العرب وكأس العالم لليد

عماد النمر

- شغلتنا كأس الخليج لكرة القدم وغرقنا في مياهها خلال الأيام الماضية، وما بين خروج منتخبنا وفقدانه اللقب والتراشق الإعلامي الخطير بين القنوات الأربع المعروفة وحتى النهائي الذي أقيم بين عمان والسعودية مساء أمس نسينا أحداثا كثيرة، ولم تشر أي صحيفة من صحفنا المحلية إلى ثاني أهم بطولة في العالم وهي مونديال كرة اليد التي انطلقت مساء أول من أمس بمدينة سبليت الكرواتية، وسط حضور جماهيري فاق 12 ألف مشجع، وتابعها الملايين عبر الشاشات، ولأننا نذوب في عسل كرة القدم حتى ولو كان عسلا مرا فإن هذه البطولة التي توجد فيها خمسة منتخبات عربية لا تجد الاهتمام الإعلامي الذي يليق بها.

- يشارك في هذه البطولة التي تستمر حتى الأول من شهر فبراير 42 منتخبا، ويمثل العرب «مصر، تونس، السعودية، الجزائر، الكويت»، وهي موزعة إلى أربع مجموعات، تضم كل مجموعة ستة منتخبات يصعد ثلاثة منها بعد الدور الأول إلى الدور الرئيس الذي يضم مجموعتين، الأولى تشمل المنتخبات الثلاثة الأولى في المجموعتين الأولى والثانية في الدور الأول وتضم الثانية المنتخبات الثلاثة الأولى في المجموعتين الثالثة والرابعة، وتلعب المنتخبات الستة في كل مجموعة من الدور الرئيس دوري من دور واحد، بحيث لاتتقابل المنتخبات التي تقابلت في الدور الأول، ويصعد أول وثاني كل مجموعة إلى الدور قبل النهائي.

- وقع المنتخب الكويتي في المجموعة الثانية مع كرواتيا وكوبا وكوريا الجنوبية واسبانيا والسويد، وتبدو حظوظ الازرق ضئيلة في تجاوز الدور الأول في ظل هذه المجموعة القوية التي تضم ثلاثة فرق من ابطال العالم، وهي السويد حامل اللقب أربع مرات وكرواتيا البلد المضيف واسبانيا، وكل منهما حقق اللقب مرة واحدة، فضلا عن كوريا الجنوبية بطل اسيا سبع مرات وكوبا بطل اميركا الجنوبية. ويسعى الجهاز الفني للكويت أللظهور بشكل مشرف وتقليل فارق الاهداف، خصوصا امام اسبانيا والسويد وكرواتيا، ويشاركه في الحظوظ نفسها شقيقه الجزائري الشاب الذي يوجد في المجموعة الثالثة برفقة أفضل المنتخبات في هذه اللعبة «بولونيا والمانيا وروسيا ومقدونيا وتونس». وستكون طموحاته أكثر تواضعا، حيث سيسعى لاكتساب التجربة والمشاركة المشرفة، بينما ينتظر المنتخب السعودي مباريات شديدة الصعوبة لفارق الإمكانات بينه وبين فرق مجموعته القوية التي تضم صربيا والدنمارك والبرازيل والنرويج أبالإضافة لمصر، وسيسعى هو الآخر للتمثيل المشرف واكتساب الخبرة.

- لا شك أن أفضل المنتخبات العربية المشاركة هي مصر وتونس أصحاب أكبر وأفضل الإنجازات، ولديهما من الخبرة ما يؤهلهما إلى الوصول للدور الثاني إذا ما قدما المستوى نفسه الذي ظهرا به في إفريقيا، علما بأنهما وصلا من قبل إلى الدور نصف النهائي الذي تحتكره الفرق الأوروبية، حيث تأهلت مصر عام 2001 في فرنسا، وتأهلت تونس عام 2005 في تونس.

الورقة الأخيرة

- «ارتكبتُ أخطاء لكنها ليس مخالفات. سأترك المنصب وأنا مرفوع الرأس..» آخر كلمات رامون كالديرون رئيس نادي ريال مدريد أبعدما أعلن استقالته من رئاسة النادي العريق لارتكابه مخالفات كشفتها الصحف. ويا ليتنا نتعلم أن نعترف بارتكاب الأخطاء، ومن ثم تحمل المسؤولية بشجاعة وتقديم الاستقالة وهي ثقافة غائبة عنا، خصوصا في الشق الأخير.

 

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر