ملح وسكر

شيء غريب أن يحاول البعض ضرب «إسفين» الخلاف بين اتحاد الكرة ورابطة المحترفين، من خلال استغلال الظروف وتأجيج المواقف والأحداث التي تطرأ على الساحة الكروية. فقد تكون سابقة جديدة في وسطنا الرياضي، حينما يصرح المسؤول الأول للهرم الكروي في البلد عن هذا الأمر الخطير الذي ينم عن الوضع الضبابي للحالة التي وصلنا إليها، حيث أصبحنا وكأننا في ساحة عراك حقيقي، حينما تحول البعض ممن أشير إليهم بالإشارة والرموز إلى «طابور خامس» لا همّ لهم سوى عمل البلبلة وتخريب النظام وتعطيل العمل من أجل مآرب خاصة. فهذا تفسير لما صرح به أخيراً رئيس اتحاد الكرة عن ما يدور ويحدث أحياناً داخل أروقة الوسط الرياضي، بل تعدى الأمر بالتشهير والكشف عن الأشخاص لو وُجد الدليل المادي، الأمر الذي يؤكد أن هناك «فئة ضالة» تعاكس عمل وجهود المجموعة الحالية التي تسعى لتهيئة الأجواء والظروف المناسبة لتحقيق النجاح المطلوب، في الوقت الذي ستعاني فيه كثيراً لأنها ستعمل وتبني، إلا أنها ستجد في واقع الأمر من يحاول أن يُخرب ويهدم لأسباب قد يكون تشخيصها في أنها «حسد وغيرة» أو«تصفية حسابات» أو«عقدة ومرض في أصحابها»!

هناك ملاحظات حول بعض التصرفات والممارسات الغريبة التي تبدر من بعض لاعبي الفرق، حينما تعاكسهم النتائج، منها على سبيل المثال حينما يتحول اللاعب إلى ناقد فني ويصبّ جام غضبه على التحكيم ويتهم حكم المباراة في التسبب بخسارة فريقه. فقد رصدنا حالات كثيرة في الجولات الماضية قد يكون الأبرز منها تصريحات وانتقادات لاعبي فريق الوحدة الذين اعتادوا بعد كل خسارة في تحميل الآخرين وزر أخطائهم ورعونة مهاجمي فريقهم الذين تعودوا ضياع «درازن» الفرص السهلة في كل لقاء، أي نعم ان العنابي ناله التخبط التحكيمي في بعض مبارياته، لكن من المفترض ألا يكون سبباً للاعبين في أن «يشرشحوا» طاقم التحكيم على الملأ ويرددوا دائماً نغمة «الفريق المستهدف»، حتى يظن المشاهد للوهلة بأنهم أحد جماهير «ستار أكاديمي» التي نشاهدها أحياناً في برنامج الجماهير. فهذا في حد ذاته أسلوب وتصرف مشين بحق فريق كبير مثل الوحدة، وبحق لاعبين وصلوا إلى مرحلة متقدمة من الاحتراف. تلك الكلمات والعبارات ممكن قبولها لو كانت من لاعبي فرق الدرجة الأولى، لكن أن تصدر من فريق منافس وكبير مثل الوحدة، أعتقد بأنها «عيب»!

أخيراً انتهى الجدل وقطعت جهيزة قول كل خطيب مثل ما يقال، حينما أسدل الستار على حادثة «بلنتي الجزيرة» الشهير، والذي بسببه تحولت الساحة إلى «سوق عكاظ» كلٍ أدلى بدلوه ورأيه، حيث حُسم الأمر برفض إعادة المباراة وأغلق ملف هذا الفيلم نهائياً. إلا أن هذه الحادثة ستظل عالقة في ذهن حكم المباراة و مساعده «بطل الفيلم»، حيث إنهما لن ينسيا الحادثة طوال مشوارهما التحكيمي وسيكون درساً مجانياً لهما، كحال الرئيس الأميركي جورج بوش الذي لن ينسى «رمية الحذاء» طوال حياته!

ya300@hotmail.com

الأكثر مشاركة