جيل الاتحاد

حسين الجسمي: نشوة الغناء للوطن قادتني إلى كسر الاحتكار

حسين الجسمي ولد في خورفكان بعد 6 سنوات من قيام الاتحاد. من المصدر

«الغناء للوطن تشريف أكثر من تكليف»، هي إحدى أهم مقولاته التي تترجم حرصه على الوجود الدائم في الفعاليات الوطنية، خصوصاً المرتبط منها بالاحتفاء بذكرى تأسيس دولة الاتحاد، وهو ما يؤكده الفنان حسين الجسمي الذي يشارك في أوبريت «ولاء وانتماء» في تصريحه لـ«الإمارات اليوم»، أحد بواعث قراري الانفصال عن التعاقد مع شركة إنتاج خاصة، هو رغبتي في التمتع بمزيد من الحرية، لإيجاد مساحة لا محدودة تتعلق برد الجميل للوطن، فكل عمل أشارك فيه سواء متغنياً باسمه، أو حاملاً ألوانه خارج الحدود، هي خطوات في طريق ممتد الأفق من أجل رد جميل، من المحال أن نصل إلى المنتهى في مسلكه.

الجسمي الذي وُلد بعد ست سنوات من إعلان الاتحاد تقريباً، وبالتحديد في 25 أغسطس عام ،1979 في خورفكان، التي نشأ وترعرع فيها، لم يكن يدري من حوله بأن هذا الطفل سيصبح يوماً ملهماً في عالم الأغنية الإماراتية، بل أحد أهم الأصوات الخليجية والعربية، وستتخطى شهرته الآفاق ليقيم حفلات ذات جماهيرية عالية داخل الوطن العربي وخارجه.

ورغم أن بعض المتابعين يرون أن مصادفة اشتراكه في مسابقة للهواة كانت تقام ضمن احتفالات «ليالي دبي» التي كانت تستضيف عدداً من أبرز نجوم الأغنية العربية كانت وراء شهرته، إلا أن مقربين من الجسمي كانوا متأكدين منذ نشأته أن موهبته الغنائية ستجد فرصاً متعاظمة للانتشار، لاسيما أن الفتى اليافع الذي بلغ من العمر نحو 17 عاماً حينما أطل على الجمهور لأول مرة من خلال «ليالي دبي» كان يمتلك إصراراً قوياً على اختزال طريق النجومية، وهو الأمر الذي بدا من خلال تصريحاته الواثقة بعد أن حصد بالفعل المركز الأول في فئة الهواة ضمن المسابقة.

تأسيس فرقة موسيقية مع الأخوة صالح وجمال كان خطوة في طريق احتراف الطرب بالنسبة لحسين، الذي أصبح صوتاً مطلوباً في الأفراح الشعبية، خصوصاً في المنطقة الشرقية، قبل أن يلمع نجمه من خلال لون طربي مميز، رغم بداياته التي ارتبطت إلى حد كبير بغناء أعمال الفنان عبدالكريم عبدالقادر.

التواضع الشديد مع السعي إلى التطوير وتجويد أدواته الفنية كانت أبرز القيم الفنية التي حرص الجسمي على التمسك بها ، فحظي بقبول ودعم رسمي وشعبي، لاسيما أنه تفاعل كثيراً مع معظم الأحداث الشعبية والوطنية في الدولة، فكان الجسمي حاضراً بشكل دائم في شتى المناسبات والفعاليات المهمة، وهو أمر جعله أيضاً مرشحاً للمشاركة في الكثير من المهرجانات والفعاليات الخليجية والعربية التي تكتسب صفة رسمية مثل افتتاح كأس الخليج لكرة القدم في اليمن، والافتتاح الرسمي لقناة «إم بي سي دراما» من خلال أغنية خاصة أعدت للحدث، ومهرجان الأغنية العربية في قطر، ومهرجان الأوسكار للأغنية في القاهرة.

اللافت في الجسمي أنه كان حريصاً بشكل دائم على تجنب الصدامات التي يشتهر الوسط الفني بها، فاكتسب قيمة خاصة في قلوب منافسيه قبل معجبيه وجمهوره، لذلك ندر جداً أن نجد اسمه معرضاً للهجوم من جهة ما بشكل شخصي، في مقابل أن أدق أخباره الفنية أصبحت محط متابعات إعلامية اتسع نطاقها، ليصبح الجسمي فعلياً أحد أكثر الفنانين العرب شعبية، انطلاقاً من اللون الإماراتي الذي أصبح بمثابة السفير له، فضلاً عن إجادته الغناء باللهجات الأخرى، فكانت أغانيه بالمصرية، وغناؤه بعض أعمال فيروز أحد مفاتيح مضاعفة شهرته الفنية.

تويتر