أبرزها الرغبة في التصوير والانشغال بغير الطريق وتجاوز السرعات
سلوكيات سلبية تورط سائقين في مخالفات خطرة خلال موسم الأمطار
أكدت تقارير شرطية وجود سلوكيات سلبية يرتكبها سائقون خلال مواسم الأمطار ونزول الضباب والمنخفضات الجوية، تتسبب في حوادث جسيمة، قد ينتج عنها وفيات وإصابات، فضلاً عن الخسائر المادية التي تلحق بالمركبات، مشيرة إلى تعمد سائقين قيادة مركباتهم على طرق تغمرها مياه الأمطار الغزيرة، والقيادة بسرعة عالية، على الرغم من تدني مستوى الرؤية الأفقية بسبب الضباب، والاقتراب من الأودية أثناء جريانها.
وأكدت وزارة الداخلية، في حملاتها للتوعية خلال فترات التوقعات بتقلبات الطقس، أن عدم التزام الإجراءات الوقائية التي تتعلق بالتصرف الآمن خلال أوقات الطوارئ وحالات الجو الشديدة، يعرّض السائق للمخالفة، ومن ذلك دخول الأودية أثناء جريانها (أياً كان مستوى خطورتها)، وغرامتها 2000 درهم و23 نقطة مرورية، إلى جانب حجز المركبة 60 يوماً.
وحذّرت شرطة أبوظبي من خطورة تصوير السائق أو انشغاله بغير الطريق، داعية السائقين إلى التزام القيادة الآمنة على الطرق الداخلية والخارجية أثناء هطول الأمطار والتقلبات الجوية، وعدم الاقتراب من أماكن جريان الأودية وتجمعات المياه، واتباع إرشادات وتعليمات الجهات المختصة، حفاظاً على سلامة الجميع.
وتسببت الأمطار الغزيرة وتجمعات المياه في وقوع حوادث مرورية على مستوى الدولة خلال السنوات الماضية، لاسيما في أشهر ديسمبر ويناير وفبراير.
وأكد عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إبراهيم الجروان، لـ«الإمارات اليوم»، أهمية وضع التوقعات الجوية والتنبيهات التي قد تصاحب بعض أحوال الطقس من المراكز المختصة موضع العلم والتنفيذ.
وأضاف: «يتركز موسم الأمطار الرئيس بين شهري ديسمبر ومارس، كما تتوافر فرصة هطول الأمطار خلال نوفمبر وأبريل».
وتابع: «يدور المعدل العام للأمطار بين 100 و110 مم سنوياً، فيما شهدنا خلال السنوات الـ30 الماضية، تجاوز هطولها 200 مم، وتراجعه في سنوات أخرى إلى 50 مم»، مشيراً إلى وجود تفاوت في نسب الهطول.
وأشار الجروان إلى وجود «تحديات بالغة التعقيد تصاحب هطول الأمطار الغزيرة، وتتطلب من السائقين مهارات قيادة متقنة، لتجنب الحوادث والأضرار المتوقعة»، مؤكداً تزايد المخاطر المتعلقة بالسلامة على الطرقات عند هطول الأمطار الغزيرة.
وقال: «على كل من أراد المغامرة أو كان مضطراً للقيادة أثناء الأمطار الغزيرة الإلمام بآثار الأمطار على قيادة المركبات، حيث يزيد الطريق المبلل من مسافة التوقف التي تحتاجها السيارة، وهذا يعني أنه يجب على السائق زيادة مسافة التباعد بينه وبين السيارات الأمامية لتفادي الاصطدام، بسبب قلة كفاءة كابح الحركة، إضافة إلى أن الأمطار تتسبب في خفض مستوى الثبات على الطريق، ما يزيد من خطر الانزلاق وفقدان السيطرة على السيارة، إضافة إلى ضرورة تجنب المناطق المغمورة بالمياه، خاصة للسيارات غير المرتفعة، والقيادة بحذر عند عبور البرك المائية.
وحذر الجروان من خطورة مجاري السيول والوديان في الأجواء غير المستقرة، سواء هطل المطر في المنطقة أو في مكان آخر يصب في مجرى هذا السيل أو الوادي، إذ «يمكن أن يندفع بقوة وعنف فجأة جارفاً كل شيء أمامه».
ونبّه إلى أهمية أخذ الحيطة أثناء القيادة خلال نزول الضباب، وتشكل ضباب الأمطار، الذي يتزامن مع هطول أمطار متوسطة وغزيرة، وضباب البحار الذي يتشكل نتيجة هبوب تيارات بحرية دافئة إلى مناطق باردة.
وأشار إلى أن الضباب في الإمارات يتركز بشكل عام بين موعدين رئيسين في أكتوبر ومارس، ويأتي بمعدل أقل خلال شهري سبتمبر وفبراير، حيث يمكن أن يتكرر تشكل الضباب لأكثر من 20 يوماً في أكتوبر وديسمبر ويناير، وأكثر من 15 يوماً في نوفمبر وفبراير ومارس.
وتعتمد كثافة الضباب على الظروف الخاصة بمنطقة التشكل، التي عادة ما تكون على المناطق البرية الصحراوية، حيث التبريد عالٍ خلال الليل، ثم يغطي المناطق الساحلية التي عادة ما يحد وجود البحر بقربها من التفاوت الكبير في درجات الحرارة، على الرغم من أن البحار هي مصدر الرطوبة الرئيسة، وكلما زادت سرعة الرياح السطحية تقل فرصة تشكل الضباب.
ويعدّ الضباب من الظواهر الجوية المؤثرة سلباً، التي قد تؤدي إلى انخفاض مستوى الرؤية الأفقية، والتي تصل في بعض الأحيان إلى ما دون 100 متر أو انعدام الرؤية، وهو ما قد يتسبب في حوادث المركبات وعرقلة حركة الطائرات نتيجة انعدام الرؤية.
وحذّرت كل من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والكوارث والأزمات ووزارة الداخلية وأجهزة الشرطة، عبر منصاتها الرقمية، من الاقتراب من مجاري السيول والأدوية وتجمعات المياه في حالات تقلب الطقس وشدة الأمطار والرياح.
ودعت وزارة الداخلية السائقين خلال تقلب أحوال الطقس وشدة الأمطار والرياح إلى الحرص على الاستماع لنشرات الطقس من المصادر الرسمية، واتباع النصائح والإرشادات من الجهات المعنية، وتفقد المركبة وصلاحية الأضواء ومسّاحات الزجاج والإطارات، وقيادة المركبة بهدوء وحذر، وتجنب السرعة في كل الأحوال، والابتعاد عن مجاري السيول والأودية وتجمعات المياه.
كما حثت وزارة الداخلية مستعملي الطريق من قائدي المركبات والمشاة على الالتزام ببذل أقصى عناية للحيطة والحذر اللازمين، وعدم تعريض حياتهم أو حياة الآخرين للخطر، واتباع قواعد وآداب المرور وإشاراته وعلاماته، وتنفيذ تعليمات رجال الشرطة والمرور في مسلكهم، وتنفيذ تعليمات رجال الشرطة والمرور والدفاع المدني وموظفي هيئات الطوارئ والكوارث والأزمات في حالات الطوارئ والكوارث والأزمات، وعدم الإضرار بالآخرين أو إعاقتهم أو مضايقتهم.
من جانبها، أكدت شرطة أبوظبي أن السلوكيات السلبية والأخطاء الجسيمة التي يرتكبها بعض السائقين تشكل خطورة بالغة على السلامة المرورية.
وقال رئيس قسم الإعلام الأمني في شرطة أبوظبي، المقدم ناصر عبدالله الساعدي، لـ«الإمارات اليوم»، إن شرطة أبوظبي أطلقت أخيراً حملة درب السلامة الثانية، انطلاقاً من الأولوية الاستراتيجية لشرطة أبوظبي بشأن أمن الطرق، التي تهدف إلى تعزيز التوعية والثقافة المرورية، وتثقيف اللوائح المرورية.
ومن ضمن محاور الحملة التركيز على التوعية من سلوكيات القيادة السلبية خلال الأجواء الماطرة وتقلبات الطقس.
وقال إن شرطة أبوظبي تطبّق منظومة خفض السرعات أثناء الأحوال الجوية المتقلبة، وهي إحدى الوسائل المبتكرة لمشروع المدينة الآمنة، إذ تدعو إلى التزام القيادة الآمنة وبالسرعات المحددة أثناء تشكل الضباب أو تساقط الأمطار، أو انتشار الغبار أو وقوع حوادث أو وجود أعمال صيانة في بعض الطرق.
وشرح الساعدي أن المنظومة تعمل على تنبيه السائقين لتغيير السرعات، وترك مسافة أمان كافية، وعدم الانشغال بغير الطريق أثناء القيادة، وذلك عبر ثماني وسائل مبتكرة تحذيرية، هي الشاشات الإرشادية الإلكترونية، ومنظومة الإنذار المبكر (الرسائل التحذيرية)، والشواخص (تنبيه السائقين لتغيير السرعات)، وأنظمة الضبط الآلي (تخفيض السرعات)، والتنبيهات العاجلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومنظومة النقل العام (منع سير الحافلات والشاحنات أثناء خفض السرعات في الضباب)، وتنبيه السائقين في حالات الطوارئ (وميض الإضاءات)، ونظام مركز الأرصاد الوطني، وحساسات رصد نسبة الرؤية.
وأكد المستشار القانوني الدكتور يوسف الشريف أن شركات التأمين تلتزم بموجب الوثيقة الموحدة ضد الفقد والتلف، أو ما يعرف بالتأمين الشامل، وليس التأمين ضد الغير، تعويض أضرار المركبات نتيجة الأمطار، لأنها تعدّ من حالات التلف الناتجة عن ظروف الطقس الاعتيادية التي تغطيها تلك الوثيقة، ما لم يصدر قرار من الدولة باعتبار هذه الأمطار كارثة طبيعية، وتكون التغطية إما بإصلاح المركبات أو التعويض عن أضرار المركبة المؤمنة.
ولفت الشريف إلى تحديد مدى جدوى الإصلاح أو التعويض وقيمته بعد معاينة السيارة من قِبل متخصصين في شركات مقدري الخسائر التي تتعاقد معها شركات التأمين، وفي حال الخلاف مع شركات التأمين في هذه الأمور، يتم اللجوء للجان فض المنازعات التأمينية لدى المصرف المركزي.
3 مخالفات
■ «دخول الأودية أثناء جريانها، أياً كان مستوى خطورتها»
• الغرامة 2000 درهم و23 نقطة مرورية، إلى جانب حجز المركبة 60 يوماً.
■ «التجمهر بالقرب من أماكن الأودية والسيول والسدود خلال الأجواء الماطرة»
• الغرامة 1000 درهم و6 نقاط مرورية تُضاف إلى ملف السائق.
■ «إعاقة الجهات المختصة عن القيام بأعمالها بشأن تنظيم حركة السير والمرور والإسعاف والإنقاذ أثناء الطوارئ والكوارث والأزمات وسقوط الأمطار وجريان الأودية»
• الغرامة 1000 درهم و(4) نقاط مرورية وحجز المركبة 60 يوماً.
منظومة خفض السرعات
يعد تفعيل منظومة خفض السرعات خلال أوقات الأحوال الجوية المتقلبة إجراء وقائياً وقتياً، يهدف إلى الحد من الحوادث المرورية، بسبب انعدام الرؤية على الطرق.
ويتوجب على السائقين من تلقاء أنفسهم خفض السرعة إلى 80 كيلومتراً في الساعة عند مشاهدة نزول الضباب أو الأمطار أو الغبار، حماية لأنفسهم ومستخدمي الطريق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news