أكد وجود مؤشرات على التأثر بمنخفض جديد آخر أسبوع في 2025
الجروان: مؤشرات إلى منخفض جديد في الأسبوع الأخير من 2025
أفاد رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إبراهيم الجروان، بأن الحالة الجوية التي تؤثر في الإمارات ودول الخليج، هذه الأيام، ناتجة عن التأثر بمنخفض جوي في الطبقات العليا مع هواء أبرد نسبياً، وتدفق رطب من الجنوب، بالتزامن مع امتداد لمنخفض جوي سطحي أدّى إلى تشكّل سحب متوسطة وعالية ورياح متغيرة الاتجاه، مع تكون سحب ركامية، مشيراً إلى وجود مؤشرات حالية إلى التأثر بمنخفض جوي آخر خلال الأسبوع الأخير من الشهر الجاري.
وقال لـ«الإمارات اليوم»: «تتكوّن مثل هذه الأنظمة الجوية، خصوصاً في فصلَي الخريف والشتاء، نتيجة للتداخل بين كتل هوائية باردة ورطبة من الشمال والشرق، وكتل أكثر دفئاً وجفافاً من الجنوب، ما يخلق عدم استقرار جوي مؤقتاً»، مشيراً إلى أن هذه الحالة تؤدي إلى هطول أمطار متفاوتة الشدة (خفيفة إلى متوسطة وغزيرة في بعض الأحيان في مناطق عدة) على أجزاء من الدولة.
وأضاف الجروان: «بعد انحسار المنخفض سيطرأ انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة خلال الأيام التي تعقب انحسار المنخفض، بمقدار لا يقل عن أربع درجات مئوية عن درجات الحرارة الحالية، وهذا يعد جزءاً من تأثير المنخفض نفسه (وليس موجة برد بسبب نزول كتلة قطبية أو كتلة سيبيرية أو تأثير واسع لدرجة حرارة متدنية)».
وبيّن أن موسم المنخفضات الجوية الشتوية المؤثرة في الخليج والإمارات، يتركز من منتصف نوفمبر إلى منتصف مارس، حيث تبدأ الفترة الانتقالية الربيعية، ويقل تأثير المنخفضات الشتوية، وتنشط الاضطرابات الجوية الربيعية، ويبدأ تأثير المرتفع شبه المداري الذي يتمركز خلال الربيع (أبريل ومايو) في شمال المحيط الهندي، ويمتد نحو شمال شرق إفريقيا وجنوب الجزيرة العربية، ويكون الأقوى والأكثر تأثيراً خلال الفترة من بداية يونيو إلى نهاية أغسطس مع ذروة النشاط، ويحد هذا المرتفع من نشاط تكون السحب أو هطول الأمطار.
وأشار إلى أنه خلال موسم المنخفضات الجوية الشتوية تتكرر المنخفضات الجوية بمعدل كل 10 إلى 15 يوماً خلال موسمها النشط، وأحياناً تأتي متقاربة (كل أسبوع تقريباً) إذا كان التيار النفاث نشطاً، أو تنقطع فترة تزيد على ثلاثة أسابيع عند سيطرة المرتفعات الجوية، لافتاً إلى وجود مؤشرات حالية على التأثر بمنخفض جوي آخر خلال الأسبوع الأخير من الشهر الجاري.
وشدد على أن متابعة الأرصاد الجوية تحمي المجتمع من المخاطر الطبيعية من خلال التنبيهات المبكرة للحالات الجوية العنيفة كالرياح القوية أو الأمطار الغزيرة أو الصواعق، والحد من الخسائر، وحماية الممتلكات، أو تجنب عرقلة حركة الناس وضمان انسيابية التنقل، كما في حالة السيول والفيضانات.
وهي تلعب دوراً في حماية الصحة العامة، إذ تساعد على توقع موجات الحر أو البرد الشديد، تلوث الهواء، والغبار، ما يمكّن الناس من اتخاذ الاحتياطات اللازمة، كما تدعم الجهات الصحية في التحضير لمواجهة الأمراض المرتبطة بالطقس، مثل أمراض الجهاز التنفسي أو الحساسية الموسمية، والتقلبات الجوية السريعة التي قد تتسبب في بعض الأمراض.
وأوضح الجروان أن موثوقية التوقعات الجوية تتأثر بفترة التوقع بشكل مباشر، وكلما زادت فترة التوقع، زادت احتمالية اختلاف الواقع، بحيث لا تصل صدقية نماذج التوقعات الجوية إلى 50% خلال مدة تزيد على 10 أيام تفصل عن موعد الحالة الجوية المتوقعة، وترتفع إلى 75% في مدة خمسة أيام من الموعد، وتتجاوز 90% في مدة يومين من الموعد.
وقال: «صدقية التوقع لفترة 48 ساعة +90%، يتم خلالها المباشرة بأية إجراءات إذا استدعت الحالة، والتوقع لفترة ثلاثة إلى خمسة أيام الصدقية فيه 70–85%، تكون جديرة بالاستعداد إذا استدعت الحالة، والتوقع لفترة من خمسة أيام إلى أسبوع المصداقية فيه 50–70%، وتكون المؤشرات جديرة بالمتابعة».
وأضاف: «والتوقع لفترة من أسبوع إلى أسبوعين الصدقية لا تتجاوز 50%، وتكون مجرد مؤشرات عامة، والتوقع لفترة تزيد على أسبوعين، تقل الصدقية فيه عن 30%».
وشدد على أنه كلما كانت التوقعات أكثر دقة، والتوعية في الوقت المناسب، والرسالة التوعوية أكثر وضوحاً، زادت قدرة المجتمع على الاستجابة وحماية الأرواح والممتلكات.
ولفت إلى أن التوقعات تعتمد على نماذج رياضية ومحاكاة حاسوبية للغلاف الجوي، تتم تغذيتها من بيانات الرصد، وهذه النماذج مبسطة وغير كاملة، فهي لا تستطيع تمثيل كل التفاصيل الدقيقة مثل حركة كل سحابة أو تيار هوائي صغير، كما أن البيانات الجوية تأتي من محطات أرضية، أقمار صناعية، رادارات، وبالونات جوية، تغطية البيانات غير متساوية في بعض المناطق، خصوصاً الصحراء أو البحار، ما يقلل دقة التوقعات، إضافة إلى أن هناك تفاصيل وتغيرات يومية تتعلق بالتضاريس، والمسطحات المائية، والمدن وسلوك الإنسان، يمكن أن يكون لها تأثير في الطقس، كما لا يمكن إهمال تأثير نشاطات أرضية مفاجئة كالزلازل والبراكين، أو تأثير نشاط العواصف الشمسية في منظومة الغلاف الجوي.
إبراهيم الجروان:
. انخفاض ملحوظ في الحرارة خلال أيام بعد انحسار المنخفض.
. متابعة الأرصاد تحمي من المخاطر الطبيعية من خلال التنبيهات المبكرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news