خلال مؤتمر صحافي مع لانا نسيبة

مفوضة الاتحاد الأوروبي: الإمارات شريك استراتيجي يدعم جهودنا لتعزيز الاستقرار والازدهار

جانب من فعاليات المؤتمر الصحافي. وام

عقدت وزيرة دولة، لانا زكي نسيبة، أمس، في أبوظبي مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر الأبيض المتوسط، دوبرافكا سويكا، شدّدت خلاله دوبرافكا على أن دولة الإمارات تُعدّ شريكاً استراتيجياً للاتحاد الأوروبي، وهناك تعاون ممتد بين الجانبين لعقود، ويشكل هذا التعاون الاستراتيجي ركيزة أساسية في جهودنا المشتركة لتعزيز الاستقرار وتحقيق الازدهار والتنمية في المجتمعات.

وأكدت لانا زكي نسيبة، في مستهل المؤتمر الصحافي، أهمية الإعلان عن مفاوضات اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي، وقالت: «إنه لمن دواعي سروري أن نخطو هذه الخطوة المهمة نحو تعميق الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي، وهو ما يعكس قناعتنا المشتركة بأن التعاون بين دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي أمر أساسي لتحقيق الاستقرار والازدهار، وتوفير الفرص داخل منطقتنا وخارجها على المستوى العالمي».

وأضافت: «ملتزمون بالارتقاء بعلاقاتنا إلى مستوى أكثر طموحاً، ورأينا منذ وقت طويل الإمكانات الكبيرة غير المستغلة في العلاقة بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربي، ونرحب بالخطوات التي تم اتخاذها في بروكسل لبدء مفاوضات ثنائية مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بهدف إبرام اتفاقيات شراكة استراتيجية شاملة».

وأوضحت أن محادثاتنا المعمقة، لاسيما محادثات اتفاقية التجارة الحرة، تتقدّم بسرعة، مدعومة بأساس قوي من المصالح الاقتصادية المشتركة، مشيرة إلى أن آثارها الإيجابية ستنعكس على شعوبنا وشعوب القارة الأوروبية، إذ ستُعزّز الروابط التجارية وستتوسع فرص الاستثمار، كما سيتعمق التعاون بين مجتمع الأعمال في الجانبين.

وقالت إن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي نتفاوض بشأنها الآن، ستوفر هيكلاً منظماً للتعاون في المجالات الحيوية والملحة مثل الرقمنة، والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة وغيرها.

وأضافت أن «شراكتنا تتجاوز التأثير الاقتصادي، فهي تجسد مسؤولية مشتركة للإسهام في الاستقرار العالمي والإغاثة الإنسانية، ويُشكل تعهد دولة الإمارات بتقديم 550 مليون دولار أميركي لدعم خطة الاستجابة الإنسانية الشاملة التي أطلقتها الأمم المتحدة، التزامنا بضمان أن التعاون الدولي لا يوفر الازدهار فحسب، بل أيضاً الكرامة والأمل لأكثر المجتمعات ضعفاً حول العالم».

وقالت إن مهمتنا الآن هي ترجمة هذا التحالف المتنامي مع الاتحاد الأوروبي إلى نتائج ملموسة، والانتقال من النوايا الاستراتيجية إلى التنفيذ العملي، وضمان أن تُحقق شراكتنا فوائد قابلة للقياس لشعوبنا ولقطاعاتنا الخاصة وللمجتمع الدولي الأوسع.

من جانبها، أكدت دوبرافكا سويكا أننا نخطو اليوم خطوة مهمة في مسار علاقتنا الاستراتيجية، مع الإعلان عن مفاوضات اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات.

وقالت: «يرتكز هذا الإعلان على تعاوننا الممتدّ منذ عقود، وعلى الأجندة الطموحة التي وضعناها في عام 2024 والتي تمضي قدماً برؤية طويلة المدى في إطار استراتيجية الاتحاد الأوروبي لعام 2032، ومن خلال هذه المفاوضات نهدف إلى وضع أجندة حديثة وطموحة وتنفيذها، ونؤكد أننا نسعى إلى تعزيز الأهمية الاستراتيجية للعلاقة بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات».

وأكدت أن دور أوروبا في بناء هذا التعاون الاستراتيجي هو عنصر أساسي في تعزيز الاستقرار والازدهار، ونحن نرى في دولة الإمارات شريكاً استراتيجياً في هذا الجهد، وتُعدّ اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي نطلقها اليوم أداة رئيسة ضمن إطار علاقاتنا المشتركة.

ورداً على أسئلة لعدد من ممثلي وسائل الإعلام حول اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة ومفاوضات التجارة الحرة بين دولة الإمارات الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ملف السودان، قالت لانا نسيبة إنه بشأن محادثات التجارة، نحن نجري محادثات مثمرة للغاية، ودولة الإمارات تضاعف جهودها في مجال التجارة، ولديها سجل حافل في التقدّم السريع والجريء في اتفاقية التجارة، وسجلها يتحدث عن نفسه، حيث تم توقيع 31 اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة في ثلاث سنوات فقط.

وعن ملف السودان قالت: «إننا في مشاورات منتظمة بشأن الصراع المروّع الجاري في السودان، ونرحب بقرار البرلمان الأوروبي لدعم جهود الوساطة في السودان، وكذلك بنتائج اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين الذين أكدوا في ختامه، أولوية جهود الوساطة من أجل التوسط للوصول إلى هدنة إنسانية فورية في السودان، يليها وقف دائم لإطلاق النار، وانتقال إلى حكومة مدنية مستقلة في السودان»، مؤكدة أن هذا هو الأساس الجوهري لجهود الوساطة التي ندعمها بالكامل، ونحن نجتمع بانتظام مع نظرائنا الأوروبيين بشأن شروط التهدئة.

وأشارت إلى أن بيان المجموعة الرباعية، الصادر في سبتمبر، يُمثّل خطوة تاريخية نحو وقف القتال، وإنهاء الحرب الأهلية بين الطرفين المتنازعين، ورسم خريطة طريق واقعية للتهدئة، كما أن المجموعة الرباعية أكدت أن السودان يجب ألا تُحدّد مستقبله الجماعات المتطرفة، ولا أن يصبح دولة هشة يجد فيها الإرهابيون ملاذاً آمناً، فالحكومة المدنية المستقلة هي الطريق نحو سودان مستقر وآمن.

لانا نسيبة:

• نرحب بالخطوات التي تم اتخاذها في بروكسل لبدء مفاوضات ثنائية مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

تويتر