البلدية: مسموح بـ «البناء» من 6 صباحاً إلى 8 مساءً.. و«صبّ الخرسانة» استثناء

«ضجيج منتصف الليل».. أعمال بناء تؤرّق سكاناً في دبي وتحرمهم النوم

مَطَالب بتنفيذ أعمال البناء ضمن أوقات تراعي الراحة العامة وتحافظ على جودة الحياة. أرشيفية

شكا عدد من سكان الأحياء السكنية في دبي الضجيج والإزعاج الناتجين عن أعمال البناء الليلية في بعض المواقع الإنشائية، مؤكدين في الوقت ذاته تقديرهم للمشروعات التطويرية المتسارعة التي تشهدها الإمارة، ودورها في تعزيز البنية التحتية ودعم النهضة العمرانية، ومطالبين بتنفيذ الأعمال ضمن أوقات تراعي الراحة العامة وتحافظ على جودة الحياة.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن ضجيج المعدات الثقيلة والآلات الميكانيكية يستمر حتى ساعات متأخرة من الليل، ويصل أحياناً إلى الثانية أو الثالثة فجراً، ما يحرمهم النوم ويؤثر في تركيزهم خلال العمل والدراسة، مشيرين إلى أن العمل في تلك المواقع يقوم على نظام ورديات ليلية متواصلة، ما يجعل الضجيج دون توقف، خصوصاً بعد منتصف الليل.

من جانبها، أوضحت بلدية دبي أن أعمال البناء مسموح بها يومياً من الساعة السادسة صباحاً وحتى الثامنة مساءً، مؤكدة أن تنفيذ أي أعمال للبناء خارج هذه الأوقات ممنوع وغير مسموح به، باستثناء الحالات التي تتطلب صبّ الخرسانة.

جاء ذلك رداً على شكوى لأحد المتعاملين عبر منصة «إكس» بشأن أعمال إنشائية وضجيج خلال ساعات الليل وعدم قدرته على النوم، حيث أفادت البلدية، بعد الاطلاع على المقطع المصوَّر المرفق، بأن النشاط الجاري هو أعمال صبّ خرسانة وهي من الأعمال التي يُسمح بتنفيذها على مدار الساعة.

وتفصيلاً، أوضح أحد السكان أنه تقدم بشكوى إلى الجهة المختصة وبعدها توقف العمل ثم عاد مرة أخرى، فيما قال آخر: «في كل مرة نتوقع أن ينتهي العمل يبدأون من جديد، الأمر أصبح مرهقاً ولا نعرف ماذا نفعل، ولم نعد نتحمل الضجيج، ونريد وضع حل لتلك الأعمال بحيث تستمر دون إزعاج للسكان في المناطق السكنية ولا تؤثر على حياتهم ونوم أطفالهم».

وطالب السكان الجهات المختصة بتشديد الرقابة على الأعمال الليلية، والتأكد من حصول المواقع الإنشائية القريبة من المناطق السكنية على التصاريح اللازمة، إضافة إلى التحقّق من التزامها بمستويات الضوضاء المسموح بها، كما دعوا إلى إنشاء آلية واضحة وسريعة لتلقي بلاغات الضجيج، والتعامل معها فوراً، إلى جانب إلزام الشركات باستخدام معدات منخفضة الضجيج وتنفيذ الأعمال الأكثر إزعاجاً خلال ساعات النهار متى أمكن.

ورصدت «الإمارات اليوم» مقطع فيديو متداولاً على منصات التواصل الاجتماعي حول استمرار أحد المواقع الإنشائية في تنفيذ أعمال بناء عند منتصف الليل، وسط ضوضاء عالية ناتجة عن استخدام معدات ثقيلة، وسجل الفيديو انتشاراً واسعاً بآلاف المشاهدات والتعليقات، معظمها من سكان يشتكون من الوضع نفسه.

وكتب أحد المعلقين على الفيديو: «هذه آخر محاولة لي، أتوسل لأي جهة معنية أن تتدخل، لم نعد نستطيع النوم»، فيما قال آخر: «الأصوات ترتفع بعد منتصف الليل وكأننا نعيش داخل ورشة عمل».

وقالت إحدى السيدات: «أطفالي يستيقظون مرتين أو ثلاثة يومياً بسبب الصوت، ونعيش في ضغط مستمر، وهذا يؤثر على مزاجهم ودراستهم»، بينما تساءل شخص آخر: «كيف يُسمح بهذا قانوناً؟ وأين الرقابة على مواقع العمل الليلي؟».

وأكد عدد من السكان التقتهم «الإمارات اليوم» أنهم يتوقعون أن تُدار هذه المشروعات الإنشائية وفق ضوابط توازن بين التطوير السريع الذي تتميز به دبي، وبين حق السكان في الهدوء وبيئة سكنية صحية.

وقال (أحمد.د) إنّه يقطن في إحدى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في دبي، حيث يجري إنشاء مبنى جديد لمواقف السيارات بالقرب من منزله، مشيراً إلى أن أعمال البناء في الموقع تستمر حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل من دون فترات هدوء، الأمر الذي يؤثر سلباً في قدرته على النوم المتواصل، وبالتالي على أدائه في العمل صباحاً، مضيفاً: «العمل يبدأ بعد 10 مساءً ويستمر حتى الثالثة فجراً، وحتى إغلاق النوافذ لا يخفّف من قوة وحدة الصوت».

وأضاف (جمال.أ) أنّه يسكن في منطقة تجري فيها أعمال صب خرسانية ضمن أساس مشروع قيد الإنشاء، وأنّ العمل يمتد حتى ساعات متأخرة من الليل، كما ذكر أنه تقدم بشكوى سابقاً فتوقفت الأعمال مؤقتاً، لكنها عادت مجدداً، من دون أن يعرف إن كان الموقع قد حصل على تصريح للعمل الليلي أم لا، متسائلاً: «هل هذا الوضع قانوني؟ وكيف يمكن تحقيق التوازن بين ضرورة البناء والتطوير وبين راحة السكان خلال ساعات الليل المتأخرة؟».

فيما أشاد (عبدالرحمن.أ) بكل الجهود التي تقدمها الإمارة في تطوير البنية التحتية وإنشاء المباني الجديدة لمواكبة النمو السكاني المتزايد في إمارة دبي، مشيراً إلى ضرورة تدخل الجهات المعنية بشأن الإزعاج الصادر من إحدى الفلل المجاورة، حيث تُنفذ أعمال صيانة تتضمن الضرب بالمطارق حتى ساعات متأخرة من الليل، ما يؤثر على عدم قدرته وعائلته على النوم بسبب تلك الأعمال.

من جانبه، أكد (إبراهيم.ش) أنّ السكان يدركون أهمية المشروعات العمرانية في دعم التنمية وتطوير البنية التحتية في الإمارة، إلا أنّ الحفاظ على التوازن بين وتيرة البناء وراحة الأهالي وحقهم في بيئة هادئة يظل ضرورة أساسية تسهم في رفع جودة الحياة، وتعكس توجه دبي نحو إنشاء مجتمعات سكنية مريحة ومتوازنة.

• السكان أشادوا بالمشروعات التطويرية، وطالبوا بمراعاة أوقات الراحة حفاظاً على جودة حياتهم.

• متضررون دعوا إلى إنشاء آلية لتلقي بلاغات الضجيج والتعامل معها فوراً، وإلزام الشركات باستخدام معدات منخفضة الضجيج.

تويتر