"المكتبة البشرية".. تجربة لاستعارة الأشخاص وتجاربهم بدلاً من الكتب

صورة

عند سماع كلمة "مكتبة" فإن أول ما يخطر في مخيلة كل منا هو مكان هادئ لا ضجيج فيه ومكتبات ضخمة تحتوي على الكثير من الكتب المختلفة والمتنوعة في مجالات عدة كالطب، والفلسفة، والفن، والدين، والرياضة، والسياسة وغيرها. ولكن مصطلح "مكتبة" لم يعد يقف عند هذا الحد، ولا سيما مع استحداث "المكتبة البشرية" التي تعتمد على "استعارة" الأشخاص بتجاربهم بدلا من الكتب.

بدأت فكرة هذه المكتبة من الدنمارك، التي استحدثت منذ 19 عاما "مكتبة الإنسان" و امتدت الفكرة في أكثر من 70 دولة بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية و بريطانيا.

تم انشاء المكتبة البشرية من قبل روني آبيرجل وشقيقه داني وزملاؤه أسماء منى وكريستوفر إريشن. ويقول روني أبيرجل: "المكتبة البشريّة هي مثل المكتبات الأخرى، لكنها تتيح استعارة خبرة أشخاص بدلاً من استعارة الكتب".

وتقول هذه المكتبة عبر موقعها الالكتروني "نقوم بتحدي الصورة النمطية والأفكار المسبقة في إطار إيجابي، حيث يتم قبول الأسئلة الصعبة ومحاولة الإجابة عنها".

تيح لك هذه المكتبة استعارة " الأشخاص" بدلاً من الكتب ، فكما تقوم بتفقد كتاب ورقي حول موضوع تهتم به، فبات باستطاعتك أن تتفقد كتباً بشرية تحمل تجارب مختلفة و ثرية.

بإمكانك مثلاً استعارة شخص بدين، أو أعمى، أو متشرد، أو لاجئ، أو شخص يعاني من انفصام الشخصية لسماع قصته و طرح الأسئلة التي تدور في ذهنك.

تهدف هذه المكتبة إلى تسهيل المحادثات وتحسين التفاهم بين الأشخاص الذين لا يتفاعلون كثيراً مع بعضهم البعض في الحياة الحقيقية، وإنشاء نوع من التماسك الاجتماعي. وتضم هذه المكتبة الآن مجموعة من الأشخاص من ثقافات وأديان وأعراق مختلفة، ويزورها الكثير من الناس من حول العالم.

والجميل في فكرة هذه المكتبة، هي أنها لا تتطلب سوى مكان معين، وأشخاص يرون قصصهم، وآخرون هم على استعداد للاستماع.

تويتر