«الطيب» و«الباحث عن الشهرة» و«الحاقد»

3 أنواع من الشخصيات «تتناوب» تحريف المعلومات

الجهات المعنية تؤكد وجوب استقاء البيانات من مصدرها. أرشيفية

تتعرض كثير من الأخبار والتغريدات المهمة، التي تبثها مؤسسات متخصصة في تقديم الخدمات، للتحريف من قبل ثلاثة أنواع من الشخصيات: الأول يعيد نشرها بشكل خاطئ، لكن بنوايا طيبة، أي من دون أن يقصد إحداث أذى لأحد، والثاني باحث عن الشهرة من خلال إثارة فضول المتابعين، والثالث مريض بالحقد على المجتمع.

وتؤكد الجهات المعنية وجوب استقاء البيانات والتفاصيل من مصدر المعلومة ومقدم الخدمة تجنباً للخسارة.

وتفصيلاً، شهدت الآونة الأخيرة ازدياداً في نسبة تغيير المعلومات التي تتطرق إلى تفاصيل إطلاق خدمة معينة، ومن أبرز أمثلتها ادعاء بعض الناشطين على السوشيال ميديا أن هناك أرباحاً توزع يومياً من قبل «سالك»، ونسبة تلك المعلومات لشخصيات عامة ومسؤولة لها صلة بالشركة، في حين أن تلك المعلومات والتغريدات لم تصدر عن تلك الشخصيات، إلا أن هؤلاء استغلوا حقيقة أن الشركة أتاحت فرصة لأفراد المجتمع لشراء أسهم فيها، فغرروا بالمتابعين وضللوهم بمعلومات على لسان المسؤولين في الشركة.

وكان التضليل الأخطر والأكثر ضرراً بما يتعلق بخدمات شركة «سالك»، هو انتحال شخصية الشركة عبر استهداف عملائها برسائل مزيفة تتضمن روابط تقودهم إلى دفع مخالفات حررت بحقهم.

ويوضح مثل آخر يتعلق بخدمات الطرق مدى الضرر الواقع على المستفيدين من الخدمات، إذ حرف بعض الناشطين على السوشيال ميديا المعلومات المتعلقة بتوفير هيئة الطرق والمواصلات في دبي خدمة الحصول على رخصة قيادة من دون الاضطرار للخضوع للدروس العملية بشرط اجتياز الامتحان العملي، وذلك للأشخاص الذين يحملون رخصة قيادة من البلدان غير المدرجة في قائمة الدول المسموح لأفرادها باستبدال رخصهم وفق اتفاقيات مبرمة مع دولة الإمارات.

وبلغ تحريف المعلومات حد الادعاء بأن قيمة الرسوم المطلوبة لإصدار الرخصة التي أطلقت عليها الهيئة اسم «الرخصة الذهبية» تصل إلى 7000 درهم، في وقت لا تتجاوز قيمة تلك الرسوم الكلفة المتعارف عليها في القانون لإصدار الرخصة العادية.

من جهته، شرح الاستشاري في الطب النفسي، الدكتور نادر ياغي، أن هناك ثلاثة أنواع من الشخصيات التي تقف وراء انتشار المعلومات المغلوطة، سواء بقصد أو بعدم قصد.

وقال ياغي إن هؤلاء الأشخاص تمثل لهم البيانات الصحافية أو التغريدات الصادرة عن الجهات الرسمية هدفاً وتربة خصبة لتحويلها إلى مواد ومعلومات غير صحيحة يقومون بنشرها بمنتهى السرعة وعبر كل ما لديهم من قنوات ووسائل.

وأشار إلى النوع الأول من تلك الشخصيات الذي تصله صورة أو معلومة، ولا يتحرى عنها، مضيفاً أن منهم أفراداً يعرفهم شخصياً وقعوا بمساءلات قانونية نتيجة تصرفاتهم الخاطئة.

وأكد أن هذا النوع يمثل شخصية عادية ولا يريد إيذاء الآخرين، لكنه يحب أن تكون لديه معلومات حصرية يخبرها للناس، فيقوم مثلاً بمخاطبتهم بشكل قاطع بأن لديه معلومات أكيدة عن تخفيض لمدة يومين على تسديد المخالفات على سبيل المثال.

وتابع أن هذا الشخص يقوم بذلك بدون أي معرفة أو وعي فينقله بطريقة غير صحيحة لأنه لم يتحر صحته، مؤكداً أن «هذا النوع ليس له أي أغراض أو قصد بالإيذاء بل همه الوحيد أن يظهر بأنه مميز ومهم وأن المعلومات تصله أسرع من غيره».

وشرح ياغي أن النوع الثاني من الشخصيات يقوم بتغيير محتوى الخبر أو بتحوير حرف أو كلمة ومن ثم يتغير كل معنى وهدف الخبر، مؤكداً أن هذا النوع يريد أن يكون لديه أكبر عدد من المتابعين وأن يكون من المؤثرين عبر السوشيال ميديا، فيقوم بذلك من خلال نشر الأخبار والمعلومات الخاطئة حتى يقوم الناس بسؤالهم وإرسال الاستفسارات لهم، إذ إنهم يتعمدون عدم الإشارة لمصدر الخبر بهدف دفع الناس للتواصل معه حتى يشعر بأنه مهم وأن الناس تحتاجه.

أما النوع الثالث فأكد ياغي أنه أخطرهم «لأنه مروج متعمد للشائعة»، موضحاً أن «بعضهم يدفعه حقد دفين على المجتمع أو على جنسية معينة أو على بلد معين، فيقوم عمداً بنشر معلومات مشوهة ومحرفة وغير صحيحة، ويغير في معانيها، حتى تثير الامتعاض والاستياء نتيجة وجود خلل في تفكيره وأحاسيسه يجعله رافضاً للمجتمع ولا يريد له الخير».

تويتر