شددت على الدور المحوري للاقتصاد الإبداعي

لطيفة بنت محمد: تعلمت من والدي اجتياز التحديات بالعمل الجاد والتفاؤل

صورة

أكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، عضو مجلس دبي، أهمية تعزيز الشراكة بين الثقافة والإعلام في المنطقة لتطوير محتوى عربي يعزز الهوية الثقافية العربية، مشددة على الدور المحوري للاقتصاد الإبداعي الذي بات قطاعاً اقتصادياً بارزاً يسهم في منظومة تطوير الدول.

وأشارت سموها إلى أن «منتدى الإعلام العربي» يشكل فرصة ثمينة لإعادة تعريف مفهوم الثقافة كهمزة وصل وأداة للحوار بين مختلف الشعوب والثقافات، وتسليط الضوء على هذا القطاع بكل ما يحتويه من أدوات وإمكانات إبداعية، خصوصاً أن جزءاً كبيراً من هذا الدور يقع على الإعلام الذي يحتاج إلى التعاون مع القطاع لتصحيح مفهوم الثقافة ووضعها في مكانها الصحيح.

وقالت سموها خلال جلسة رئيسة في منتدى الإعلام العربي الذي اختتم أعماله أمس، بعنوان «الثقافة والإعلام.. رؤى إبداعية تصنع المستقبل»، أدارها الإعلامي فيصل بن حريز، إن الثقافة بمفهومها المتعارف عليه هي مجموعة القيم والعادات والتقاليد المجتمعية، والإرث الثقافي والاجتماعي، والتوجهات والسلوك ونمط المعيشة، لافتة إلى أنه مع الوقت، اتّسع نطاق الثقافة وأصبحت قوة تأثير وتغيير لا يستهان بها.

وأضافت سموها أنه على الرغم من التباين في تعريف مفهوم الثقافة، إلا أنه لا يوجد قصور في فهم هذا القطاع، مشيرة إلى أنها طرحت سؤالاً باللغتين العربية والإنجليزية على «إنستغرام» الخاص بها، يتعلق بتعريف مفهوم الثقافة. وتضمن السؤال تعريفات واختيارات مختلفة. وأظهرت النتائج أن أغلبية المشاركين اختاروا المفهوم الصحيح للثقافة الذي يمزج بين القيم والعادات والتقاليد والفن والأدب وكل ما يرتبط بذلك، مؤكدة أن مفهوم الثقافة اليوم بات أوسع وأشمل.

وأوضحت سموها أنه في السنوات الماضية خصوصاً خلال جائحة كوفيد-19، أثبت قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية حضوره قطاعاً حيوياً يسهم بشكل فاعل في مسيرة التنمية، ما انعكس على مفهوم الثقافة الذي زادت شموليته ليضم صناعات وقطاعات إبداعية مثل الفنون بأنواعها، من موسيقى ومسرح وسينما وتصوير، إضافة إلى الإعلام والألعاب الإلكترونية، والأعمال الأدبية والإبداعات في مختلف المجالات، وأي صناعات تعتمد على عناصر الفكر والابتكار والإنتاج، والتوزيع والنشر والترويج والخدمات ذات الصلة بالتعبير الإبداعي.

ودعت سموها إلى ضرورة تعزيز العلاقة التكاملية بين الثقافة والإعلام حيث لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، فهما وسيلة الحوار والتواصل الفكري بين الدول. وأشارت سموها إلى أهمية استثمارهما وتوجيههما بهدف إيصال فكر وهوية الدول والثقافات المختلفة، إضافة إلى ضرورة تفعيل دور الإعلاميين ووسائل الإعلام في توصيل المنتج الإنساني والإبداعي، فهم جزء لا يتجزأ من المشهد الثقافي والإبداعي المزدهر في دبي والإمارات.

وقالت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم: «إن المنطقة العربية بحاجة حقيقية إلى محتوى ثقافي هادف بمستوى عالمي يُمثّل الفكر العربي ويعزز في نفوس الأجيال الشابة، القيم والمبادئ المجتمعية الأصيلة، ويسهم في تعزيز حضور الثقافة العربية الغنية بأفضل صورة»، مشيرة سموها إلى أن المثقف العربي مطالب اليوم بتغيير أدواته ليكون حاضراً بقوة في المشهد التنموي للمنطقة العربية، فأدوات الخطاب الإعلامي تغيرت، ومن الضروري مواكبة المثقفين لوسائل الإعلام والتواصل الجديدة لتفعيل حضورهم الثقافي إعلامياً على الساحة الإقليمية والدولية.

وأكدت سموها أهمية هذا التغيير في تسليط الضوء على الأدوار الإيجابية الفاعلة التي يلعبها المثقفون والمبدعون العرب، وعلى دور الثقافة التي تحررت اليوم من الأدوار التقليدية، وأصبحت شريكاً إبداعياً فاعلاً يسهم في الارتقاء بالمجتمعات، ويعزز مسيرة التنمية الاقتصادية.

وأوضحت سموها أن القطاع الثقافي والإبداعي أصبح قطاعاً اقتصادياً بارزاً يسهم في منظومة تطوير الدول، مشيرة إلى الرؤية الاستشرافية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الخاصة بقطاع الاقتصاد الإبداعي وأهميته المتزايدة، وإطلاق سموه استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي الهادفة إلى جعل دبي مركزاً ثقافياً عالمياً بعد أن نجحت في أن تكون مركزاً اقتصادياً عالمياً.

وتحدثت سموها عن شغفها المبكر بالثقافة رغم اتجاهها لدراسة إدارة الأعمال، والاتجاه للعمل الحكومي، مشيرة إلى تأثرها في طفولتها بجدّها الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، حين كان يأخذ سيارته ويذهب بعد صلاة الفجر ليجول في أرجاء دبي وهو يفكر في مستقبل دبي التي كانت شاغله الأكبر، ونجح رحمه الله في أن يؤسس نهضتها الحديثة.

وأضافت سموها أنها نشأت على حب دبي وهي ترى والدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإخوتها، يواصلون العمل ليلاً ونهاراً من أجل مستقبلها وسعادة أهلها، وهو ما حفّزها على تقديم مزيد من العطاءات، وشكّل مصدر إلهام كبير لها.

وقالت سموها: «لطالما كان العمل من أجل دبي يراودني، وكنت ألاحظ شغفي بمجالات الثقافة والفنون، وأشعر بالرغبة في تنمية هذا القطاع، لإيماني بقدرته على إحداث تغيير حقيقي في المجتمع، وكانت انطلاقتي في هذا المجال من هيئة الثقافة والفنون في دبي، حتى فاجأني والدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتعييني رئيسة للهيئة، عبر تغريدة على حساب سموه على (تويتر)، وكانت مفاجأة أسعدتني».

وأشارت سموها إلى أنه بعد توليها رئاسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، بستة أشهر جاءت جائحة «كوفيد-19»، ودخل العالم في مرحلة الإغلاق الذي شكّل تحدياً أمام الجميع، وأحدث تخوفاً على مستقبل القطاع خصوصاً مع منح الأولوية لقطاعات أخرى، لكن كما عوّدنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على اجتياز التحديات بالعمل الجاد والتفاؤل، استطعنا أن يكون القطاع جزءاً فاعلاً في تجاوز جائحة «كوفيد-19»، بعد أن لجأ الناس - بشكل واسع - إلى الاهتمام بمكونات الصناعات الإبداعية، مثل الكتب والأفلام والأدب والألعاب الإلكترونية والتصميم والرسم، مشيرة إلى نجاح فريق الهيئة في الإسهام في تعزيز دور الثقافة من خلال مبادرات وبرامج عدة، من بينها ابتكار جولات افتراضية لمتاحف دبي والتعريف بالسياحة الثقافية.

واستبعدت سموها أن يهدد الانفتاح الثقافي والإبداعي الهوية الوطنية، مؤكدة أننا وصلنا إلى الفضاء ونحن محافظون على هويتنا.

وأوضحت سموها أهمية تعزيز الهوية الوطنية والعربية في نفوس الأجيال الجديدة، من خلال خلق بيئة إبداعية داعمة لأصحاب المواهب، مع ترسيخ القيم والمفاهيم الوطنية والعربية لديهم، إضافة إلى إشراك المواهب العربية الشابة في صناعة المستقبل وتصميمه، وجعلهم جزءاً فاعلاً من التغيير الإيجابي، وتطوير محتوى ثقافي إبداعي يعكس هويتنا الثقافية وقيمنا الحضارية للعالم، وغرس القيم الثقافية وتعزيزها في نفوس الشباب والناشئة المحليين والعرب، والاستثمار في الطاقات الشابة وتحفيزها على الإبداع والابتكار في مختلف المجالات الإبداعية، فالإبداع لغة المستقبل ووسيلتنا لضمان مستقبل واعد ومستدام.

وفي ختام الجلسة أعربت سموها على تفاؤلها بمستقبل الثقافة والإبداع في العالم العربي، في ظل ما نشاهده من طموحات وطاقات واعدة لدى الشباب العربي الذي يمتلك مهارات فائقة في مجالات الإبداع والابتكار، مؤكدة ثقتها بقدرة جيل الشباب على تعزيز الثقافة والإبداع.


لطيفة بنت محمد:

• أرى والدي محمد بن راشد وإخوتي يواصلون العمل ليلاً ونهاراً من أجل مستقبل دبي وسعادة أهلها.

• «منتدى الإعلام العربي» منصة مهمة لإعادة تعريف مفهوم الثقافة كهمزة وصل وأداة للحوار بين الشعوب.


لطيفة بنت محمد تتفقد الممشى الإعلامي

تفقدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، عضو مجلس دبي، الممشى الإعلامي في مقر منتدى الإعلام العربي الذي يضم الفعاليات المصاحبة للمنتدى الذي اختتم أعماله، أمس.

واستمعت سموها - خلال جولة في جنبات الممشى الإعلامي، رافقت سموها فيها نائب الرئيس العضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام رئيسة نادي دبي للصحافة منى غانم المري، ومديرة نادي دبي للصحافة الدكتورة ميثاء بوحميد - إلى شرح حول تصميم الممشى الذي جاء مستلهماً من الموضوعات الأساسية التي ركزت عليها الدورة الحادية والعشرين للمنتدى، وفي مقدمتها أثر الذكاء الاصطناعي على الإعلام ودور الإنتاج الدرامي والسينمائي وتكامله مع الإعلام، انطلاقاً من قدرته كقوة ناعمة قادرة على التأثير في تشكيل وعي المجتمع، فضلاً عن موضوع الاستدامة الذي عكسه تصميم جانب من الممشى الإعلامي.

وشاهدت سموها العمل الإبداعي الذي شارك به الفنان العالمي رفيق أناضول المتخصص في مجال الفن المعتمد على الذكاء الاصطناعي. وتوقفت سموها عند «مبادرة بكل فخر من دبي» التي يحظى أعضاؤها بدعم «براند دبي» الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي.

تويتر