مسؤولون وأكاديميون: نشر أخلاقيات زايد بين الأجيال يحتاج إلى «تأسيس» منزلي و«تدريس» في المدارس

«عيال زايد».. لقب وضع أبناء الإمارات بين خير شعوب الأرض

صورة

«عيال زايد.. هذه الكلمة أرجو أن تُقال في المكان الصح وفي الزمان الصح وللعمل الصح».. رسالة وجّهها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قبل ما يقرب من عقد من الزمان، لتكون بمثابة تكليف أخلاقي يتحلى به أبناء الإمارات داخل الدولة وخارجها، ليبقى اسم الوالد المؤسّس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، مقترناً بحسن قول وفعل وعطاء أبنائه.

و«عيال زايد»، مثلما يراهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لا يحملون اسمه وحرصه على وطنه فقط، بل يحملون أيضاً قيمه وأخلاقه وسعة صدره وتسامحه وحبه لكل الناس، لأن الوالد المؤسس أعطى الجميع، وعلّم الجميع، وأحب الجميع، فأحبوه جميعهم على اختلاف أصولهم وقبائلهم وطوائفهم ومذاهبهم وحتى دياناتهم، بل وأورثوا حب زايد لأبنائهم وأحفادهم.

مسؤولون وخبراء وأكاديميون أجمعوا على أن «عيال زايد» هو لقب وضع أبناء الإمارات بين خير شعوب الأرض، وأكثرهم اعتزازاً وفخراً بقائدهم الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وحرصاً على مواصلة رسالته لخدمة الإنسان، مؤكدين أن الضمانة المُثلى لنقل أخلاقيات الوالد المؤسس بين الأجيال، تتمثل في حرص الأسر على تأسيس أبنائها في البيوت على «سيرة زايد»، والتزام الجهات التعليمية بتدريس «مسيرته الإنسانية» في المناهج المدرسية، ليبقى لقب «عيال زايد» اسماً على مُسمّى.

ترى النائب الثاني لرئيس المجلس الوطني الاتحادي، مريم ماجد بن ثنية، أن الشعب الإماراتي يعد أكثر شعوب العالم ترابطاً معنوياً وعاطفياً مع قائدهم ووالدهم المؤسس لدولتهم، وهو ما يفسّر مشاعر الفخر والاعتزاز التي يشعر بها أي إماراتي حين يخاطبه الناس خارج الدولة بلقب «عيال زايد»، مشيرة إلى أن هذا اللقب يحمل في طياته كل أسباب الفخر والاعتزاز برجل بنى وطناً، ورفع بنيان دولة وأرسى قواعد اتحاد، وترك بعد رحيله إرثاً عظيماً من التسامح والمحبة والفضائل والأخلاق، لشعب متماسك صلب المراس قوي العزيمة والإرادة، أحرص ما يكون على الحفاظ على هذه المكتسبات.

وتؤكد بن ثنية أن لقب «عيال زايد» مثلما يُعبّر عن علاقة أبوية تجمع أبناء الإمارات بالأب المؤسس للدولة، فهو أيضاً صفة تعكس كل المعاني الإنسانية النبيلة لكل من يتصف بها، قائلة: «على أرض الإمارات، الجميع عيال زايد، (مواطنون ومقيمون وحتى الزائرون)، فالجميع سواسية في الحقوق والواجبات، والكل ينتسب روحياً وفكرياً إلى أب واحد، أُطلق عليه حكيم العرب».

فيما يقول المدير التنفيذي لمؤسسة «وطني الإمارات»، ضرار بالهول الفلاسي: «استوقفتني ذات مرة عبارات مؤثرة استخدمها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أثناء حديثه عن معنى لقب (عيال زايد)، حيث أشار سموّه آنذاك إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حين يخاطب أبناء الإمارات بعبارة (عيال زايد)، فهو يقصد كل المعاني النبيلة التي تعبّر عنها هذه العبارة من علاقتنا الأبوية بمؤسس الاتحاد، إلى علاقتنا الأخوية بصاحب السمو رئيس الدولة»، موضحاً أن ما قاله سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، يمثل بحد ذاته رسالة عميقة الدلالة عن طبيعة دولة الإمارات وطبيعة العلاقة بين الأب المؤسس، طيب الله ثراه، وبين شعبه، وكذلك بين القيادة الرشيدة اليوم وهذا الشعب الوفي الذي نهل من نبع زايد، وتعلم في مدرسته الأخلاقية العظيمة.

ويضيف الفلاسي: «حين نكون جميعاً (عيال زايد)، فذلك يمثل أنصع ترسيخ لفكرة البيت المتوحد، الذي يرى فيه المواطنون جميعاً أنفسهم مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، لا تتوقف علاقتهم بالوطن عند حد، فهم جميعاً ينتسبون روحياً وفكرياً إلى أب قائد واحد، وهم جميعاً إخوة في هذا الرباط الوطني الصلب لقادتهم من أبناء ذلك الشيخ العود، لذلك يتباهى الإماراتيون حين يقولون نعم نحن عيال زايد في ما ورثناه عنه، رحمه الله، من محبة الوطن، وعمق الانتماء للوطن، وقبل ذلك وبعده، ما توارثناه عبره، رحمه الله، وعبر آبائنا وأجدادنا، وما سنورثه لأجيال المستقبل من تقاليد وقيم وسنع تشكل في مجموعها الشخصية الوطنية الإماراتية، التي تلخصها اليوم كلمتان اثنتان لا غير، هما: عيال زايد».

بدورها تقول أستاذ الصناعات الإبداعية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات، الدكتورة بدرية الجنيبي: «عندما نتحدث عن عيال زايد فإننا نتحدث عن الوسطية والاعتدال والأخلاق والاحترام والتسامح والتعايش ومحبة الخير للآخرين، فقيم زايد متجذرة في أعماق قلوب أبنائه، إذ كان الوالد المؤسس، طيب الله ثراه، ينصح أبناءه دائماً بالمحافظة على دينهم ووطنهم وأخلاقهم وقيمهم، وهو ما جعل سمعة الإماراتي دائماً مرتبطة بالخير، ومذكورة بجميل الأوصاف وطيّب الكلام».

وتضيف الجنيبي: «(عيال زايد) ليس مجرد وصف يعبر عن الشعب الإماراتي، لكنه صفة وغرس أخلاقي، فنحن تأسّسنا على أخلاق زايد وحبّه للخير في بيوتنا، كما تعلمنا في المدارس نهجه المجتمعي ومبادراته الإنسانية الداعمة لكل شعوب الأرض، ما يعني أن هذه الصفة هي نتاج تأسيس وتدريس لسيرة قائد استثنائي بنى وطناً عظيماً وأسّس دولة فتية مصدرها القوة واستمرارها الشموخ، وألف بين قلوب شعبها وزرع فيهم حب الخير وفعله، لتصبح دولة الإمارات في مصاف دول العالم التي تحظى بالمكانة والاحترام».

وتشير إلى أنه مع قيام اتحاد دولة الإمارات لم يقتصر سعي الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على تأسيس دولة عصرية قوية فقط، وإنما استهدف بناء حضارة عظيمة بثوابت خالدة وقيم نفيسة ومبادئ رصينة، فانعكس بناؤه على أبنائه الذين بات يشهد لهم العالم بأسره بأخلاقهم وسمعتهم الطيّبة ومبادئهم النبيلة، مؤكدة أن المغفور له أسس دولة الإمارات على قواعد الحب والأبوة.

وتقول الجنيبي: «الجميع يرى الإجماع العالمي على حبّه، فأينما تُذكر سيرته، طيب الله ثراه، تكون محل ثناء من الجميع، ولهذا لم يكن من المستغرب أن يستلهم الإماراتيون شغفهم وتطوير أنفسهم في مختلف المجالات من سيرة والدهم المؤسس».

للإطلاع على الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

للإطلاع على الملحق الخاص بمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني كاملاً، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر