خواطر
--اتصل بي أحد القراء بعد نشر مقال ساخر لي، لكي يرمي إهانة في حقي ويغلق السماعة من دون أن يمنحني فرصة للحديث،ألا ولكن كم أتمنى من القراء الأفاضل أن ينظروا إلى المصلحة العامة «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، وأن ينبذوا التعصب المقيت وأن يتفكروا في الآراء، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود ّ قضية.ألا وللأسف فإن عقلية التعصب هي عقلية شرقية متأصلة فينا، وليس من السهل التخلص منها، ولا أستثني منها حتى نفسي، ونحن بالأمس كنا إخوة نتحارب على ثأر سببه كلمة قيلت قبل 100 عام في لحظة غضب.ألا ولكن فلنتمعّن كيف استطاعت أمم الغرب أن تتوحد بعد تلك الحروب الطاحنة على اختلاف قبائلهم ولغاتهم ودياناتهم. ألاالسبب الواضح هو تفضيل البلد على الولد وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، سواء في مجال الاجتماع أو الاقتصاد أو البيئة أو العقيدة.
--ينتابني شعور غريب عندما أسمع على الهواء أو أقرأ في الصحف عن شكاوى ومقترحات من جمهورنا الإماراتي حول عبارة سخيفة ما قيلت على هذه القناة التلفزيونية أو مقال هزيل نشر في تلك الصحيفة، أو لاعب كرة أو معلّق رياضي تعدّى على جمهور فريق معين ومن دون أن يخرج عن حدود اللياقة العامة، أو عن الحلاق الفلاني الذي يتكسر في مشيته ويصبغ أظافره، أو عن العامل الآسيوي الذي صعد عمود الكهرباء مطالباً بقرض ميسّـر لشراء سيارة الأحلام وبيت شعبي مجهز ومنحة من صندوق الزواج! أو عن المسجد الذي يبعد عن المنزل مسافة نصف كيلومتر فقط ويصعب المشي إليه بسبب الحر! ألاوغالباً تكون ماهية تلك الشكاوى والمقترحات سطحية لا تمتّ بصلة إلى أقل هموم المجتمع.ألا ما الذي يدعو مثل هؤلاء إلى تكبّـد عناء الوصول إلى وسائل الإعلام لكي يتحدثوا عن مشكلات قد نعتبرها بسيطة؟ألا في الواقع، كثيرون منا يعيشون حياة مهمشة ممكن أن نختصرها في صفحة أو صفحتين وهي لا تتعدى الأمور اليومية من شغل وعيال وسيارة وجمعية، حيث لا يوجد فيها أي مساحة للإبداع أو الهواية لأنها معدومة في الأصل.
--لن تعيش خالداً مخلداً، فاستمتع بحياتك، مارس هواية جميلة، تعلّم ركوب الخيل، تعلّم قيادة دراجة هوائية أو نارية، تعلّم الغوص في البحر، تعلم العزف على آلة موسيقية معينة، مارس رياضة معينة، اقرأ كتاباً، اكتب كتاباً... إلخ.