ما هو الارتفاع الآمن للطائرات لتفادي "ضربات الطيور"؟

لا تزال الطيور تشكل تهديداً حقيقياً للمحركات النفاثة، وخصوصاً خلال مراحل الإقلاع والهبوط التدريجي، وعادة ما تكون الطائرات آمنة عندما تصل إلى ارتفاع 3 آلاف قدم فوق سطح الأرض مع قدرة عدد قليل من الطيور الوصول إلى هذه الارتفاعات، لكن بالرغم من ذلك فقد تم تسجيل حوادث لضربات الطيور على ارتفاع 30 ألف قدم.

وبحسب شبكة سلامة الطيران، فإن الغالبية العظمى من ضربات الطيور تحدث عندما تكون الطائرة قريبة من سطح الأرض، إلا أن التحدي على الارتفاعات الشاهقة يبقى قائماً أمام الطيارين، فبعض أنوع الطيور مثل النسر الأبقع أو المرقط قادر على التحليق حتى ارتفاع 37 ألف قدم، أما طيور الكركي الأوراسية فتستطيع الوصول إلى 33 ألف قدم، في حين أن أنواع طيور الإوز من فصيلة (Bar-headed goose) فبإمكانها الوصول إلى 29 ألف قدم.

ووفقاً لوكالة الطيران الفيدرالي الأميركية، فقد تم رصد نحو 13 ألف ضربة طيور ضد الطائرات المدنية خلال العام 2016 فقط في 622 مطاراً في أرجاء الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن 60% من هذه الحوادث سجلت خلال مراحل الهبوط والاقتراب التدريجي من المطارات ونحو 37% منها خلال عمليات الإقلاع، أما النسبة المتبقية فكانت على ارتفاعات شاهقة.

عموماً تم تصميم الطائرات لكي تتحمل ضربات الطيور، ويخضع الطيارون لتدريبات صارمة تؤهلهم التعامل مع هذه الحوادث، كما أن خسارة محرك واحد لن يتسبب في تحطم طائرة لأنها مصممة لكي تكون مؤهلة للطيران بمحرك واحد، وبحسب الشركات المصنعة للطائرات فإن تركيب أي أجهزة أو أنظمة لحماية المحركات من ضربات الطيور سيشكل عائقاً أما تدفق الهواء ما يمكن أن يؤثر سلبًا على التحكم بها.

ويقول المتخصص في سلامة الطيران، ستيفان لانديلز، لصحيفة "تليغراف"، إنه أثناء حوادث ضربات الطيور، يتم فحص المحرك بشكل دقيق بحثا عن الحطام، إلى جانب تنفيذ سلسلة من عمليات الفحص الإضافية"، مشيراً إلى أن ضربات الطيور الكبيرة يمكن لها أن تسبب حوادث خطيرة.

بدوره، يقول الطيار الأميركي ومؤلف كتاب "Cockpit Confidential"، باتريك سميث، إن الطيور لا تسد المحركات ولكن يمكنها أن تكسر الشفرات الداخلية وتصيبها بالضرر، ما يؤدي إلى فقدان الطاقة وتوقفها"، موضحاً أنه "كلما كان الطير أثقل وأكبر حجماً، كلما زادت احتمالات الضرر"، مضيفاً أن "إوزة متوسطة الحجم ستولد قوة تأثير بنحو 50 ألف رطل أثناء الضربة، وحتى الطيور الصغيرة تشكل تهديدًا للطائرات".

وهناك حادثة شهيرة للرحلة رقم 1549 التابعة لشركة الطيران الأميركية "يو إس أيرويز"، التي هبطت اضطراريا في مياه نهر هدسون في 15 يناير 2009، في رحلة من مطار لاغوارديا بنيويورك إلى مدينة تشارلوت في ولاية كارولاينا الشمالية، إذ أنه وبعد 90 ثانية من إقلاع الرحلة على ارتفاع 3200 قدم، أبلغ قائد الطائرة فقد السيطرة على كلا محركي الطائرة بعد اصطدامهما بالطيور.

تويتر