العراق واليمن في مجلس التعاون

سلمان الدوسري

اليمن كرر مطالبته بالانضمام لمجلس التعاون، والعراق يطالب بدوره، لكن على الطريقة الأميركية، التي عرضها وزير الدفاع الأميركي، فبدا مجلس التعاون الخليجي وكأنه نادي الأغنياء الذي تتهافت عليه الدول المجاورة للدخول إليه، فهل هناك فعلياً ما يغري هذه الدول لتكبد عناء الانضمام لمنظمة لم تصل إلى أولى خطوات النجاح لشعوبها؟ بعد أكثر من ربع قرن من تأسيسه، يمكن القول إن مجلس التعاون لايزال يخطو خطواته الأولى باتجاه إنشاء نظام مؤسساتي متكامل لنظامه الاقتصادي. ولاتزال العقبات أمام وحدته النقدية ماثلة للعيان، واتحاده النقدي يسير بصورة أشبه بالبطة العرجاء، حتى التكامل المجتمعي هو في أقل مستوياته، فمن يصدق أن المجلس سيكمل عقده الثالث قريباً، بينما للتو بدأ استكمال تنقل مواطني المجلس بالهوية الشخصية، ومرة أخرى أي إغراء يمثله المجلس للتهافت على الانضمام إليه؟

صحيح أن مجرد استمرار مجلس التعاون في الانعقاد عاماً بعد الآخر، بحضور جميع أعضائه، وعدم مقاطعة أي منهم لأي من القمم السابقة، يعد في حد ذاته خطوة غير مسبوقة على مستوى التجمعات العربية الأخرى، غير أن مجرد التفكير في فتح الباب لانضمام أعضاء آخرين، من الضروري ألا يتم إلا بعد أن يقف المجلس على أساس سليم، فتستكمل باقي مؤسساته بالشكل الصحيح، ويغدو نموذجاً للاتحاد، كما هو الاتحاد الأوروبي على الأقل.

كلنا يعرف أن النظام الأساسي الذي بني عليه المجلس، قام على انضمام دول متشابهة في النظام السياسي، بوجود أسر حاكمة على رأس الحكم، وهذا النظام لا يتكرر في الدول العربية الأخرى، على الأقل بالشكل الصريح، وليس بشكل النظم الديمقراطية شكلاً، بينما هي ملكية أكثر من الدول الملكية ذاتها! وهذا الأمر يضيف عقبة كبرى في سبيل تغيير نظامه الهيكلي، فقط من أجل ضم دول أخرى، ربما تزيد من أعبائه، بل وفشل المجلس بكامله. الدول الراغبة في الانضمام بالتأكيد تعلم أن المجلس في حد ذاته ليس بلّورة سحرية ترفع من مستوى مؤسسات هذه الدول بانضمامها إليه، فالاتحاد الأوروبي لديه معايير صارمة للدول الراغبة في الانضمام إليه، من تصنيع الطائرات إلى تنظيف الشوارع، إلا أن رغبة أي دولة أقل مستوى اقتصادياً من جيرانها، تحتم عليها الوصول لتجمع مع هذه الدول، للاستفادة من ما يعتبره البعض نادياً للأغنياء. سيبقى الحديث عن انضمام دول جديدة لمجلس التعاون سابقاً لأوانه، وبخلاف النظام الذي بني المجلس عليه، فإن وصول المجلس للنجاح الذي ينتظره منه أبناء الخليج، ووحدة مؤسساته كافة، وتقوية أركانه المختلفة، ينبغي أن يكون الأساس الذي تنطلق منه بعدها أي رغبة في انضمام دول جديدة إليه. لو كان مجلس التعاون يضم دولاً فقيرة، أو ليست غنية على الأقل، لما تهافت أحد للدخول إليه، لكن بما أن من حق الدول البحث عن مصالحها، فمن حق دول الخليج ذاتها أن ترى كيف سيتحقق نجاحها، ومن ثم النظر في إمكانية استقبال ضيوف جدد.

 

ssalmand@gmail.com

تويتر