145 عاما على ظهور الهاتف على يد معلم الصُم غراهام بيل

يصادف اليوم، 2 يونيو، الذكرى الـ 145 على ظهور الهاتف لأول مرة على يد المخترع الأميركي ومعلم الصم ألكسندر غراهام بيل.

ابتكر الناس طرقاً عديدة للتواصل فيما بينهم منذ القدم، وربما كان التلغراف هو أول الهواتف البسيطة التي تم ابتكارها، وفي عام 1876م قدّم المخترع ألكسندر غراهام بيل (Alexander Graham Bell) أول هاتف تشغيلي، فحصل على براءة اختراع.

ولد المخترع الأميركي ألكسندر غراهام بيل عام 1847م في اسكتلندا، وهو العالم ومعلم الصم الذي يعد من أهم إنجازاته اختراع الهاتف، كما عمل على تحسين جهاز الفونوغراف، وكانت والدة غراهام بيل صماء، فقام والده بتعليمه لغة الصم، مما أثّر على اختياره المهني في وقت لاحق كمعلم لهم، حيث عمل في مدرسة كلارك للصم وفي المدرسة الأميركية للصم، وتوفي عام 1922م في كندا.

عمل بيل خلال اختراعه للهاتف على ثلاث معدات أساسية وهي؛ جهاز فونوتوغراف، وهو جهاز يساعد الصم على رؤية الأصوات، وجهاز التلغراف المتعدد، بالإضافة إلى جهاز التلغراف للتحدث الكهربائي أو هاتف، ومن خلال تجاربه المتعددة طوّر مفهوماً أساسياً للهاتف وعمل بجد لأكثر من عام لبدء تشغيله، حيث توصل إلى أنه باستطاعته إعادة إنتاج نغمة الصوت البشري وإشارته عبر الأسلاك، وفي عام 1876م قدّم بيل الهاتف إلى أكاديمية الفنون والعلوم في بوسطن، وفي عام 1877م تم إنشاء شركة للهواتف باسمه، وتم تركيب أول هاتف في منزل خاص.

جاء نجاح جراهام بيل في اختراع الهاتف كنتيجة مباشرة لمحاولاته في تحسين التلغراف، والذي كان وسيلة الاتصال الثابتة منذ 30 سنة تقريباً، حيث اقتصر على إرسال واستقبال رسالة واحدة في كل مرة، كما ساهمت خبرة جراهام بيل الواسعة في طبيعة الأصوات والموسيقى من التنبؤ بوسيلةٍ لنقل الرسائل المتعددة عبر السلك نفسه في نفس اللحظة، والتي سميّت بالتلغراف التوافقي.

استند مبدأ التلغراف التوافقي على إمكانية إرسال العديد من الملاحظات خلال السلك نفسه، وفي اللحظة ذاتها عند اختلاف هذه الملاحظات أو الإشارات في درجة الصوت، وفي سنة 1874م أبلغ بيل والد زوجته المستقبلية عن تقدم البحث الذي يقوم به، وعن إمكانيات التلغراف المتعدد، حيث قدّم الدعم المالي له.

بدأ جراهام بيل في عمله على التلغراف المتعدد بمساعدة توماس واتسون، حيث طوّرا جهازاً ينقل الكلام كهربائياً، وفي شهر آذار سنة 1875م التقى جراهام بيل بشكل سري مع مدير مؤسسة سميثسونيان، وأخبره عن أفكاره المتعلقة بالهاتف ليلقى الدعم والتشجيع منه لاستكمال عمله، وبحلول شهر حزيران من نفس العام أثبت جراهام بيل وواتسن أن النغمات المختلفة تؤدي إلى تفاوت قوة التيار الكهربائي في السلك، ولإثبات هذا النجاح تطلب تصميم جهاز إرسال يعمل بغشاء لديه القدرة على تغيير التيارات الإلكترونية، إضافة إلى جهاز استقبال يمكنه إعادة إنتاج هذه التغيرات على شكل ترددات مسموعة.

تمكن جراهام بيل وواتسن بالصدفة خلال تجربة للتلغراف التوافقي من اكتشاف إمكانية انتقال الصوت عبر السلك في الثاني من شهر تموز سنة 1875م، عندما حاول واتسن أن يرخي قصبةً كانت ملفوفةً حول جهاز الإرسال بالصدفة، مما أدى إلى انتقال الاهتزاز الناتج عن هذه الحركة عبر السلك إلى جهاز آخر موجود في غرفة بيل، وقد أدى سماع هذا الرنين إلى تسريع بيل، وواتسن لعملهما، كما استمرا بالعمل على هذه الفكرة في العام التالي، وروي عن جراهام بيل أنه صرخ في السماعة، وقال: "سيد واتسون، تعال هنا، أريد أن أراك" فذهب السيد واتسون، وأعلن أنه سمع وفهم ما قاله، وبذلك كانت هذه أول مكالمة هاتفية أجريت في التاريخ.[١] تسجيل براءة الاختراع.

واصل بيل بعد اختراعه للهاتف تجاربه على تطوير معدات الاتصال، بالإضافة إلى تطوير العديد من الأجهزة المختلفة، أهمها جهاز الفوتوفون، وهو جهاز ينقل الصوت على شكل حزمة من الضوء، كما تابع عمله على جهاز قياس السمع؛ وهو جهاز يستخدم لقياس مدى سماع الشخص، وقام بأول تسجيل صوتي ناجح، وفي عام 1895م انتقلت اهتماماته إلى مجال الطيران، حيث عمل على صواريخ البارود، وشفرات مروحيات الطيران، وحصل في نهاية المطاف على خمس براءات اختراع للمركبات الجوية، وأربع براءات اختراع لنظام يسمى الديناميكا المائية.

وفي 14 شباط سنة 1876م، قدّم جراهام بيل براءة اختراع تصف طريقته في نقل الأصوات، وفي السابع من آذار من نفس العام منحه مكتب براءات الاختراع ما يقال عنه بأنه أحد أكثر براءات الاختراع قيمةً في العالم.
تويتر