الفنلندي "آته" يروي لـ "الإمارات اليوم" قصة تسلق "إفريست"

"آته" خلال عبوره جسراً مؤقتاً تم نصبه على منطقة خومبو. من المصدر

تحدث المتسلق الفنلندي آته ميتينين، لـ موقع "الإمارات اليوم" عن تجربته بتسلق قمة إفريست، ضمن محاولته لتسلق أعلى سبع قمم على سطح الأرض، وما مثلته دبي ونجاحاتها بالنسبة لهذا التحدي .

وقال آته، المقيم في الدولة منذ خمس سنوات ، "أتسلق قمم الجبال منذ 10 سنوات، وبدأت مع قمة كليمنجارو في أفريقيا. حاولت أن أقوم بعمل شيء مختلف. كنت محظوظا لأنني سافرت لأكثر من 100 دولة. وبعد تسلقي لكليمنجارو ومشاهدتي المنظر من أعلى، فكرت بأن أجد لنفسي هدفاً، وهكذا بدأت فكرة تسلق القمم السبع."

وأشار آته أن التسلّق هواية خطرة وتتطلب الكثير من التحضيرات، قسمها إلى ثلاثة أقسام: أولها، المعدات التي تساعد على التسلق، وثانيها التحضيرات البدنية مثل التدريبات الشاقة، حيث كان يمارس الركض وصعود سلم بنايته، فضلا عن جر زوجته، وهي على عربة على الرمال من أجل التدرب على مشاق الصعود بصحبة المعدات، بينما كان ثالث أقسام التحضيرات، هي التحضيرات الذهنية، وبحسب آته ينبغي أن يكون المتسلق متهيئاً ذهنياً لمواجهة كم كبير من المتاعب خلال الرحلة، مضيفاً أن رحلته استغرقت شهرين، منها سبعة أسابيع تقريبا استغرقتها عملية الصعود إلى القمة والعودة.

وتحدث عن صعوبة التحضيرات بالقول، إن شخصاً من دبي، ولكونها بمستوى سطح البحر، لن يتمكن من الحياة فوق قمة إفريست أكثر من نصف ساعة، مضيفاً أن التدريبات كانت تشمل الصعود إلى مديات مختلفة بشكل تدريجي لتهيئة الجسم لمثل هذه التحديات.

وقال المتسلّق الفنلندي : أن معظم الجهات الراعية للرحلات الاستكشافية تطالب بفحوصات طبية للتأكد من الحالية الجسدية للمتسلق. منوهاً إلى أنه قام بفحوصات طبية في دبي، وسافر إلى لندن لرؤية طبيب متخصص بالارتفاعات العالية، قبل استهلاله الرحلة إلى إفريست.

وأشار آته أن عدد المشاركين في الرحلة من المتسلقين بلغ 10 أشخاص معظمهم أميركيين باستثنائه هو. بينما كان عدد كل الموجودين في الرحلة نحو 100 شخص، منهم أكثر من 80 نيبالي للمساعدة في الأمور اليومية للمعسكر، بالإضافة إلى الأدلاء.

وبشأن أول ما شعر به بعد التسلق، قال "بالنسبة لي استغرق التسلق نحو 8 ساعات من أعلى معسكر وحتى الوصول إلى القمة، ووصلت في وقت الغروب، وكان منظراً يخطف الأبصار،" لكنه أضاف "أن الشعور كان متناقضا، إذ تذكرت أنني نجحت بالصعود ولكن علي العودة إلى أسفل."

فرحة مزدوجة

خلال الحديث عن الرحلة وانطباعات عائلته بشأنها، كشف آته عن خبر سعيد آخر تلقاه خلال تسلقه أعلى قمة في العالم، إذ قال أن زوجته اتصلت به وأخبرته أنها اكتشفت أنها حامل في الأشهر الأولى، وأن الجنين قد يكون صبياً، مشيرا إلى أن تحديه القادم بصعود آخر قمة من القمم السبع في آلاسكا سيعقبه تحد جديد متمثل بالأبوة وتربية الطفل القادم.

وقال آته أن ما إن سمع بخبر الحمل حتى بدأ يفكر فيما إذا كان ما يفعله من مغامرة صحيحة في هذا الوقت، لكنه تلقى دعم زوجته حيث توصلا إلى أنه ينبغي ان يكمل ما بدأ به. مضيفا أنه "تواق لاصطحاب طفله القادم في مغامراته."

وأشار آته الى أنه سيعود للعمل من جديد في قطاع الاتصالات الذي يتخصص به. قائلا أنه متخصص بالاتصالات، وقام بإنشاء عدد من الشركات في عدد من البلدان في الشرق الوسط وأوروبا وأفريقيا وأميركا الشمالية.

دبي.. محفّز للنجاح

وبشأن علاقته بدبي، قال "آته" أنه وصل إلى دبي قبل خمسة أعوام، وأضاف "أن دبي هي أرض الفرص الحقيقية".

وقال آته "دبي مثلت لي حافزاً للمضي بالتحدي، لأنها أظهرت أن من الممكن عمل الكثير من الأشياء.

وأضاف " قبل 10 او 15 عاماً كان الناس يقولون كيف يمكن بناء مدينة كبيرة وجميلة وسط الصحراء، لكن هذا تحقق، ونفس الشيء حدث لي في مشروعي، فعندما فكرت في البداية عن كيفية تسلقّ أعلى قمم العالم، كان الأمر تحدياً كبيرا، لكن مثلما حدث لدبي، بدأ النجاح يتحقق خطوة فخطوة، مشدداً على أن دبي مثلت رمزاً للمشروع الذي عمل عليه، وأنه وزوجته والطفل القادم سيكونون سعداء بالبقاء في دبي لسنوات قادمة.

تويتر