مع العين ثالث الترتيب في دوري المحترفين، فقد قاتل فيها بشراسة حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت الاضافي للمباراة. وبعيدا عن الاشادات التي جاءت من الجميع، خصوصا من الجمهور العيناوي الذي تابع المباراة على أعصابه لفريق بني ياس، وللاعبيه من دون استثناء، الا أن على السماوي التمسك بمركزه في صدارة الدرجة الاولى، وعدم اتاحة الفرصة لأي ظرف يؤثر في مركزه وتأهله الى دوري المحترفين، كما حدث مع الفريق في الموسم الماضي.

يعود الدوري مرة اخرى بعد غد في نصفه الثاني مبشرا بالكثير من المتغيرات الايجابية للبعض، والسلبية للبعض الآخر. فعلى صعيد منظم المسابقة فإن الامور باتت في ملعبه، خصوصا بعد الاستقرار الذي جاء مفاجئا للبعض بعد الشد والجذب الذي بلغ ذروته بتقدم أغلب الاندية بطلب سحب الثقة من اعضاء الرابطة، لتأتي الجمعية العمومية لتجدد الثقة وبكل قوة بجميع الاعضاء، خصوصا الذين تحملوا الكثير من الانتقادات في الفترة الماضية، بعد عملية مقارنة الايجابيات بالسلبيات، والتي بالطبع تتفوق فيها وبفارق كبير الايجابيات الكثيرة التي بدأنا نجني ثمارها قياسا بالدول الاخرى التي تتسابق نحو احترافية مسابقاتها طبقا للشروط الآسيوية. ولا عزاء لمن حاول التغيير من دون الاستناد الى أسباب منطقية ومن دون طرح البديل المناسب في التوقيت المناسب، ليجد نفسه بعد ذلك بعيدا عن الساحة الكروية، وبعيدا عن الحوار الديمقراطي في الجمعية العمومية، سواء كانت طارئة او عادية، فالمسميات لاتؤثر متى ما كانت حجتك قوية، وفي شأننا الكروي الاحترافي الحجة القوية كانت لدى الرابطة وجميع الاعضاء العاملين الفاعلين بها دون غيرهم!

ونعود بالطبع للدوري وأغلب الأندية استفادت من فترة التوقف في إصلاح أوضاعها، فها هو النصر يتحرك ويغير مدربه وبعض لاعبيه آملا العودة لمركز يتناسب مع اسمه، والشعب والخليج يستفيدان من نظام الاعارة ووفرة اللاعبين في نادي الجزيرة، آملين في انقاذ ما يمكن انقاذه بعد العروض المخيبة في الدور الأول. ونجد نادي الوحدة يصحح الوضع الخاطئ الذي استمر لمواسم عدة بتعيين مدرب على مستوى عالٍ بعيدا عن اعطاء المساعدين الفرصة لتطوير سيرتهم الذاتية على حساب الفريق، كما يحدث حاليا مع المنتخب، ويجنى نتيجة ذلك مبكرا بتقديم مباراة تكتيكية كبيرة أمام الجزيرة لم نتعود عليها من العنابي منذ زمن طويل.

وكما كان هناك تدارك في بعض الفرق لنقاط الضعف فإن الغريب أنه مازال هناك من لم يغير أي شئ، أو بالاحرى لم نرَ أي تحرك يدلنا على أن ادارات هذه الأندية تسعى لتطوير وضعها الحالي، حتى وان كانت تنافس بقوة، أو مازالت تتخبط في مراكز متأخرة من الترتيب، فلا تعاقدات جديدة سواء على مستوى اللاعبين الاجانب أو المحليين، ولا تغيير للمدربين الذين أثبتوا عدم قدرتهم على العمل مع طموح فرقهم وجماهيرهم. وهؤلاء يجب عليهم الحذر من القادم من الدور الثاني، فالكثير من المتغيرات سيأتي لا محالة.

 

arefalawani@hotmail.com

تويتر