«ضرابة» على الهواء

عماد النمر

تحولت برامجنا الرياضية إلى (ضرابة) على الهواء، وشهدت في الأسابيع الماضية أحداثاً ساخنة ومثيرة جداً حولت الهدف من هذه البرامج إلى وجهات اخرى بعيدة تماماً عما ننتظره منها، وأصبحت مفردات «لا تقاطعني» و«اعطني فرصة لأكمل» مرادفاً لهذه البرامج، كناية عما يحدث من مقاطعات أعضاء بعضهم البعض حتى وصل الأمر في إحدى حلقات الشوط الثالث إلى أن هدد مقدم البرنامج بإنهاء الحلقة بعدما فشل في فض الاشتباك العنيف الذي حدث بين عضوي البرنامج ياسر سالم ورضا بوراوي.

ولا أريد أن أفصّل ما يحدث في برامجنا كافة، فقد أصبح النهج معروفاً، والأسلوب المتبع الآن في كل البرامج هو الإثارة من أجل جذب أكبر عدد من المشاهدين، خصوصاً أن المنافسة بين «الشوط الثالث» و«خط الستة» على اشدها، حيث يذاع البرنامجان على الهواء مباشرة في وقت واحد تقريباً.

والملاحظ أن قناتي دبي وأبوظبي تنتهجان النهج نفسه المعتمد على الصوت العالي والحماسة الشديدة، بداية من معلقي المباريات كافة وبلا استثناء، ونهاية بالبرامج الحوارية، فالأساس في هذه البرامج هو الصوت العالي مهما كانت التوابع التي تصل في كثير من الأحيان إلى نتائج سيئة، سواء مع أعضاء البرنامج أو مع الضيوف، حتى لو كانوا على الهاتف، وتحولت هذه البرامج إلى ساحة حرب.

وأصبح من النادر أن تجد برنامجاً رياضياً هادئاً يعتمد على أسلوب الحوار العقلاني بعيداً عن العاطفة الجياشة، أو يعتمد أسلوب عرض الحقائق بطريقة سلسلة، ومن ثم مناقشتها بشكل مريح للأذن، ويحترم العقل.

والأدهى والأمرّ في هذه البرامج، الذي بدأ يظهر بوضوح هو عدم الحيادية من بعض المحللين، وظهر البعض منهم في صورة مهزوزة نتيجة الانحياز الواضح في كلامه عن ناديه، ونأمل من هؤلاء الأخوة العودة إلى مربع الحيادية حتى لا يفقدوا مصداقيتهم أمام المشاهدين.

ليس كل من ركل الكرة أصبح محللاً ناجحاً، وعلى هذا المقياس أرجو من قنواتنا الرياضية مراجعة وتقييم عمل بعض المحللين في برامجها، الذين ظهروا بصورة ضعيفة حينما امتهنوا حرفة التحليل الرياضي ولم يقدموا أي إضافة جديدة للبرامج التي يشتركون فيها.

وجود الثنائي محمد مطر غراب ورضا بوراوي في برنامج «الشوط الثالث» يضفي رونقاً وحماسة في البرنامج، وهناك الكثير ممن يتابعون البرنامج من أجلهما، فقد أصبحوا بهارات البرنامج أو فاكهته الحلوة، لكن هذا الثنائي حينما قدم برنامجاً خاصاً بهما وهو «كلام كباتن» فقد خصما من رصيدهما الكثير لدى الجماهير، فالتصنع والتمثيل هما الصفة الغالبة في البرنامج مما يفقده المصداقية واعتباره شيئاً مضحكة للتسلية وفقط.

الورقة الأخيرة

أرجو أن يتوقف مسلسل الهجوم على التحكيم الإماراتي وتضخيم الأخطاء التي تحدث، فما نراه من اتهامات الأندية لقضاة الملاعب زاد على الحد، ولن يؤدي لتغيير الواقع الذي حدث، وعلينا أن نراعي بشرية الحكم وكونه أحد أضلاع اللعبة، والأهم من ذلك ان يتوقف تبادل الاتهامات بين الحكام ولجنتهم وأن يصدر قرار بعدم إدلاء أي حكم بتصريحات لوسائل الإعلام، وعلى لجنة الحكام الاستماع جيداً لأعضائها وحل مشكلاتهم بينهم من دون ضجة إعلامية.

emad_alnimr@hotmail.com

تويتر