مودة

. ابني يتعرض للتنمر من أطفال العائلة بسبب تلعثمه في الكلام، ويقوم بإفراغ غضبه في أشقائه الصغار، ويمارس عليهم التنمر والعنف. كيف أتصرف؟

شكّل التنمر في الآونة الأخيرة ظاهرة مقلقة، استوجبت الوقوف عندها، واتخاذ ما يلزم لمكافحتها والقضاء عليها، وذلك لكونها تتعلق بمصير الأجيال وبناة المستقبل، لكن لا يمكن الحديث عن التنمر إلا في حالة عدم التوازن في الطاقة أو القوة، أي في حالة وجود صعوبة في الدفاع عن النفس، أما حينما ينشأ خلاف بين طفلين أو شابين متساويين تقريباً من ناحية القوة الجسدية والطاقة النفسية، فإن ذلك لا يسمى تنمراً، وكذلك الحال بالنسبة لحالات الإثارة والمزاح بين الأصدقاء، إلا في حالة التكرار رغم ظهور علامات الضيق والاعتراض لدى من يتعرض له.

وقد يتسبب التنمر في أمراض مزمنة للمتنمر والمتنمر عليه، لذا لا يجب التعامل مع المتنمرين في الأماكن العامة، أمام الآخرين، حتى لا يتمادوا في أفعالهم. وبدلاً من ذلك، ينبغي اصطحابهم جانباً لإجراء محادثة خاصة لمعالجة سلوكهم، وتأكيد أنه غير مقبول، وتعريفهم بالعواقب والقوانين الرادعة، وإتاحة الفرصة لهم، كي يرووا جانبهم من القصة، وجعلهم يتعاطفون مع ضحيتهم، ثم البحث عن طرق لمكافأتهم أو مدحهم على السلوكيات الإيجابية.

كما أن التعامل مع الطفل المتنمَر عليه (الضحية) يحتاج إلى كثير من الرعاية والحنان والصبر، فعلى الوالدين أن يتحملا مسؤوليتهما من خلال مراقبة التغيّرات التي طرأت على حياته، وبدأت تؤثر سلباً في حالته النفسية والبدنية، والجلوس معه، والاستماع له، ووضع الحلول لمساعدته وإعادة الثقة إليه.

أستاذ محاضر في الثقافة والمجتمع بعدد من الجامعات الإماراتية

 

تويتر