أشادوا بالرعاية والاهتمام في مستشفيات الدولة.. وأكدوا أنهم في بلدهم الثاني

مرضى غزة يشيدون بأيادي الإمارات البيضاء: بلسم يضمد جراحنا

صورة

بكلمات معبرة تعكس المكانة المرموقة لدولة الإمارات العربية المتحدة في قلوب الشعب الفلسطيني، عبرت أسر الأطفال المصابين والجرحى ومرضى السرطان القادمين من قطاع غزة، لتلقي العلاج في مستشفيات الدولة، عن شكرهم وعظيم امتنانهم لتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بعلاج 1000 طفل فلسطيني من المصابين وعلاج 1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة في مستشفيات الدولة،، مشددين على أن هذه التوجيهات تجسّد أسمى قيم التضامن والتآزر مع الشعب الفلسطيني، وتعد بلسماً يضمد جراحهم، وتعكس نهج دولة الإمارات الراسخ والتاريخي في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، والتخفيف من الأزمة الإنسانية التي يواجهها، وخصوصاً الفئات الأضعف، وفي مقدمتها النساء والأطفال.

مواقف إنسانية نبيلة

وقالت والدة أحد الأطفال المصابين، أمل أحمد محسن: «وصلت إلى الإمارات مرافقة لطفلي الذي يبلغ من العمر عاماً وخمسة أشهر، ويعاني تضخماً في الكبد، ولم نكن نعرف السبب، كما أن الوضع في غزة، في ظل عدم وجود مستشفيات أو علاج، أسهم في تدهور حالته الصحية، وتم ترشيحه ضمن الأطفال المصابين والجرحى ومرضى السرطان من قطاع غزة، الذين سيسافرون، لتلقي العلاج في مستشفيات الإمارات، وقدمت معه مرافقة له».

وأضافت: «لدى وصولي إلى الإمارات كنت حاملاً في منتصف الشهر الثامن، ومنذ وصولنا وجدت اهتماماً، ومتابعة يومية لحملي حتى وصلت إلى منتصف الشهر التاسع، وتم إجراء عملية ولادة قيصرية لي في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي، كما أن طفلي حظي بتشخيص سليم، وتم إجراء جراحة له، وتحسنت حالته بشكل كبير، وحالياً يتم إجراء فحوص له، لمعرفة إن كان هناك أي مرض جيني، وتحديد خطة العلاج الأنسب له»، مشددة على أن هذه المواقف الإنسانية النبيلة ليست غريبة عن الإمارات حكومة وشعباً، فقد كانت ولاتزال سنداً قوياً، وداعماً أساسياً للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

حسن الاستقبال والرعاية

وأوضح حسام محمد أبوحطب، (42 عاماً) من قطاع غزة، أنه كان يعاني ورماً كبيراً في منتصف الظهر، يزن 1.8 كيلوغرام، وحضر إلى الإمارات ضمن وفود المصابين والجرحى ومرضى السرطان من قطاع غزة، وتم إجراء جراحة له، واستئصال الورم بشكل كامل، وقد تحسنت حالته الصحية كثيراً.

وقال: «منذ اللحظة الأولى، تم استقبالنا أحسن استقبال في الإمارات، وفور وصولي جرى تقييم عاجل لحالتي، إلى جانب إجراء الفحوص والأشعة كافة؛ لتشخيص حالتي بشكل سليم، وتقرر إجراء جراحة لي، وبعدها تم أخذ عينة من الورم؛ لتحليلها، وقرر الأطباء خضوعي لجلسات إشعاع ضمن البرنامج العلاجي»، مشدداً على أن المرضى والمصابين القادمين من غزة، يحظون مع مرافقيهم بأفضل علاج ورعاية ومتابعة.

وأضاف: «كنت قد توقفت عن تلقي العلاج منذ أكثر من شهرين؛ حيث تم قصف المستشفى الوحيد في قطاع غزة، المعني بعلاج مرضى الأورام، ولم يعد هناك أي علاج لمرضى السرطان في غزة، فقام الطبيب المعالج لي في غزة بترشيحي للسفر للعلاج في الإمارات، ومعي شقيقي مرافقاً، وقام الهلال الأحمر الإماراتي بمساعدتنا، وتسهيل كل أمورنا».

من جانبه، أشاد شقيقه سليمان محمد أبوحطب، بالدور الكبير الذي تبذله دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال تقديم الدعم الإنساني والإغاثي للفلسطينيين، قائلاً: «هي إمارات المحبة والسلام، التي لا تتوانى عن تقديم كل ما يلزم في سبيل دعم الفلسطينيين والقضية الفلسطينية».

وأضاف: «الإمارات أنقذتنا من الموت، فلا يوجد علاج في غزة، ومنذ اللحظة الأولى لصعودنا إلى الطائرة الإماراتية، ونحن نتلقى باستمرار أسئلة لمساعدتنا، ماذا تريدون؟ كيف يمكننا مساعدتكم؟ وتم شراء ملابس لنا، وأدوات شخصية، إلى جانب توفير مسكن لنا، كما نتلقى أفضل رعاية صحية في مدينة برجيل الطبية؛ حيث لا تتوقف المتابعة الطبية والتي لا تختص بالمرضى وحسب؛ بل إن المرافقين أيضاً يحظون بالرعاية الصحية».

وتابع: «أبلغت الممرضة في مستشفى برجيل أثناء وجودها للاطمئنان على شقيقي، بوجود آلام في عيني، فتم حجز موعد لي مع طبيب العيون مباشرة، وقام بفحصي وصرف لي دواء لثلاثة أشهر قادمة، كل ذلك تم في أقل من ساعة»، مشيراً إلى أنهم يحظون بأفضل رعاية واهتمام.

أفضل علاج

من جانبه، أشار المريض، نظمي خميس حسن الغليظ (67 عاماً)، إلى أنه مصاب بسرطان البروستاتا، وبسبب توقفه عن تلقي العلاج، نتيجة الأوضاع في غزة، انتشر الورم في أماكن أخرى من الجسم، ونتج عن ذلك شعوره بآلام حادة ومستمرة في العظم وفقرات الظهر.

وأضاف: «وصلنا إلى الإمارات للعلاج؛ إذ إن حالتي تراجعت كثيراً نتيجة للحرب، ولم أحصل على جلسات العلاج الكيماوي لثلاثة أشهر، وفور وصولي وابنتي المرافقة لي، تم إدخالي إلى مدينة برجيل الطبية، وإجراء الأشعة والتحاليل كافة، وحصلت على جلسة علاج كيماوي، ويتم تجهيزي حالياً للجلسة الثانية»، مشيراً إلى أنه يتلقى أفضل علاج ورعاية يمكن أن تقدم لمريض في أفضل مستشفيات العالم، إضافة إلى المعاملة الإنسانية التي تعكس موقف الإمارات الأصيل تجاه فلسطين والفلسطينيين.

وأكد المرضى والمرافقون لهم، أن دولة الإمارات لم تألُ جهداً في سبيل دعم الفلسطينيين، والوقوف إلى جانبهم في مختلف الأوقات والأزمات، وعلى الصعد كافة، فهي تعد من أكثر الدول دعماً لهم، ووقفت معهم بشكل مشرف في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعانونها.

رعاية طبية فائقة

وأكد اختصاصي الطب الباطني في قسم الأورام بمدينة برجيل الطبية، الدكتور أمين أبيض، أن المدينة الطبية، استعدت لاستقبال الإخوة المرضى الفلسطينيين ومرافقيهم بشكل جيد، وأعدت لهم أفضل الخدمات والرعاية الطبية الفائقة، مشيراً إلى أن العيادة الطبية تقدم خدمات التشخيص والفحوص والعلاج لـ10 إلى 15 مريضاً يومياً، وتم تنويم 12 مريضاً من الأطفال والكبار الذين يعانون الأورام، ويحتاجون إلى رعاية طبية مكثفة داخل المستشفى.

وأضاف الدكتور أبيض أن القاسم المشترك لجميع المرضى القادمين، هو التوقف عن العلاج لمدة طويلة زادت على ثلاثة أشهر؛ بسبب الأوضاع الصحية الراهنة في قطاع غزة، وحتى قبل نشوب الحرب كانت هناك مشكلة في تحويل المرضى خارج القطاع، فضلاً عن افتقار مستشفيات غزة إلى الفحوص الرئيسة مثل الأشعة والأدوية الأساسية التي لم تكن متوافرة في غزة.

ولفت إلى أن أحد المرضى كان يعاني ورماً ضخماً في الظهر، وكان يأخذ أدوية وعلاجاً كيماوياً، وعند تقييم حالته من قبل تخصصات طبية عدة، تبين أنه ليس بحاجة إلى العلاج الكيماوي بقدر احتياجه إلى إجراء عملية عاجلة، فضلاً عن أن الأدوية الموصوفة له، لم تكن مناسبة، وبالفعل قمنا بإجراء الجراحة، وجرى استئصال الورم بنجاح، وكان الورم يزن نحو 1.8 كيلوغرام.

وأوضح أن 95% من حالات السرطان، عادت إلى الطريق الصحيح للعلاج، لافتاً إلى أن تقييم الحالات يجري بصورة دورية، ويتم اتخاذ القرارات الطبية الصحيحة، وشدد على أن مدينة برجيل الطبية تشرفت باستقبال الإخوة الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة، وأن تكون جزءاً من المهمة الإنسانية، التي وجه بها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم الرعاية الصحية المتميزة للأشقاء، وفضلاً عن ذلك فإن المدينة تقوم حالياً بتوسيع الطاقة الاستيعابية من خلال تدابير عدة، لاستقبال أضعاف هذه الأعداد.

تويتر