فرق مُدربة لاستشراف الجرائم المستقبلية

«المواقع السوداء» و«B2B» أبرز وسائل ارتكاب الجرائم في المستقبل

الفريق الخاص يعتمد التنبؤ المستقبلي للجرائم والأخذ بالأسلوب العلمي الميداني ورصد حجم الجريمة. من المصدر

كشف مدير عام العمليات الشرطية بشرطة الشارقة العميد أحمد السركال، عن تخصيص فريق مُدرب لاستشراف الجرائم المستقبلية، لاسيما في ظل تغيُّر شكل الجرائم بعد ظهور الجرائم الإلكترونية ورصد العديد من المجرمين من خارج الدولة وما يبتكرونه من حيل.

وقال السركال لـ«الإمارات اليوم» إن مختبر استشراف المستقبل يركّز على الجرائم غير التقليدية التي من المتوقع أن تحدث في المستقبل، من خلال نماذج حديثة بالتعاون مع مراكز عالمية معتمدة مثل جامعات أكسفورد وهيوستن وفيوتشر بلاتفورم، مشيراً إلى أن شرطة الشارقة تستخدم نماذج أعمال خاصة بها لاستشراف المستقبل، وبناءً عليها يتم وضع توقعات بشكل الجرائم مستقبلاً وأدواتها من خلال نماذج الأعمال.

وأضاف: «أجرينا مسحاً للوضع الحالي ووجدنا أن هناك العديد من الجرائم الإلكترونية التي باتت تحتل مساحة كبيرة من الجرائم العالمية، وأبرز التحديات التي واجهتنا هي المواقع السوداء (dark webs)، والتي نحاول أن نجد لها الأدوات القانونية والتقنيات التي تمكننا من السيطرة عليها خصوصاً في ما يخص جرائم الاستغلال غير الأخلاقي والجرائم المخالفة للقوانين كالتزوير ومن ثم نضعها ضمن التنبؤات المستقبلية ونحدد الآليات المناسبة لمواجهتها».

وتابع: «هذا النوع من الجرائم متوقع انتشاره من خلال الشبكات الإلكترونية المطبقة حديثاً، والتي تعتمد على الإنترنت المفتوح، بحيث لا تستطيع الدول السيطرة عليه أو وضع ضوابط منظمة لعمله، شأنها في ذلك شأن الأقمار الاصطناعية».

ولفت إلى أن من بين الجرائم المتوقعة حديثاً أيضاً استخدام التقنيات الحديثة في الطباعة ثلاثية الأبعاد لاستحداث أدوات للجريمة مثل صناعة الأسلحة بمختلف أشكالها.

أما في ما يخص عمليات التهريب، فقال السركال: «تقنيات المعاملات التجارية B2B تعد أكبر تحدٍ يواجه الأجهزة الأمنية مستقبلاً، لاسيما في ظل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتبادل التجاري بين عميل وعميل، دون خضوع تلك الأموال للرقابة أو الجهات المعنية، فالمبالغ المُحولة لشراء أشياء ممنوعة كالمخدرات والأسلحة وغيرها يتم تحويلها عبر دائرة مغلقة من شخص لآخر دون أن تمر عبر البنوك، ومن ثم يمكن استخدامها مستقبلاً في عمليات مشبوهة».

ولفت السركال إلى أن فريق استشراف المستقبل بشرطة الشارقة يستهدف مواجهة التحديات التي تواجه الأنظمة الشُرطية ومواكبة تغير تلك الأشكال من الجرائم، وذلك بهدف تفادي الجريمة قبل وقوعها، حيث إننا لا نقوم – على سبيل المثال - بضبط تجار المخدرات فحسب، ولكن نقوم أيضاً بتحليل المخدرات ومعرفة طبيعة المُركّبات الموجودة بها.

وتابع: «يعتمد الفريق الخاص بالتنبؤ المستقبلي للجرائم على الأخذ بالأسلوب العلمي الميداني القائم على نماذج أعمال مستحدثة لتحليل الظواهر الإجرامية من خلال رصد حجم الجريمة ودراسة أسبابها ودوافعها وتحليلها والاستثمار الأمثل للموارد المتاحة للحد من تداعياتها على المجتمع».


576 بلاغاً بجرائم إلكترونية

أفاد مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية بشرطة الشارقة العقيد عمر أبوالزود، بأن شرطة الشارقة تلقت 576 بلاغاً بجرائم إلكترونية العام الماضي، بينها 441 بلاغ احتيال إلكتروني، و78 بلاغ اختراق إلكتروني، مؤكداً أن عقوبة الجرائم الإلكترونية تبدأ بالسجن ستة أشهر، وغرامة تبدأ من 100 ألف درهم.

فريق استشراف المستقبل بشرطة الشارقة يستهدف مواجهة تحديات الأنظمة الشُرطية ومواكبة تغير تلك الأشكال من الجرائم.

تويتر