لحظات قبل الكارثة

عماد النمر

تذيع قناة الجزيرة الوثائقية برنامجاً مثيراً تحت عنوان «لحظات قبل الكارثة» وهو عبارة عن قصة حقيقية تقدم في قالب مثير يوضح كيف حدثت الكارثة ثم وفي الجزء الأهم منه، يقدم كيف يقوم المسؤولون بعد وقوع الحدث بتشكيل لجنة فنية على أعلى مستوى من المهنية لكشف ملابسات الكارثة بعد دراسة مستفيضة ودقيقة لكل الأدلة والبراهين ويستمر عمل اللجنة لشهور عديدة ولا تنتهي المهمة حتى يصلوا إلى السبب الحقيقي لوقوع الكارثة ثم يقدمون تقريراً مفصلاً لمن بيدهم القرار حتى تتخذ التدابير والإجراءات التي تمنع تكرار الكارثة مرة ثانية، مستفيدين من الخطأ ومستشهدين بالتقرير الفني الواضح بالأدلة والمستندات.

وخلال السنوات العشر الماضية تراجع المستوى العام لمنتخبنا الوطني حتى وصل الأمر إلى ما يشبه الكارثة فبعدما كنا نحتل المركز الـ42 في التصنيف العام للاتحاد الدولي (فيفا) في عام 98 ظللنا نتراجع وبشدة حتى وصلنا إلى أسوأ مركز لنا على الإطلاق وهو 110 وهذا أكبر تراجع شهده منتخبنا على مر تاريخه، وخلال هذه السنوات العشر لم نر لجنة فنية تدرس وتناقش هذا التراجع الشديد في مستوى المنتخب ولم نر أية دراسة عن الأسباب الحقيقية لسلسلة الإخفاقات التي شهدها منتخبنا في كافة المسابقات التي شارك فيها.

ودون الوقوف على الأسباب الحقيقية لضعف منتخبنا وتراجعه المخيف فلن نتقدم ولن تشفع لنا حماسة بعض المسؤولين ولن تنفعنا الروح القتالية التي تظهر في وقت الشدائد وتفيد في بعض الأوقات، كذلك لن تنفعنا المسكنات التي يتم حقن منتخبنا بها تخفيفاً للصدمات.

إنني أطالب بتشكيل لجنة فنية على أعلى مستوى من الخبرة والاحترافية تضم خبراء اللعبة المشهود لهم بالكفاءة والمصداقية والسماح لهذه اللجنة بالوقوف على كل كبيرة وصغيرة تمسَّ المنتخب خلال السنوات العشر الماضية للوقوف على أسباب الخلل والوقوف على مواطن العلة والضعف، وتقديم تقرير مفصل يوضح كل الأخطاء التي وقع فيها المنتخب وأدت إلى النتائج السيئة التي مرت علينا وجعلتنا نتقهقر ونتراجع بهذه الشكل المخيف.

وبالطريقة نفسها أرى أن أندية كثيرة مطالبة بمعرفة الخلل الذي يحدث لفرقها المختلفة، فالأمر في بعضها أصبح ينذر بكارثة والجماهير أصبحت أكثر وعيا وإدراكاً وبدأت بالمطالبة بتغيير الكثير من الأوضاع السيئة في أنديتها وأصبحت المنابر الإعلامية متنفسا طبيعيا لهؤلاء الساخطين على الأوضاع سواء في القنوات الفضائية أو منتديات النت أو الصحف المقروءة، ولابد للمسؤولين من إدراك أن زمن العشوائية قد ولى ولن يعود.الورقة الأخيرة لم تتحمل الإدارة الوصلاوية النقد العنيف الذي يوجه إليها من قبل الجماهير عبر منتدى وصل الإمارات فلم تجد مخرجا سوى مطالبة الشرطة بإغلاق المنتدى الذي سبب لهم صداعا دائما، وآثر مسؤول المنتدى السلامة وقرر إغلاق المنتدى وحجبه نهائياً، مفضلاً الانسحاب من الساحة بدلاً من الصدام الذي لن يقدر عليه، وما بين بلاغ الإدارة للشرطة وإغلاق المنتدى لن تسكت أصوات الجماهير وكنت أفضل أن تحل الأمور بعيداً عن سياسة تكميم الأفواه.
 
 emad_alnimr@hotmail.com

تويتر