استوديوهات التحليل.. وصالونات التجميل

عماد النمر

- فرضت استوديوهات التحليل نفسها على الساحة الرياضية بما تقدمه من وجهة نظر قبل وأثناء وبعد كل مباراة، وكذلك شغلت البرامج الحوارية الرياضية أذهان الشارع بما تحتويه من إثارة بالغة في كثير من الأحيان، وأصبح الجميع يتابع بشغف هذه البرامج التحليلية التي تتحدث وتخوض في كل شاردة وواردة، ولا يترك الضيوف شيئاً إلا تكلموا عنه بعلم أو بغير علم.

- ولأن هذه البرامج تشكل وجدان وأفكار الجماهير الرياضية، فلابد لها من مراجعة دقيقة لما يقدم فيها، حتى لا تتحول إلى مجالس للثرثرة بلا رقيب أو حسيب، أو تتحول إلى صالونات تجميل لا هم لها إلا تجميل صورة الفريق الفلاني أو تشويه صورة فريق آخر بشكل يبتعد عن المنطقية أو الضمير المهني.

- وفي الوقت الذي نتابع فيه البرامج الحوارية بغرض الخروج بمعلومة فنية أو تصحيح مفهوم خاطئ لدينا، أو توضيح زوايا غائبة عن العامة، إلا أننا في بعض الأحيان نجد عكس ما نريد ولا نرى سوى صراخ وحدة في الكلام ومقاطعة الضيوف لبعضهم البعض ما يفسد متابعة هذه البرامج. 

- والمتابع الجيد لهذه البرامج يتأكد أن بعضها تحول فعلاً إلى صالونات تجميل فبعض هذه البرامج تهتم باللافتة المنارة والأضواء الباهرة لجذب المشاهد، وحينما يدخل يجد العجب العجاب، فبعض الضيوف يجيد عمله ويمتلك ناصية المعلومة الصحيحة والحديث السلس بشكل يصل إلى القلوب قبل العقول، والبعض الآخر يمتلك المقص لكنه لا يجيد القص فترى ضربته الأولى في «الغرة» والثانية مباشرة في «القفا»، وقد تصيب الثالثة الأذن بجرح فيخرج الزبون وهو يئن من الضربات التي تلقاها خلال وجوده في الصالون، أقصد خلال مشاهدته البرنامج.

- ولا مانع من وجود الإثارة في البرامج، وهذا مطلوب، لكن من دون الخروج عن الهدف الحقيقي وهو تحليل الأحداث الرياضية بشكل فني سليم ومن دون فلسفة أو استعراض للفت الأنظار فقط.

- قدمت قناة دبي الرياضية خلال الفترة الأخيرة مجموعة من الوجوه الشابة، ولفت نظري ثلاثي أراه مميزاً، وسيكون له شأن في الأيام المقبلة، وهم أحمد سلطان في التعليق، والمراسل فهد هيكل، والمذيع محمد جاسم، ونتمنى منهم المحافظة على تميزهم مع الدعوات لهم بالنجاح.

- أفضل من أستمتع بتحليله وتعليقاته الفنية هو المتألق خليفة سليمان في قناة أبوظبي الرياضية، فهو شخصية تأسرك بحسن خلقها أولا ثم بأسلوبه الرصين ومعلوماته المتدفقة، ويأتي من بعده محمد عبيد «حمدون»، هذا الثائي يقدم لك وجبة كروية رائعة في كل مرة يطلان فيها على الشاشة الصغيرة.

الورقة الأخيرة

-أشكر القراء الأعزاء الذين تواصلوا معي خلال فترة توقف هذه الزاوية، التي امتدت إلى شهر، سواء عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف، أو ممن التقيتهم مباشرة، وأرجو أن أكون عند حسن ظنهم بي.

تويتر