البصمة الشخصية تمنح علامتها مكاناً مميزاً في سوق مزدحمة

تجربة منزلية في صناعة الحلويات تهدي «ميرة» متجراً بمليوني درهم

ميرة خلال تسلمها الجائزة. من المصدر

من الشغف بالمطبخ، الذي رافقها طوال سنوات الدراسة، وصولاً إلى متجر مجهز في المنار مول بقيمة مليوني درهم.. هكذا انطلقت ميرة محمد إبراهيم الجمالي، البالغة من العمر 20 عاماً، في رحلتها الطموحة، إذ بدأت بتجارب منزلية في إعداد الحلويات، وتحولت إلى مشروع يحمل ملامح علامة تجارية واعدة في قطاع المأكولات والمشروبات.

وأعلنت جائزة «رأس الخيمة للإبداع - فئة المأكولات والمشروبات» أخيراً، فوز ميرة بـ«محل تجاري مجهز بمركز المنار مول»، تقدر قيمته بنحو مليوني درهم، عن مشروعها «ميرانا باتيسري».

وتقول ميرة لـ«الإمارات اليوم» إنها لم تتعامل مع شغفها باعتباره هواية عابرة، بل تشعر بأن ما تقدمه «مختلف، ويستحق أن يكون مشروعاً حقيقياً». وتوضح: «كنت حريصة على ألا يكون مشروعي مجرد مخبز تقليدي. الفكرة تجمع بين مخبز مختص بالحلويات المبتكرة، وكافيه يقدم مشروبات كلاسيكية وكيكات خاصة، إضافة إلى ورش تزيين كيك تفاعلية، وهذا الدمج أعطى هويتي طابعاً مختلفاً».

وعن الطريقة التي تصف بها مشروعها لمن لم يجرّب منتجاتها بعد، تقول ميرة: «أنا أصف مشروعي كتجربة كاملة، وليس مجرد منتج. من أول لقمة لآخر تفصيلة، كل شيء معمول بحب واهتمام. ما يميز ميرة إبراهيم أن كل وصفة من ابتكارها، وكل منتج له قصة وطابع مرتبط به، مع التركيز على التسويق الإبداعي وبناء علاقة ثقة مع الزبائن».

وعن التحديات، تقول إن الموازنة بين الدراسة وإدارة المشروع كانت أصعب ما واجهته.

وتضيف: «اشتغلت ليلاً ونهاراً لمدة شهر كامل قبل تقديم مشروعي للمسابقة، وحرصت على أن تكون كل تفصيلة مدروسة. الإيمان بالمشروع ودعم أهلي ساعداني على تجاوز كل شيء».

ولم تفكر ميرة، كما تقول، في التراجع في أي مرحلة، «الثقة بالنفس كانت دائماً أقوى من التعب. ليس عندي استعداد للتراجع، لأنني أعرف قيمة ما أقدمه».

وحصلت ميرة على الجائزة خلال الحفل الختامي للدورة الأولى من «جائزة رأس الخيمة للإبداع - فئة المأكولات والمشروبات» التي نظمتها مؤسسة سعود بن صقر لتنمية مشاريع الشباب، برعاية غرفة تجارة رأس الخيمة، وشهدها رئيس الغرفة محمد مصبح النعيمي، ضمن حضور جماهيري تجاوز 20 ألف زائر في «قرية المطاعم» بالمنار مول.

وأشاد النعيمي خلال الحفل بمستوى المشاركات والتنافس القائم على الشفافية والموضوعية ودعم ثقافة الإبداع بين الشباب، معتبراً أن الجائزة تسهم في تعزيز بيئة الابتكار وريادة الأعمال في الإمارة.

ورأى رئيس لجنة التحكيم نائب رئيس قطاع مراكز التسوق والتجزئة في المنار مول، لي نورثمور، أن ما لفت انتباه اللجنة لم يكن مجرد جودة المنتجات، بل حضور ميرة نفسها «بشغفها، وثقتها، وقدرتها على تقديم عرض مهني ناضج يفوق عمرها، وشعورها الواضح بهوية مشروعها».

وأكد أن «منتجاتها تحمل طابعاً منزلياً دافئاً، وبصمة شخصية تمنح علامتها مكاناً مميزاً في سوق مزدحمة».

أما عضو لجنة التحكيم الشيف التنفيذي المساعد أحمد غرة، فاعتبر أن ما ميّز ميرة هو قدرتها على بناء مشروع حقيقي «من دون أي دعم خارجي، مع فهم واضح لما تقدمه، وتسويق مدروس، وهوية تعمل عليها بنفسها». وقال: «تابعتُ عملها، ورأيتُ أنها تشتغل وتتعب وتقدم تفاصيل تهتم بها الشركات الكبيرة، مثل هوية التغليف وتعليمات المنتج. ميرة قادرة على تحقيق نتائج مذهلة مع قليل من دعم الخبراء والتسويق».

وبعد حصولها على متجر مجهز بقيمة مليوني درهم في المنار مول، تقول ميرة إن أولى خطواتها ستكون «دراسة تشغيل المحل بشكل دقيق من ناحية التكاليف، الفريق، الإنتاج، وتجربة العميل، لضمان بداية قوية ونمو طويل». وتؤكد أنها تخطط للتوسع في رأس الخيمة ثم بقية الإمارات، ومنها إلى دول مجاورة مستقبلاً.

وتقدم ميرة نصيحة للفتيات المترددات في بدء مشاريعهن: «أصعب خطوة هي البداية. بعدها تأتي التسهيلات. لا تترددي.. التجربة نفسها مكسب».

ميرة الجمالي:

. الموازنة بين الدراسة وإدارة المشروع كانت أصعب ما واجهته.

تويتر