مودة

تقول أم: كيف نربي أبناءنا على حب اللغة العربية، بعد أن باتوا يفضلون الحديث باللغة الإنجليزية في كل تعاملاتهم، ويرفضون الحديث باللغة العربية وهم داخل المنزل، بحجة أن الإنجليزية أسهل لهم في التعبير عما يريدون؟

غرس حب اللغة العربية في نفوس الصغار يعد مسؤولية وطنية ودينية وأخلاقية، يجب على كل أب وأم الالتزام بها، وأن يدركا أن النظرة الإيجابية إلى اللغة تلعب أهمية كبرى، فإذا كانت النظرة إلى اللغة العربية نظرة مرموقة في المنزل، لن يكون لتعلم اللغة الأجنبية آثار سلبية على الأطفال، ولكن إذا لم ير الطفل اهتماماً بلغته الأصلية من والديه فسيهملها تدريجياً، أي أن إهمال اللغة لا يفرض من الخارج، بل من داخل المنزل.

لذا يجب تسمية الأشياء اليومية التي يراها الطفل داخل المنزل وخارجه باللغة العربية، حتى تكون أول لغة يتحدث بها.

كما أن أحد الأخطاء التي يقع فيها معظم الآباء والأمهات عند اختيار حضانة أبنائهم هو التركيز على الخدمات ووسائل الأمن والسلامة، وعلى مستواها في اللغات والرياضيات والعلوم، دون التطرق إلى مستواها في اللغة العربية، على الرغم من تأكيد الدراسات أن الأطفال الذين لديهم روابط قوية مع لغتهم الأم، يمكنهم اكتساب لغات أخرى بشكل أكثر سهولة، إضافة إلى أنهم الأكثر نجاحاً في الدراسة.

أستاذ محاضر في الثقافة والمجتمع بعدد من الجامعات الإماراتية

abayoumy@ey.ae

تويتر