لست معك يا ريامي

على الرغم من كل المشكلات والمشاكسات التي تعد من وجهة نظري «ملح وفلفل» البطولة، وعلى الرغم من أنه في بعض الأحيان عندما يزيد الملح والفلفل تخرب الطبخة، إلا أن صراع الديوك أو بالأحرى صراع الفضائيات الذي تسبب للمرة الأولى بعدم نقل «خليجي 19» للبيوت الإماراتية من خلال قنواتهم يعد إخفاقاً للإعلام الرياضي يجب أن يحاسب عليه؛ لأنه كان احد أسباب ابتعادنا المبكر عن البطولة، وأثر في لاعبينا نفسيا، فالسجال الذي دار حول الحقوق والنقل أضرنا وأضر البطولة، وهو ما حاولنا أن نقلل من حجمه وتأثيره في نفسيات اللاعبين، إلا انه موجود وساكن في عقولهم. أما ماحدث للجماهير الإماراتية من قلة قليلة جدا من الجماهير العُمانية التي خرجت عن السيناريو فكان حدثا نشازا لا يمثل الغالبية العُمانية التي هي براء من هذه الاعتداءات التي لم نتعودها من أشقائنا، وكذك الصحافة العُمانية التي لم تتناول خسارتنا كما تناولتها صحيفة «كوووورة» التي لا يعرفها احد؛ لأنها صحيفة مجهولة تريد أن تشتهر على حساب المنتخب الإماراتي، ولو بالعناوين المثيرة التي لم تشاطرها أي صحيفة عُمانية في مثل هذا العنوان المستفز الذي لم يكن له أي داع سوى الرغبة في الشهرة على حساب الإمارات، ومايثير الغيظ أن الصحيفة لم تضع اسم الكاتب المجهول الذي اخترع العنوان «الماسخ».

ومع كل هذه الإشكاليات الصغيرة، فإن الروح الأخوية بين المشاركين في البطولة من إداريين ولاعبين وصحافيين ومسؤولين كانت واضحة، فلولا هذه البطولة لما تطورت ملاعبنا ولا استقدمنا أفضل مدربي العالم، ولما تطور إعلامنا الرياضي، فإننا ندين لهذه البطولة بالكثير من الفضل في تطور مستوانا ومستوى كرة القدم، ولا تنسوا أن معظم فرقنا الخليجية بفضل هذه البطولة وصلت إلى كأس العالم مرات عدة، وندين لها بأنها احد أهم أسباب تطور الكرة في المنطقة على الرغم من المنغصات التي لا بد منها في بعض الأحيان، ولكن البعض يعتقد أن البطولة هي معركة سياسية ويحول الرياضة وكرة القدم إلى معركة داخل الملعب وخارجه، وما هي إلا لعبة رياضية الهدف منها تقريب شعوبنا وتقوية أواصر الصداقة والأخوة في ما بيننا مهما كثر من «المنافقين وبياعي الكلام». لذلك فأنا أعارض رئيس تحريري وصديقي سامي الريامي في دعوته لإلغاء البطولة بسبب الممارسات الخاطئة من قلة لا تعرف هذه البطولة حق المعرفة، ولا تفهم أنها بطولة وجدت لكي تبقى مهما علت الأصوات «النشاز» التي تحاول من خلالها تفريق الشعوب والإخوان والجيران، ولكن على الرياضيين والمثقفين كشف هذه الحيل وتثبيط عزيمة هؤلاء، فلن نحقق لهم ما يريدون مهما كان الثمن، وستبقى هذه البطولة كما كانت صرحاً لتقدم الكرة في المنطقة مهما كانت التحديات، ولنقضي على الأصوات «النشاز» التي تحاول بين فترة وأخرى عزف الألحان التي تدعو للفرقة بدل الوحدة ونبذها بكل الوسائل والطرق.

برنامج المجلس يقوم في بعض الأحيان بتجاوز كل الأعراف والحدود، فما معنا أن يتطاول احد المشاركين الذي لا يستحق ذكر اسمه على رئيس اتحادنا ويخاطبه بطريقة تنم عن عدم وجود ثقافة الحديث لدى المحلل، فهل بإمكانه القول إن «فلان إذا كان رجلا يجب أن يتصل بي ليرد عليّ». وحقيقة أنا اشكر الرميثي الذي لم يقم بالرد على هذه الوقاحة؛ لأن الرد على مثل هولاء الأشخاص وبهذه اللغة يدخلنا في الخطأ، فقد انتقد الرميثي حكم مباراة اليمن وقطر بسبب منحه وقتا إضافيا تجاوز السبع دقائق، ولم يخطئ بحق الحكم حتى يطلب منه الاعتذار بأي صورة من الصور.

kefah.alkabi@gmail.com 

الأكثر مشاركة