برعاية محمد بن راشد .. انطلاق النسخة الـ12 من المنتدى الاستراتيجي العربي غداً

تنطلق في دبي غدا تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أعمال الدورة الثانية عشرة من "المنتدى الاستراتيجي العربي"، بمشاركة مجموعة من المسؤولين الدوليين والخبراء الاستراتيجيين العالميين.

وتحمل نسخة هذا العام من المنتدى الاستراتيجي العربي أهمية خاصة نظرا لانعقادها تحت عنوان "استشراف العقد القادم 2020 -2030" بهدف استشراف السنوات العشر المقبلة بأكملها وتأثيرات أحداثها على العلاقات الدولية في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والدبلوماسية وغيرها.

وبالتزامن مع انطلاق أعماله يصدر المنتدى الاستراتيجي العربي 3 تقارير بعناوين "العالم في 2030- اتجاهات و تحولات و فرص و تحديات " و"11 سؤالا للعقد القادم" و"المسجد والدولة: كيف يرى العرب العقد المقبل ".
منصة لتبادل الأفكار والرؤى.

وأكد وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل رئيس المنتدى الاستراتيجي العربي محمد بن عبدالله القرقاوي أن المنتدى يواصل في دورته الثانية عشرة ترسيخ مكانته عالميا وإقليميا كمنصة مفتوحة وخلاقة لتبادل الأفكار والرؤى بين نخبة المفكرين والخبراء ومستشرفي المستقبل العالميين، كما يواصل ترسيخ دوره كملتقى إقليمي ودولي يسهم في تصور وتوقع أبرز الأحداث والتوجهات والتحولات التي يشهدها العالم مع توفير قراءة متعمقة لمؤشراتها وإحداثياتها المختلفة والتعاطي معها بإيجابية.

وأوضح أن المنتدى الاستراتيجي العربي يترجم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الخاصة باستشراف المستقبل على أسس علمية دقيقة للمساهمة في صناعته.

و قال إن دورة هذا العام من المنتدى الاستراتيجي العربي وسعت النطاق الزمني لاستشراف المستقبل لتركز على العقد القادم (2020 -2030) بأكمله ما يمنحها أهمية خاصة في ظل تسارع الأحداث و التغيرات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة والعالم خلال السنوات الأخيرة، مشددا على أهمية نسخة هذا العام من المنتدى ومخرجاتها وتوصياتها في استباق التحديات المتوقعة واستطلاع الفرص ورصد المخاطر وأخذ الاحتياطات اللازمة لمواصلة مسارات التنمية وتسريع وتيرتها خلال السنوات العشر المقبلة.

وأشار إلى أن المنتدى يواصل للدورة الثانية عشرة على التوالي العمل على توفير الرؤى والمعلومات والتوصيات من خلال أفضل الخبراء العالميين لاستشراف المستقبل اقتصاديا وسياسيا حتى يتسنى للمهتمين وصناع القرار وضع خطط عمل واقعية وسياسات حديثة مرنة تتخطى التحديات وتحولها إلى فرص.

3 تقارير لاستشراف 10 سنوات

وبالتزامن مع انطلاق دورته الـ12 أصدر المنتدى الاستراتيجي العربي 3 تقارير مهمة لاستشراف السنوات العشر المقبلة إذ يطرح تقرير "العالم في 2030- اتجاهات وتحولات وفرص وتحديات" والمعد بالتعاون مع FutureWorld Foundation بعض أبرز الأحداث العالمية المتوقعة في السنوات القادمة، ومنها تعرض النظام العالمي الحالي ومؤسساته الرئيسية - الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية- لضغوط كبيرة طوال العقد القادم وظهور انخفاض ملحوظ في الأهمية النسبية لمجموعة السبع G7 (المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية، ألمانيا، اليابان، فرنسا، كندا و إيطاليا) كقوة تحدد معايير الاقتصاد العالمي وتحول القوة الاقتصادية العالمية للاقتصادات السبع الكبرى الصاعدة E7 ومن بينها الصين و الهند و البرازيل و روسيا و إندونيسيا واحتدام المنافسة في منطقة الشرق الأوسط على الموارد الشحيحة نتيجة للتغيرات المناخية.

وبالتعاون مع Good Judgment Inc، المؤسسة الأكثر دقة في العالم في التنبؤات الجيوسياسية والاقتصادية، أطلق المنتدى تقرير "11 سؤالا للعقد القادم" ليجيب من خلاله عن أبرز الأسئلة المطروحة خلال الفترة القادمة، ويتوقع استمرار استخدام النفط ما دام موجودا بالرغم من التوجه العالمي نحو الطاقة المتجددة.

ويناقش تقرير "المسجد والدولة: كيف يرى العرب العقد المقبل"، المعد بالتعاون مع Arab News حالة الإسلام السياسي في المنطقة.

و يأتي إطلاق هذه التقارير بمشاركة أكاديميين وإعلاميين وباحثين متخصصين تعزيزا لمكانة المنتدى الاستراتيجي العربي كمنصة معرفية ومصدر دائم للمعلومات للمهتمين على مدار العام، إذ يعتمد المنتدى على شراكاته الإعلامية الواسعة ويعمل مع نخبة من الخبراء حول العالم وأفضل مراكز البحوث العالمية لتحقيق تلك الغاية.

جدول أعمال حافل

وبهدف تقديم تصورات مستقبلية مبنية على المعطيات والمؤشرات الراهنة لتضع في متناول صناع القرار قراءات دقيقة يمكن الاستناد إليها، تتضمن نسخة هذا العام من المنتدى ست جلسات حوارية ومحاضرتين ضمن جدول أعماله الحافل الذي يتواصل على مدى يوم كامل.

و تتضمن الأجندة جلسة بعنوان " أبرز 5 مخاطر - 2020" يلقيها نيك آلان المدير التنفيذي لشركة "كونترول ريسكس" و يناقش فيها المخاطر السياسية و الأمنية العالمية المحتملة و الواقع الجديد لعام 2020 لمساعدة المؤسسات العامة و الخاصة على تحديد التطورات الاقتصادية والسياسية الكبرى التي يمكن أن تؤثر على قراراتها في العام المقبل كما سيتم إطلاق خارطة الطريق حول المخاطر العالمية المتوقعة في العام القادم، الخاصة بـ "كونترول ريسكس" لعام 2020 خلال المنتدى.

و يتحدث شون كليري نائب رئيس مؤسسة مستقبل العالم في جلسة بعنوان "العالم في 2030" عن التحولات والتطورات والاتجاهات الرئيسية التي من المحتمل أن تظهر على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال العقد المقبل.

و بشكل عام ستركز جميع فعاليات النسخة الثانية عشرة للمنتدى على الأحداث التي ستشكل مستقبل المنطقة والعالم خلال السنوات العشر المقبلة.

و يتحدث في جلسة "مستقبل الأسلمة خلال العقد القادم" كل من سعادة عمر سيف غباش مساعد وزير الخارجية و التعاون الدولي للشؤون الثقافية ومؤلف كتاب "رسائل إلى شاب مسلم" و الخبير و الكاتب البريطاني إد حسين مؤسس منظمة "كويليام" لمكافحة التطرف ومؤلف كتاب "الإسلامي" ويديرها فيصل عباس رئيس تحرير "عرب نيوز" و تتناول التوقعات الخاصة بالإسلام السياسي خلال السنوات العشر المقبلة.

العالم اقتصاديا

أما جلسة "هل العالم مقبل على أزمة اقتصادية عالمية؟" فتستضيف المحاضر بجامعة هارفارد ومؤلف كتاب "بومبستولوجي: اكتشاف الفقاعات المالية قبل انفجارها" الخبير الاقتصادي العالمي الدكتور فيكرام مانشاراماني، ليحلل فيها جميع وجهات النظر حول احتمالات وقوع كساد اقتصادي عالمي مع بدء العقد الجديد ومن أين سيندلع حال وقوعه وما هي الدول التي ستتأثر به و كيفية الخروج منه و سيجيب عن التساؤلات حول إمكانية وقوع مزيد من فترات الكساد على مستوى العالم في الأعوام المقبلة والإصلاحات الاقتصادية المقترحة لتجنبها، وستدير الجلسة هادلي جامبل، مذيعة قناة سي . إن .بي .سي.

العرب اقتصاديا

وتناقش جلسة "التحولات الاقتصادية العربية خلال العقد القادم" إمكانية تحقيق قفزات نوعية في واقع الاقتصاد العربي مع وجود رؤى اقتصادية جديدة، ودور النفط والغاز في المستقبل الاقتصادي للمنطقة في ظل الاتجاهات العالمية للطاقة، ومستقبل البطالة و المديونية في دول المنطقة وأثرها على الاستقرار السياسي ومستقبل ريادة الأعمال والقطاع الخاص كشريك في دفع عجلة التنمية ومواجهة التحديات الاقتصادية ويتحدث فيها كل من المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الحميدي، وعضو المجلس الاستشاري الدولي للمجلس الأطلسي ألان بجاني، ورئيس الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية الدكتور عبدالمنعم سعيد، وخبير نفط عالمي وأستاذ اقتصاد النفط والطاقة في كلية ESCP الأوروبية لرجال الأعمال في لندن الدكتور ممدوح سلامة، وتديرها زينة صوفان مذيعة تلفزيون دبي.

موازين القوة في المنطقة

ويستضيف المنتدى في جلسة حوارية بعنوان "سباق القوة والتأثير في المنطقة خلال العقد القادم: دول الخليج، إيران، تركيا، روسيا" أربعة خبراء لاستكشاف ديناميكيات التفاعل بين القوى و هم مستشارة في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية الدكتورة إلينا سوبونينا، وخبير في الشؤون الإيرانية وزميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي "كريم سجادبور"، وأستاذ ورئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة الشرق الأوسط التقنية ونائب مدير معهد السياسة الخارجية في أنقرة "حسين باقجي"، ومؤسس ورئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبد العزيز بن صقر، وتدير الجلسة بيكي أندرسون مذيعة قناة سي إن . إن.

العرب سياسيا

ويشارك كل من رئيس وزراء لبنان الأسبق دولة فؤاد السنيورة، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني الأسبق الدكتور مروان المعشر، في جلسة بعنوان "التحولات السياسية في الوطن العربي في العقد القادم".

ويتطرق الحديث الذي يديره الإعلامي والمفكر المصري عماد الدين أديب إلى الاضطرابات السياسية في العالم العربي ومستقبلها في السنوات العشر القادمة والأبعاد السياسية لاكتشاف حقول الغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط، ومستقبل القضية الفلسطينية في السنوات العشر المقبلة.

بين الصين والولايات المتحدة

وضمن فعاليات الدورة الـ12 من المنتدى الاستراتيجي العربي، تجمع جلسة طاولة مستديرة بعنوان "النظام العالمي 2030: بين الصين والولايات المتحدة الأميركية" كلا من نائب رئيس الولايات المتحدة السادس و الأربعين ديك تشيني ووزير خارجية الصين الأسبق رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني لي تشاو شينغ إذ سيتحدث الأخير عن الرؤية التي توجه السياسة الخارجية الصينية ودوافعها خلال السنوات العشر القادمة، ودور الصين في المنطقة العربية ومساعي السلام فيها، وأثر مبادرة الحزام والطريق على السياسة الخارجية الصينية، والسجال التجاري بين الصين والولايات المتحدة خلال الأعوام الأخيرة وشكل التعاون الذي يمكن أن يتم بين الدولتين في ظل النظام الدولي الجديد بينما يتحدث ديك تشيني عن تصوراته للنظام العالمي في العقد المقبل في ظل صعود قوى كالصين وروسيا وأثر التوجهات الاقتصادية والتكنولوجية والأمنية على مكانة الولايات المتحدة في الحفاظ على الأمن العالمي، وإمكانية قيام الولايات المتحدة بتشكيل نظام عالمي جديد بالعمل مع حلفائها التاريخيين والصين.
لمحات تاريخية عن المنتدى.

وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإطلاق منتدى دبي الاستراتيجي والذي تحول فيما بعد إلى المنتدى الاستراتيجي العربي بهدف جمع المفكرين والخبراء السياسيين والاقتصاديين وصناع القرار في منصة واحدة.

و تعمل هذه المنصة على الاستفادة من منهجين علميين في غاية الأهمية وهما المنهج الاستراتيجي للاستشراف والمنهج الاستراتيجي للتخطيط للمستقبل، بالإضافة إلى الاستفادة من الدلالات التاريخية وتحليل الأوضاع الراهنة بهدف استشراف الأحداث المستقبلية على المستويين السياسي والاقتصادي.

الدورة الأولى

استشراف الاقتصاد الجديد في عام 2001 انطلقت الدورة الأولى من منتدى دبي الاستراتيجي الذي تحول فيما بعد إلى المنتدى الاستراتيجي العربي ليركز على القضايا المحلية حيث كشف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن رؤية دبي الاستراتيجية خلال السنوات العشر التالية.. مشددا على أن التطورات والمتغيرات في الساحة الدولية تتلاحق بسرعة مذهلة وتفرض على البشرية بأسرها مفاهيم جديدة في السياسة والاقتصاد والتجارة والثقافة والاجتماع وفي نمط العيش ما يدفع دبي إلى دعوة خبراء متخصصين وأساتذة جامعات مشهود لهم دوليا لمحاورتهم في تفاصيل المشهد العالمي ومتغيراته الأساسية سواء في الاقتصاد الجديد أو في السياسة والاجتماع والعلاقات الدولية.

الدورة الثانية.. البعد الإقليمي في عام 2002

حملت الدورة الثانية من المنتدى بعدا إقليميا حيث قدمت صورة شاملة للتحديات التي تواجه المنطقة، وسلطت الضوء على المتغيرات العالمية والتطورات الراهنة والمستقبلية في مجالات المستقبل الاقتصادي والسياسي.

ونجح المنتدى في رسم سيناريوهات مستقبلية ساعدت صناع القرار في المنطقة على اتخاذ القرارات المناسبة وفق المتغيرات العالمية.

الدورة الثالثة.. منبر استشراف عالمي في عام 2004

تعززت المكانة التي حققها المنتدى كمنصة إقليمية عالمية لبحث القضايا الحيوية التي تهم المنطقة.. وتم تغيير مسماه إلى "المنتدى الاستراتيجي العربي" ليصبح الحدث الأبرز في استشراف حالة العالم سياسيا واقتصاديا.

و حملت الدورة الثالثة من المنتدى شعار "العالم العربي 2021" وشارك فيها نخبة من المسؤولين والسياسيين مثل الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون ورئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري ورئيس الوزراء الليبي السابق شكري غانم ورئيس الوزراء الماليزي السابق عبدالله بدوي إلى جانب عدد كبير من الوزراء وكبار المسؤولين العرب والأجانب.

وتناول المنتدى مختلف السيناريوهات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والمخاطر والفرص المرتبطة بكل منها.

الدورة الرابعة.. المتغيرات العالمية وفرص النجاح في عام 2006

حملت الدورة الرابعة من المنتدى الاستراتيجي العربي شعار "المتغيرات العالمية وفرص النجاح" وشارك فيها نخبة من الزعماء والقيادات السياسية من بينهم الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة رئيسة دورة 2006 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والمستشار الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي، والرئيس السابق لحلف شمال الأطلسي الجنرال ويسلي كلارك، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 30 شخصية من رواد قطاع الأعمال في العالم.

وركزت مخرجات الدورة الرابعة من المنتدى الاستراتيجي العربي على أهمية تنويع البنية الاقتصادية وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الإصلاحات السياسية، ودعم عمليات التغيير لاستخلاص فرص نمو جديدة في العالم العربي.

ودعا المشاركون إلى تطوير التعليم و الخدمات الأساسية وصياغة استراتيجيات كفيلة بتنمية الكوادر البشرية مؤكدين أن الإصلاحات المفروضة من أطراف خارجية غير مرحب بها ولا تخدم مصالح شعوب المنطقة.

وتبرز أهمية القضايا التي ناقشها المنتدى في الدورة الرابعة، في كونها محاولة لاستباق المتغيرات الاقتصادية التي شهدها العالم في عام 2008، فالدعوة إلى التنويع في القطاعات الاقتصادية والإصلاحات الهيكلية كانت كفيلة في حال تطبيقها، بالحد نوعا ما من آثار الأزمة المالية العالمية.

كما برزت أهمية الدعوة التي وجهها المنتدى عام 2006 إلى الأنظمة العربية بأهمية تبني تغيير جوهري في السياسات يلبي تطلعات الشعوب والتي كان من الممكن أن تحد من تأثير أحداث ما سمي الربيع العربي في 2011.

الدورة الخامسة.. بناء اقتصاد قوي ومجتمعات مستقرة

بعد تفجر الأزمة المالية العالمية ناقش المنتدى الاستراتيجي العربي في دورته الخامسة في عام 2009، أهمية المعرفة لبناء اقتصاد حيوي ومجتمعات مستقرة، وهو ما أثبتته تجربة السنوات اللاحقة، حيث تعمقت القناعة لدى الساسة وصناع القرار العرب بضرورة تحديث نظم التعليم وتوفير مصادر للمعرفة من أجل بناء اقتصاد قوي وحيوي وتأسيس مجتمعات فاعلة ومنتجة.

و ناقشت الدورة الخامسة و التي حملت عنوان " نحو إقامة مجتمع المعرفة في العالم العربي" العلاقة بين المعرفة والحرية والتنمية، وسلطت الضوء على الفجوة الشاسعة بين المعرفة وسياسات التنمية العربية.

الدورة السادسة.. الاستغلال السياسي للتواصل الاجتماعي

جاءت الدورة السادسة من المنتدى الاستراتيجي العربي في عام 2013 لتبحث قضية شبكات التواصل الاجتماعي خاصة بعد الدور الذي لعبته في أحداث ما يسمى الربيع العربي.

الدورة السابعة.. الصراعات الإقليمية

شهدت الدورة السابعة في عام 2014 التركيز على استشراف المستقبل الجيوسياسي للمنطقة ومدى تأثره بالمتغيرات العالمية، وذلك استجابة لتنامي حدة الصراعات الإقليمية وما أسسته من استقطاب في المشهد السياسي العالمي، وتنامي خطر الإرهاب والجماعات المسلحة، وبدأ المنتدى في تقديم استشرافات على المدى القصير بشكل سنوي، ومنها استشراف مستقبل الاقتصاد العربي في ظل تراجع أسعار النفط ومحاولة وضع خريطة لأهم القوى المؤثرة فيه وأهم الاتجاهات الاقتصادية والسياسية التي ستنشأ خلال الأعوام اللاحقة.
شهدت هذه الدورة نمطا جديدا في تناول القضايا المصيرية عبر اشتمالها على أربعة محاور: حالة العالم العربي سياسيا، وحالة العالم العربي اقتصاديا، وحالة العالم سياسيا وحالة العالم اقتصاديا.

وشارك في الدورة السابعة للمنتدى الاستراتيجي العربي نخبة من المفكرين وصناع القرار من أبرزهم الخبير السياسي صاحب كتاب "نهاية التاريخ والإنسان الأخير" الدكتور فرانسيس فوكوياما، والحائز على جائزة نوبل للعلوم الاقتصادية في 2008، وبروس دي مسكيتا الدكتور بول كروجمان، صاحب إحدى أهم النظريات في مجال سيناريوهات المستقبل، والخبير السياسي الدكتور غسان سلامة والوزير اللبناني الأسبق والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا و أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري الأسبق الأمين العام للجامعة العربية حاليا والأمين العام السابق لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" الدكتور عبدالله سالم البدري والخبير الاقتصادي والرئيس التنفيذي السابق لدويتشه بنك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الدكتور هنري عزام.

وتوقع المتحدثون في الدورة السابعة من المنتدى تنامي دور الصين والولايات المتحدة الأميركية على الساحة السياسية والاقتصادية العالمية وأشاروا إلى أن الصراعات الإقليمية في المنطقة ستستمر في ظل غياب مساعي جادة لوضع الحلول.. وهو بالفعل ما وقع في العام التالي، وجاء متوافقا مع ما توقعه المنتدى الاستراتيجي العربي.

واتفقوا أيضا على أن الاقتصاد العالمي سيشهد المزيد من الأزمات خاصة فيما يتعلق بقدرة أوروبا على الإيفاء بديونها العامة، وقدرة الاقتصاد العالمي على النهوض في ظل تراجع الطلب على المنتجات والمواد الخام.

الدورة الثامنة.. خسائر الصراعات

أكسبت النجاحات التي حققها على مدار دوراته السابقة المنتدى الاستراتيجي العربي مصداقية أكبر لدى الخبراء وصناع القرار وكرست مكانته كمنصة موثوقة لبحث واقع وآفاق الشؤون السياسية والاقتصادية في العالم العربي بشكل خاص وفي العالم بشكل عام.

وتناولت هذه الدورة في عام 2015 التطورات الجيوسياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم، وركزت بشكل أساسي على المخاطر المحتملة التي تنذر بها حالة اللا يقين السياسي والاقتصادي التي تسود معظم الأقاليم العربية .

وأصدر المنتدى تقريرا موسعا عن خسائر العالم العربي جراء الصراعات الداخلية التي بلغت نحو 833.7 مليار دولار أميركي، بالإضافة إلى 1.34 مليون شخص سقطوا بين قتيل و جريح بسبب الحروب والعمليات الإرهابية إلى جانب التفكك الاجتماعي والانقسام الطائفي وتراجع جهود التنمية.

وشهدت الدورة الثامنة من المنتدى الاستراتيجي العربي كذلك استعراضا لمجموعة من التقارير العالمية من قبل منظمات ومؤسسات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي.

وشارك في هذه الدورة نخبة من الساسة والمفكرين العرب والأجانب، أبرزهم: الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والمفكر السياسي غسان سلامة، ورئيس مجلس الوزراء الفلسطيني الأسبق سلام فياض، والنائب الأول لرئيس البنك الدولي محمود محي الدين، ووزير الخارجية البريطاني السابق وليم هيغ، ووزير الخزانة الأميركي السابق الدكتور لاري سامرز، وبروفيسور الاقتصاد في جامعة نيويورك الدكتور نورييل روبيني.

الدورة التاسعة .. خطر الجماعات الإرهابية

تميزت الدورة التاسعة المنعقدة في عام 2016 بمدى التخصص والاحترافية التي اكتسبها المنتدى عبر مراكمة خبرات السنوات الماضية، فقد شهدت جلسات المنتدى حضور أبرز المؤسسات الاقتصادية العالمية، ونقاشات متخصصة صدر عنها تقارير شاملة تحت إشراف مجموعة من الخبراء المحليين والعالميين، بالإضافة إلى جملة من المبادرات التي صدرت عن المنتدى لتحويل الاستشراف السياسي والاقتصادي إلى وظيفة علمية حيوية وتشكيل كادر بشري متخصص في علوم المستقبل.

شارك في الدورة مجموعة من الخبراء وذوي الاختصاص على المستويين العربي والعالمي مثل رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون، ومدير وكالة الاستخبارات ووزير الدفاع الأميركي السابق ليون بانيتا، ووزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي، والمفكر السياسي غسان سلامة ومن صندوق النقد الدولي نتاليا تاميريسا، ورئيس مجلس التنمية العالمية للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الدكتور محمد العريان، ووزير المالية اللبناني السابق الدكتور جورج قرم، وخبير النفط العالمي الدكتور ممدوح سلامة، ورئيس مجموعة أوراسيا المتخصصة في الدراسات والاستشارات السياسية إيان بريمر.

الدورة العاشرة.. عام من رئاسة دونالد ترامب

بالتزامن مع إتمام عقده الأول من الدورات المهمة التي رسخت مكانة المنتدى الاستراتيجي العربي عالميا باعتباره المنصة الرئيسية الأبرز لاستشراف الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة والعالم، حظيت دورة العام 2017 بمشاركة مجموعة من كبار المفكرين والخبراء والمحللين السياسيين والاقتصاديين بهدف استشراف حالة العالم وقراءة وتحليل التحديات التي تواجه العالم على المستويين الاقتصادي والسياسي، ووضع تحليلات وسيناريوهات متعددة وبديلة تتوافق مع ظروف ومصالح المنطقة تزامنا مع تلك الأحداث.

وتضمنت أعمال المنتدى مقاربات شاملة في إطار التوقعات السياسية والاقتصادية، عالميا وعربيا حيث تحدث في جلسة "حالة العالم اقتصاديا في العام 2018" الاقتصادي الأميركي جوزيف ستيغليتز، الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد، حيث طرح قراءات حول التغيير الاقتصادي الأبرز بعد عام من رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة، وما إذا كان العالم سيشهد أزمة اقتصادية؟ ومن سيكون المستفيد من الوضع الاقتصادي في 2018.

وتناول الدكتور جهاد أزعور، من صندوق النقد الدولي، العديد من التساؤلات الملحة التي تمس مستقبل المنطقة العربية، وكيف ستؤثر عملية التطوير الاقتصادي في السعودية على المنطقة والعالم.

وطرح كل من الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا أولاند عدة سيناريوهات سياسية حول مستقبل الاتحاد الأوروبي وما إذا كانت الفترة المقبلة ستشهد عودة قوية للدبلوماسية الفرنسية.

وتحدث وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس عن الوضع المتوقع في العلاقة بين أميركا وكوريا الشمالية والدور الروسي في العالم.

الدورة الحادية عشرة.. لا مبرر للتشاؤم

رغم التغيرات الجيوسياسية عالميا حددت جلسات الدورة الحادية عشرة من المنتدى الاستراتيجي العربي جملة من التوقعات الاستراتيجية حول حالة العالم اقتصاديا وسياسيا للعام 2019، واتفق أغلب المشاركين على أنه لا مبرر للتشاؤم رغم كل التغيرات الجيوسياسية التي يشهدها العالم وفي مقدمتها؛ ارتفاع مخاطر الهجمات الإلكترونية، وحرب الجيل الخامس للتكنولوجيا بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وتواصل النزاع الأمريكي الصيني، وتنامي الشعبوية في البرلمان الأوروبي، وتداعيات اتفاق بريكست.

وتحدث وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني الأسبق الدكتور ناصر السعيدي، والنائب الأول لرئيس مجموعة البنك الدولي الدكتور محمود محي الدين عن ركود اقتصادي محتمل في المنطقة العربية خلال العامين المقبلين، كما أكدا أن معدلات النمو في دول مجلس التعاون الخليجي سوف تكون 3% في العام المقبل، مع التأكيد أن أسعار النفط لن تشهد ارتفاعات وستتراوح بين 47 و69 دولارا في 2019.

وتوقع وزير الخزانة الأميركي الأسبق البروفيسور جاك لو، أن عام 2019 سيكون عام التهدئة في حرب الرسوم الجمركية والتجارية على مستوى العالم وتحديدا بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، فيما رأى محافظ بنك إنجلترا السابق وعضو مجلس اللوردات اللورد ميرفن كينج، أن الاقتصاد العالمي في عام 2019 سيواصل الابتكار وخلق الحلول العملية الناجحة.

جدير بالذكر أن المنتدى الاستراتيجي العربي، الذي انطلق عام 2001 بتوجيهات ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يقدم توقعات سنوية دقيقة حول الأحداث الهامة على مدار العام.

ويجمع المنتدى كبار المسؤولين الحكوميين والخبراء الاستراتيجيين والأكاديميين من المنطقة العربية والعالم، للاستفادة من آراء وبيانات موثوقة المصدر وتحليلات متعمقة بهدف تسهيل عملية استشراف التحديات والفرص الإقليمية المستقبلية.

ويوظف المنتدى الاستراتيجي العربي آليات الاستشراف الجديدة والأبحاث الموثوقة من مؤسسات إقليمية ودولية، بهدف بناء الأجيال الجديدة من المستشرفين القادرين على قراءة التحولات في المنطقة، والمساهمة في رسم سياسات واستراتيجيات لمواجهة التحديات المستقبلية.

تويتر