الأكل العاطفي.. ولماذا النساء أكثر عرضة للوقوع ضحية له؟

قد تكون شهوة الطعام أحد نقاط ضعفنا، وقد ترتبط ارتباطاً كبيراً بحالتنا المزاجية، فنتجه بوعي أو دون وعي للتفريغ النفسي عبر الطعام، وكأن الطعام أو الثلاجة ان صح التعبير هي صديقنا وقت الضيق. ومن هنا يأتي مصطلح "الاكل العاطفي" كتعبير عن هذه الحالة.

والأكل العاطفي هو الإفراط في تناول الطعام لتخفيف المشاعر السلبية. وبالتالي، هو استراتيجية مواجهه عدم التأقلم. فإذا كان الفرد يتناول الطعام العاطفي باستمرار ستزداد أصابته باضطرابات الأكل الخطيرة مثل: النهام العصبي وفقدان الشهية.

وأظهرت الأبحاث أن وجود اضطراب الأكل يزيد من تناول الأكل العاطفي، فمن المهم لعلماء النفس السريري وخبراءالتغذية معرفة علامات الأكل العاطفي وتوفير العلاج للأفراد نظرا للعلاقة بين اضطرابات الأكل الخطيرة و سلوك الأكل العاطفي. وبما أن الأكل العاطفي يستخدم لإدارة المشاعر السلبية، فإن العلاج يتطلب تعلم استراتيجيات تأقلم أكثر فعالية.

من جانبها أوضحت الدكتورة هيلين مكارثي من بريستول في كتابها "كيفية إعادة شهيتك"، وأطلقت عليه اسم الأكل العاطفي. أن عواطفنا تنتج تغييرات كيميائية عصبية في أجسامنا وعقولنا، ونحن نستخدم المادة أو النشاط الذي تعلمنا أنه يتعارض مع الأحاسيس السلبية.

وبحسب صحيفة "ديلي ميل" ابريطانية فإن الأكل العاطفي يعني تناول الطعام استجابة للحالات العاطفية وليس نتيجة لحاجة الجسم إلى الغذاء، ولمحاربة الاستجابة العاطفية السلبية نحن نتوجه لتناول المواد التي تعارض هذه العواطف السلبية كما ربطتها عقولنا مثل الشكلاتة أو الطعام الدسم أو ما شابه. ومن البديهي أننا إذا لجأنا إلى الطعام لتهدئة الألم العاطفي ونجح في ذلك، فمن المحتمل أن نكرر هذه العملية مرة أخرى، بسبب آلية التعلم وربط الفعل بمكافأة، إما الشعور بالسعادة أو تخفيف الألم، ما يعزز السلوك، ويزيد احتمال تكراره.

من جانب آخر ذكرت مكارثي في كتابها أن النساء أكثر عرضة للوقوع ضحية الأكل العاطفي، لأن "هرمونات المبيض" ترتبط مع الأكل العاطفي، فعندما يكون هرمونا البروجسترون والأستراديول في ذروتهما، من المرجح أن تلجأ المرأة إلى الأكل العاطفي.

وأكدت الباحثة أن الخطوة الأولى هي معرفة الرابط بين المشاعر السلبية، والتوجه إلى الثلاجة، ومحاولة الفصل بينهما، بالبحث عن عادات أخرى تشتت انتباهك عن الطعام، ومن الأفضل ربط مكافحة المشاعر السلبية بممارسة نشاط معينة كالجري والقفز بالمظلات، والمشي، الضحك مع الأصدقاء، لأنها تنتج أيضًا تغييرات كيميائية عصبية وتفرز هرمونات بنسب أكبر من تلك التي يفرزها الجسم عند تناول الطعام.

تويتر