ملاك يتغافلون عنها.. لتوفير الكلفة

«الصيانة» خط الدفاع الأول ضد الحرائق

الإمارات اتخذت إجراءات كافية لضمان سلامة البنايات من الحرائق. من المصدر

أكد خبراء في مجال أنظمة الدفاع المدني، أن بعض مُلاك البنايات لا يلتزمون بالصيانة الدورية لأدوات مكافحة الحريق المتمثلة في طفايات الحريق وأجهزة الإنذار ومضخات المياه بسبب الكلفة المالية، ما يتسبب في تفاقم الحرائق المنزلية حال وقوعها.

وأكدوا ضرورة التزام أصحاب البنايات بالصيانة ومراجعة معايير السلامة، لضمان الوقاية من الحرائق خصوصاً في فصل الصيف بسبب تزايد الأحمال الكهربائية.

وتفصيلاً، قال خبير سلامة المنشآت ومدير إحدى شركات صيانة معدات الحريق للمنشآت، محمد الصغير، إن هناك فارقاً بين الفلل السكنية والبنايات التجارية؛ فالفلل تعتمد أولاً على تركيب نظام فني في الغرف يعرف باسم (smoke detector with sounder) وهو عبارة عن حساس بصوت جرس يتم ربطه بتطبيق على الهاتف بالتنسيق مع إحدى شركات المحمول.

وأضاف لـ«الإمارات اليوم» أن «هناك ثلاثة أنواع من الطفايات، الأول ثاني أكسيد الكربون، والثاني dry powder والثالث (الفوم)»، لافتاً إلى ضرورة إجراء الصيانة الدورية لطفايات الحريق، خصوصاً التي تعمل بالباودر، لأن المسحوق الموجود في داخلها يجف إذا لم يستخدم لمدة عام.

وأوضح أن بعض مسؤولي الصيانة – - يقومون بتغيير تاريخ الصلاحية دون إجراء الصيانة، وهو أمر في منتهى الخطورة، فطفايات الباودر يجب تفريغها بعد السنة الأولى كل ستة شهور وإعادة تعبئتها، مشيراً إلى ضرورة توافر «فاير بلانكت» بالمنازل، وهي بطانية الوقاية من الحرائق، والتي تعمل على إخماد النيران.

ولفت إلى أهمية أجهزة إنذار الحريق في البنايات، وضرورة أن تعمل بصورة سليمة، مؤكداً ضرورة صيانتها كل ثلاثة أشهر، وفي حال وقوع خلل فني يجب الاتصال بالشركة المختصة لعمل الصيانة اللازمة.

ودعا إلى نشر ثقافة إجراءات السلامة بين السكان وتدريبهم على استخدام أدوات إخماد النيران حتى يتسنى لهم استخدامها في حال اندلاع حريق في البناية.

وتابع أن بعض الملاك يبحثون عمن يعطيهم شهادة استيفاء بسعر قليل، أكثر من البحث عن الجودة نفسها، وهو الأمر الذي يتسبب في مخاطر كبيرة.

وقال صاحب شركة مقاولات، المهندس هاني سعد سلامة، إن دولة الإمارات اتخذت إجراءات كافية لضمان سلامة البنايات من الحرائق، لكن البعض يطبق ذلك بصورة خاطئة، وبعض الملاك لا يبحثون عن أهل الثقة بسبب التكاليف، لكنهم يتجهون في المقابل لشركات مجهولة.

وأضاف: «لابد من زيادة الوعي وأن يكون لدى كل فرد الدراية باستخدام طفاية الحريق، لأنه من الممكن أحياناً أن يلعب الأطفال في نظام الأمان بالطفاية ويتسببوا في تعطلها، ومن ثم يجب أن يكون لدى الناس الوعي الكافي بثقافة نظام الأمان».

وأوضح أن هناك أنواعاً مختلفة لطفايات الحريق، لكل منها استخدامات مختلفة، كما أن نظام الإنذار مهم جداً، وإلا لم تكن الدولة قد اهتمت به بهذه الصورة، لافتاً إلى أن شركات المقاولات تهتم حالياً بعمل ارتدادات أو حدود مع الجار، بحيث يستطيع الدفاع المدني الوصول بسهولة إذا حدث حريق.

من جانبه، أكد مهندس معتمد من إدارة الدفاع المدني بدبي، أحمد سويلم، أن إدارات الدفاع المدني تطلب شهادات استيفاء الوقاية المدنية بصورة سنوية من كل بناية، وخلال السنة يتم تنظيم أربع زيارات للشركة المسؤولة عن نظم السلامة بواقع زيارة كل ثلاثة شهور، ويتم خلالها تسجيل لاصق على الطفاية وخراطيم المياه وأجهزة الإنذار.

وقال: «من المفترض ألا يكون هناك أي عطل بأجهزة إطفاء الحرائق، ولو ثبت تعطل أي منها خلال زيارة مفاجئة يتم توقيع غرامة كبيرة على شركة الفاير المسؤولة عن البناية»، مشدداً على ضرورة تدريب الناطور المسؤول في كل بناية على كيفية تشغيل تلك الأدوات أو إغلاقها في حالات الحرائق.

وأوضح أن إدارات الدفاع المدني في كل إمارة اعتمدت أنظمة إنذار للحرائق متصلة بنظام «وايرلس» مع الدفاع المدني حتى يصل في أسرع وقت حال وقوع حريق.

وذكر أن الصيانة الدورية للطفايات ضرورية، حيث تعد خط الدفاع الأول ضد الحرائق وتوجد داخل المطابخ للسيطرة على أي حريق في بدايته، فضلاً عن أهمية نظام الإنذار في حالات تصاعد الدخان أو وقوع حريق، كما أن العنصر الثالث الرئيس لمكافحة الحرائق هو خراطيم المياه، التي لن تعمل إلا إذا كانت المضخات الثلاث الرئيسة سليمة، وبالتالي يجب مراجعة عملها دورياً.

تويتر