«قمة المعرفة 2024» تستكشف آفاق الذكاء الاصطناعي وتأثيره في المحتوى الرقمي

جانب من جلسة «مفاهيم جديدة للمعرفة في عصر الواقع الافتراضي». وام

قدمت النسخة التاسعة من قمة المعرفة في يومها الثاني والأخير، أمس، جلسات حوارية حول المجالات الواسعة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وطرق الاستخدام الأمثل له على المستوى الشخصي والمهني.

وفي جلسة بعنوان «مفاهيم جديدة للمعرفة في عصر الواقع الافتراضي»، قدم مستشار وباحث ومتحدث في سياسات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتر بسكواريلي، شرحاً حول تطور مفهوم المعرفة، وسبل اكتسابها في ظل التطور التكنولوجي الحاصل، وتناول أهم الفرص والتحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي في مجال التعلّم والتدريب والمعرفة بصورة عامة.

وأوضح أن الإنترنت فتح آفاقاً غير مسبوقة لاستكشاف العالم بلمسة واحدة، فمنذ عام 2022 شهد الذكاء الاصطناعي نمواً هائلاً حيث جذب أكثر من 100 مليون مستخدم خلال ثلاثة أشهر فقط، ما أدى إلى تدفق كبير في الاستثمارات في هذا المجال كما أسهم الذكاء الاصطناعي في تسهيل الوصول إلى المعلومات وتوفير فرص واسعة للاستثمارات المتقدمة.

وتوقع بسكواريلي أن يشكل الذكاء الاصطناعي نحو 90% من المحتوى الرقمي العالمي بحلول عام 2030، محذراً من المخاطر المحتملة للتزييف العميق وما قد يسببه من ارتباك اجتماعي يصعب فيه التفريق بين الحقيقة والتزييف.

وأكَّد بسكواريلي أن مفهوم الحقيقة في عصر الذكاء الاصطناعي يتغير بشكل جذري، مشدداً على أهمية التحقق من واقعية المحتويات التي تتم مشاهدتها عبر الشاشات قبل قبولها كحقائق.

من جهة أخرى تناولت جلسة «قوة المرونة نحو أداء استثنائي ومستدام» الطريقة المثلى لبناء العقلية المرنة اللازمة لتحقيق أداء متفوق في شتى مجالات الحياة والعمل، حيث تحدث خلالها الرئيس التنفيذي لمجموعة «كرييت» وممارس رياضات التحمل الفائق، توم أوتون، عن رحلته مع مرض السرطان، موضحاً أن صدمة تشخيصه بالمرض بمثابة نقطة تحول في حياته، حيث تعافى جسدياً لكنه أدرك أن التغيير الأكبر كان نفسياً.

وأكد أوتون على أهمية التعلم من هذه التجارب وتوظيفها في بناء القوة الشخصية، معرّفاً الصمود بأنه القدرة على الحفاظ على التماسك في الأوقات الصعبة وأن الأمل وحده ليس استراتيجية بل الدافع الذي يحفزنا على العمل بجد لتطوير أنفسنا وتوجيه مساراتنا نحو النجاح.

وقدمت المؤثرة وصانعة المحتوى، رواء الجلاد، في جلسة «نصائح وحلول في الذكاء الاصطناعي لكل يوم» نظرة عامة حول كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب الحياة اليومية من تعليم ورياضة وصحة، واستخدامه لحل المشكلات الشائعة التي يواجهها الإنسان، بالإضافة إلى بعض النصائح المميزة للوصول إلى أقصى استفادة ممكنة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي المختلفة، واستعرضت الجلاد أداة البحث seekall.ai التي تمثل حلاً متقدماً يساعد على تنظيم عمليات البحث والتحليل عبر الإنترنت ما يسهم في أتمتة جمع المعلومات والبيانات المتاحة على الشبكة بشكل فعال وسلس.

كما تطرقت إلى أداة الكتابة «Diffchevher» التي تلعب دوراً مهماً في معالجة النصوص والبيانات وتسهيل عملية التعامل مع المحتوى المكتوب، موضحة أن هاتين الأداتين وغيرهما لا توفر الوقت فحسب بل ترفع أيضاً من جودة الحياة عبر تحسين دقة التحليل وتنظيم المعلومات، ما يسهم في تحسين إنتاجية الأفراد وتسهيل حياتهم اليومية.

وقدمت جلسة «من الفكرة إلى التنفيذ: مشروعك الأول في الذكاء الاصطناعي»، التي شارك فيها مدير شركة «تري هايف ستراتيجي»، دونالد فارمر، عرضاً شاملاً حول الأساسيات اللازمة للبدء بمشروعات الذكاء الاصطناعي، وتحدث فارمر عن كيفية تحويل الأفكار إلى مشروعات قابلة للتنفيذ باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مع التركيز على أهمية التخطيط الجيد وتحديد الأهداف الواضحة واستغلال الموارد المتاحة بشكل فعَّال لتحقيق النجاح، كما سلَّط الضوء على الأدوات والمنهجيات التي تسهّل عملية تطوير الحلول المبتكرة في هذا المجال ما يجعل الذكاء الاصطناعي أكثر وصولاً وقابلية للتطبيق للمبتدئين ورواد الأعمال.

وتطرقت ورشة بعنوان «وراء عدسات الكاميرات: ابتكارات قائمة على الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام»، قدمها صانع أفلام واقع افتراضي، كريم سعد، إلى الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام وكيفية استخدامه لابتكار تقنيات وأدوات جديدة من شأنها تحسين جودة الإنتاج وتسريع عملياته وفتح آفاق جديدة في صناعة السينما.

وناقش سعد التأثير الإيجابي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مراحل ما قبل وبعد الإنتاج، مثل تحسين المؤثرات البصرية وتطوير تقنيات التصوير المتقدمة، وكذلك أتمتة بعض العمليات الروتينية التي تتيح للمبدعين التركيز بشكل أكبر على الجانب الفني والإبداعي، ما يمهّد الطريق لمستقبل أكثر ذكاءً وإبداعاً في عالم صناعة الأفلام.

 

تويتر