مناعة كوفيد-19 غير المكتشفة.. حماية طويلة الأمد وأمل باللقاح

على الرغم من أن الأجسام المضادة أثبتت أنها تلعب دوراً لا يقدر بثمن لتتبع انتشار جائحة كوفيد-19، فقد لا يكون لها الدور الرائد في تحقيق المناعة طويلة الأمد ضد الفيروس والتي يعول عليها المجتمع الطبي بشكل كبير، فعلى ما يبدو أن مناعة جائحة كوفيد-19 يمكن أن تتحقق بطريقة أخرى.

ففي الوقت الذي تشير فيه أحدث الأبحاث إلى أن الأجسام المضادة ضد كوفيد-19 يمكن أن تتراجع في غضون ثلاثة أشهر فقط، ظهر أمل جديد.. الخلايا التائية الغامضة.

وفي حين انشغل العالم بالأجسام المضادة، فقد بدأ الباحثون يدركون أنه قد يكون هناك شكل آخر من أشكال المناعة، موجود في الجسم ويتم اكتشافه.

ويكتسب نوع غامض من خلايا الدم البيضاء أهمية كبيرة، أثبتت أنها حاسمة في المعركة ضد كوفيد-19.

ماهي الخلايا التائية

الخلايا التائية هي نوع من الخلايا المناعية، هدفها الرئيسي تحديد وقتل مسببات الأمراض الغازية أو الخلايا المصابة، وتقوم بذلك باستخدام البروتينات على سطحها، والتي يمكن أن ترتبط بالبروتينات على سطح الأمراض التي تهاجم الجسم.

 كل خلية تائية محددة للغاية، وهناك عدد كبير جدا من الإصدارات المحتملة من هذه البروتينات السطحية، والتي يمكن لكل منها التعرف على هدف مختلف، وتبقى الخلايا التائية في الدم لسنوات بعد الإصابة، لذا تتميز بذاكرة طويلة المدى للجهاز المناعي وتسمح له بتركيب استجابة أسرع وأكثر فعالية عند التعرض لنفس المرض مرة أخرى.

واختبر الباحثون عينات دم مأخوذة قبل ظهور الجائحة بسنوات، وجدوا خلايا تائية مصممة خصيصا للكشف عن البروتينات على سطح كوفيد-19، وهذا يشير إلى أن بعض الناس لديهم بالفعل درجة من المقاومة ضد الفيروس قبل أن يصيبهم، وهي نسبة مرتفعة تصل إلى 40-60٪، ما يعزز مكانة الخلايا التائية كمصدر سري للحصانة ضد كوفيد-19.

الخلايا التائية وكوفيد-19

يقول أستاذ علم المناعة في كلية كينجز كوليدج في لندن، أدريان هايدي، إنه بالنظر إلى الأفراد بعد الإصابة بالعدوى ممن لم يحتاجوا لدخول المشفى، نرى أن الخلايا التائية لعبت دورا كبيرا في ذلك، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للذين يعملون على صنع الأجسام المضادة والخلايا التائية التي ترى الفيروس. 

إلا أن الأمر لا ينطبق أولئك الذين احتاجوا لدخول المشفى، حيث لم تلعب الخلايا التائية نفس الدور واختفت في الدم أو لدى كبار السن الذين لايملكون أعدادا كبيرة منها الأمر الذي يتيح للفيروس مهاجمة مراكز رئيسة في الجسم، منها الرئتين وهو مايفسر نسبة وفيات كوفيد-19 المرتفعة من كبار السن .

وبالمحصلة، يمكن للخلايا التائية أن تحمي الجسم ربما لسنوات، ولكن عندما يمرض الجسم تتوجه الخلايا التائية لخلق آليات دفاعية تحمي الجسم ضد المرض.

هل سيؤدي ذلك إلى إنتاج لقاح؟

إذا كان التعرض القديم لفيروسات البرد يؤدي حقا إلى حالات أخف من  كوفيد-19، فإن هذا يبشر بتطوير اللقاح، لأنه دليل على أن الخلايا التائية العالقة يمكن أن توفر حماية كبيرة، حتى بعد سنوات من صنعها.

ويضيف هايدي أنه حتى لو لم يكن هذا هو ما يحدث، فإن مشاركة الخلايا التائية بحماية الجسم يمكن أن تكون مفيدة، وكلما فهمنا أكثر ما يحدث، كان ذلك أفضل ما يساعد القائمين على صنع اللقاحات لاختبار احتمالات أوسع منه.

 

تويتر